Home > Work > محمد صلى الله عليه وسلم
1 " أعلن الرسول الكريم أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة المتفرد، والموسيقي يعرف تماماً الفارق بين المعزوفة والسيمفونية، فالصّلاة سمفونية مصّلين مرتلين كلام الله، كما أن "الجماليّ" يدرك حاجة التعدد إلى النظام، والفوضى إلى الاندغام "
― علي شلق , محمد صلى الله عليه وسلم
2 " ثم إذا خلا الصوم من فترات تأمل، وولوج إلا داخل النفس، وصعود جوّاب في الآفاق، والأفلاك ، فهو صوم قاصر، محدود الفضائل "إذ رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش" فالرياضة هي المقصودة لتمكين الذات من كسب القوّة و الصمود "
3 " أبشع ما يكون المرء ساعة لا يفهم من الصوم إلا إنه امتناع عن المأكل والمشرب، وساعة يحين موعد الإفطار، تراه ينهمر على الطعام والشراب إلى درجة التخمة، ثم يقضي سمره في التحكك والتقعر، وعندما يجيء موعد السحور ياتهم المائدة التهاماً، كلّ ذلك حيلة على فضيلة الصوم، ومكوث في شكل الإمساك، وقد كان الرسول العظيم يتسحرّ أحياناً بكوب ماء، ويفطر على الخبز والخلّ بالزيت، لوعيه الحقيقة التي تتوفر في التسامي، والتصفية، والمشاركة الجسدية النفسية للمعوزين، والمحتاجين فيما هم فيه "
4 " و مثلما يكون الصوم موقفاً، يكون رحلةً في أقاليم جديدة تنكشف بها للنفس حجب، وعوالم، وتجلي مرايا، وتشف أبعاد "
5 " الزهر لا يتلاقح إلا بالريح العاصفة، والإنسان لا ينمو في الرحم نموّ وجود إلا بالحرب وقتل الملايين من الحيويّات المنوية، ثم إن الطفولة، والشباب، والكهولة والشيخوخة حرب موصولة في الحياة التي هي ميدان لا ينطفئ لمعاركه لهب "
6 " الحياة حرب، والمدنيات بالحرب، والويل لأمة لا تحارب، وعندما تستقيم لها الأمور تقول كما قال محمد صلى الله عليه وسلم بعد عودته من إحدى غزواته: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس. "
7 " الاجتهاد عنوان على ديناميكية الدين ، وتطوره مع الحياة ، وهو تجديد بمقدار ما هو تقييس ، يمنح العقل الديني حرارة لا تنطفئ . "
8 " إن الرجاء توسل إلى مصدر النعمة، والقوة، والخلق أن يمنح، ويزيد، ويعفو، وفي هذه الواقف حب واندغام مثلما تندغم القطرة المتحركة على صفحة بلور بأخواتها، والكل يجري إلى النهر، فالبحر، إنما النجوى خلاص، يتم بالخلوص من عالم التهمة والعناء والتكاليف إلى الحضور في المطلق، كما تتصفى طبقات الهواء بالصغود شيئاً فشيئاً إلى حيث قدّر لها "
9 " النجوى كتهدال غصن بين الأشعة والنسائم غرفانا لجميل الجذع الممعن في التراب، المواتي بالماء، المتصاعد بالسموق، المانح بالزهر والثمر. إنها الفترة التي تسمح بعودة الجزء إلى الكل، والمخلوق نحو الخالق. هي لحظة يصبح فيها الكائن كوناً "
10 " تبيّن أن الإسلام شعّ في عهد ازدها فكري وحضاريّ ، ولم يكن ضوءاً سطع في ظلام، بل كان كوكباً كالشمس أخفى سواه من كواكب المدار، وبه تميّز العرب بالهدى على سائر الناس. لذا، فليس كتاب ديني وعى من الفكر والنظام، والأخلاق، والهدى ما وعاه القرآن، ولا كتاب أدب جاراه في صوره، ومجالي عبقريته، معبراً بأعظم لغة في الأرض عن نور الحقيقة الإلهية، ولا أيّ رجل ساوى محمداً في مقداره و عظمته فهو المصطفى المختار. من حق الإسلام إذن أن يكون خاتم الأديان، وأن يعطي بالكتاب، والسنة، والقياس، والإجماع دستوراً متحركاً متطوراً لا ينطفئ وهج حروفه، وأن يضمن للبشرية حيويّة المتجدد، وأصالة المنطلق، وسعادة لا تجف لها ظلال في هذا العالم، ولا ساعة تنهمر الأشياء جميعها على حضن الله العظيم "
11 " أنت تجادل في أمور البيع و الرفض، والسلوك، لكنك لا تجادل في الإلهام، والحلم، والحب، والكره، لإنها أشياء تبوح بها دخيلتك، وتفوح من ذاتك دون تأويل، لذا فلا جدال، ولا حوار، ولا بحث في قضية التوحيد، إنها قضية مطلقة، نهائية، فالله واحد أحد فرد صمد، لا أول له، ولا آخر، لم يلد، ولم يولد، ولم يتزوج، أو يتبدل، أو يحول ويزول "