Home > Work > قصص وحكايات للفتيان والفتيات

قصص وحكايات للفتيان والفتيات QUOTES

4 " سَأَلتُ جَدَّتِيَ يومًا ، وهيَ تُعِـدُّ بعضَ الشايِ ، عَنْ مَدَى افتِقادِها لِجَدِّيَ وأمّيَ – يَرحَمُهُما اللهُ - ، وإنْ كـانَتْ تُحْزِنُها ذِكْرَيَـاتُ مَنْ فارَقُوهـا مِن أَهلِهـا تِباعًـا على مَدَى سَنَواتِ عُمُرِها . فَشَرَدَتْ حِينًـا وهِيَ تُقَلِّبُ السُّكَّـرَ في فِنْجانِهَا ، كأنّما تفكّـرُ في كيفيةِ تَبسيطِ الجَوابِ لِصَبيٍّ في السّابِعَةِ مِنْ عُمُرِهِ . ثُمَّ ابتَسَمَتْ بِحَنانٍ ، وأَجَابَتْ وهيَ تُريني مُكَعَّباتِ السُّكَّـرِ تَذوبُ في الشّايِ : "أتـَرى يا إبراهيمُ كيفَ أنَّ السّكّـرَ يُسْتَعمَلُ لِتَحلِيَةِ غَيْرِهِ ، وهُوَ كَذلِكَ حُلْوٌ في نَفْسِهِ؟ ذِكرياتُنا الجَميلَةُ معَ مَنْ نُحبُّ تُشبِهُ السُّكَّـرَ : فيها مِنَ أَنْفَاسِ الحَياةِ ما يَحفَظُ مَذَاقَها الحُلْوَ في وِجْدَانِنا حتى بَعْدَ رَحِيلِهُمُ ، إلى أن تَغْدُوَ حياتُنا نَفسُها يَومًا ذِكرَياتٍ حُلوَةً لِغَيرِنا بَعدَ رَحيلِنا" . "

هدى عبد الرحمن النمر , قصص وحكايات للفتيان والفتيات