Home > Work > مذكرات طبيبة
41 " المجتمع يرشقني بنظرات حادة كالخناجر .. ويمد في وجهي ألسنة سليطة حامية مثل كرابيج الخيول ..كيف تعيش امرأة وحدها بلا رجل؟ لماذا تخرج؟ لماذا تدخل؟ لماذا تبتسم؟ لماذا تتنفس؟ لماذا تستنشق الهواء؟ لماذاتتأمل القمر؟ لماذا ترفع رأسها؟ لماذا تفتح عينيها؟ لماذا تدب على الأرض في تشامخ وثقة؟ ألا تخجل ؟ ألا تحتمي في رجل ؟! "
― نوال السعداوي , مذكرات طبيبة
42 " وأصبحُت أفتش دائًماعنَ مواطن العجز في الرجل لتعزِّيني عن ذلك العجز الذي تفرضه علي َّ أنوثتي. "
43 " ولكن أمي تتحكم في حياتي ومستقبلي وجسدي حتى خصلات شعري...لماذا..؟ لأنها ولدتني؟ ولكن أي فضل لها في أنها ولدتني؟ كانت تمارس حياتها الطبيعية كأي امرأة ثم جئت أنا بغير ارادتها في لحظة من لحظاتها السعيدة... جئت دون أن تعرفني.. ودون أن تختارني.. ودون أن اختارها...لقد فرضت عليها ابنة وهي فرضت علي أمًا.. "
44 " الخوف لا يفعل شيئًا إلا الهزيمة... والانتصار لا يكون إلا بالشجاعة. "
45 " ما أضحل مستقبل البنات! وما أتفه ما يملأ عقول الرجال وعيونهم! "
46 " كيف استطاعت أمي أن ترسب في نفسي ذلك الإحساس البغيض بأن جسدي عورة؟ إن الإنسان يولد عاريًا ويموت عاريًا. "
47 " لأنهم يربون البنت الصغيرة منذ طفولتها على أنها جسم فقط فتنشغل به طول حياتها، ولا تعرف أن لها عقلًا أيضًا يجب أن تنميه. لماذا يفعلون ذلك؟لأن الرجل الذي يمسك بمقاليد الحياة لا يريد من المرأة إلا أن تكون حيوانًا غبيًا جميلًا يرقد بين قدميه.لماذا؟ الرجل لا يريد أن تكون المرأة ندًا له أو شريكًا له، ولكنه يريدها تابعة له أو خادمًا. "
48 " إن حريتي لا أستمدها من خلايا ضعيفة من خلايا جسدي...قيودي أضعها بنفسي جين أريد القيود وحريتي أمارسها بإرادتي كما أفهم الحرية. "
49 " إن قلبي يقنع عقلي. وعقلي يقنع جسدي. ولا سبيل لإقناع أحدهم إلا عن طريق إقناع الآخر. "