Home > Work > الله في العقيدة الإسلامية: رسالة جديدة في التوحيد
1 " الإنسان حياة تَعي أنها حياة "
― أحمد بهجت , الله في العقيدة الإسلامية: رسالة جديدة في التوحيد
2 " إنما يقدر على الحب من يقدر على الفهم و الملاحظة و الرؤية و الإحساس و العطاء، و كلما زاد ميراث الإنسان من المعرفة زادت قدرة القلب الإنسانى على الحب. من قوانين الحب أنه عطاء، يُحِس فيه من يعطى أنه يأخذ .. و العطاء يحتاج إلى رقى فى الإنسان، لأن معظم الخلق يحبون أنفسهم فحسب، و إنما يبدأ الإنسان بالخروج من ذاته و حب الآخرين كلما إرتقى علمه و نضجت شخصيته و وجدانه "
3 " ما هى حكمة الله تبارك و تعالى من خلق الخلق و ابتلائه ؟إن الجواب يطلب منا أن نسير خطوة بعد خطوة .لو وقفت نملة تتفرج على عالم رياضى يحل مسألة رياضية ، و يكتب مئات الحروف فوق سبورة أمامه ..هل تعرف النملة حكمة ما يفعله الإنسان ؟و إذا كانت بعض الخلائق لا تستطيع ادراك حكمة الخلائق الاخرى ، لاختلافها فى رتبة الخليقة ، فكيف يدرك انسان صنع من تراب و ماء حكمة البارىء الجليل سبحانه .. "
4 " و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها"ها هو الخريف ينصب خيمته على الأرض .. الرياح الباردة تهب ، و دم الربيع الأخضر ينسحب من عروق الشجر ، و يوماً بعد يوم يزحف صدأ الصفرة و ذبول النهاية .. و يثقل وزن الورقة رغم خفته على العنق الذى يوصلها بالغصن الأم ، و تتغضن عروق الورقة و تجف داخلها العصارة ، و تجىء النهاية أخيراً ..يكفى مرور عصفور خائف .. تكفى هبة من هواء .. أو تكفى جاذبية الأرض نفسها لتهوى الورقة .. تتهادى برفق على أكف الهواء حتى تصل الى الأرض .. يعلم الله بسقوط هذة الورقة .. يعلم بسقوط أوراق الشجر فى قارات الدنيا جميعاً .. يعلم ما الذى نقصته الشجرة حين فقدت احدى أوراقها ، و يعلم ما الذى ستزيدة الأرض حين تتحول الورقة الى تراب .. يعلم مصيرها فى الأض بعد ذلك ، هل تكون غصنا جديدا فى شجرة ، أو ورقة فى زهرة ، أو جزءاً من تراب .. يعلم الله هذا كله قبل أن يقع ..لماذا .. ما هى أهمية سقوط ورقة ذابلة منتهية ؟؟نحن لا ندرى لماذا ، ولا نعرف سر أهمية هذا الحادث المتكرر .. كل ما نعرفه أن الآية ترسم لنا صورة لعلم الله الشامل المهيمن الذى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة .. حتى موت أوراق الشجر فى الخريف يهيمن عليه علم الله . "
5 " و مثلما اقتضت المشيئة الالهية وجود النقاء و البراءة ممثلين فى الملائكة ، و اقتضت وجود الشر المحض مجسدا فى الشياطين ، اقتضت المشيئة الإلهية ان يكون الإنسان تركيبا جديدا ، فهو بجسدة الترابى و روحه الالهى وعاء من لون عبقرى يقبل الخير و الشر ، و يمتزج فيه الجمال بالقبح ، و يستطيع الصعود الى مقام يباهى الله به الملائكة ، و يستطيع الهبوط الى حضيض تتبرأ فيه الشياطين منه .هكذا جاء خلق الانسان .. "