Home > Work > عفاريت الراديو
1 " وأسلافنا يتحللون في باطن الأرض فيصبحون بترولا فبنزينا فكهرباء، هكذا فقط ينيرون لنا الطريق "
― Mohamed Kheir , عفاريت الراديو
2 " وكيف أهدأ بالاً وانت طفلة أو تدعين أنك طفلة تمسكين كمى وتفوحين بالحب، النسمة الباردة هبت علينا وحدنا فرفعت طرف فستانك، الهواء يتحرش بك وأنا أدعى أننى لا أغار "
3 " ليتنا نجد مكاناً سوياً على طرف المقعد نراقب منه ما نريد، وأشم رائحة ورد ويتهيأ لى لوهلة أنى رأيت تقطيبتك القديمة، الحاجبان انعقدا فجأة، وكانا يرتفعان كثيراً وأنت نائمة على خدك الأيمن حتى يلتقيان بغرة شعرك المنسدل فأنظر اليك وأبتسم، وأستعيد طفولتك التى لم أشاركك اياها، وتستيقظين أحياناً فتجديننى أحدق بك فتبتسمين، ولكنك فى الصباح لا تتذكرين شيئاً، والشمس قوية تكتسح كل شىء، وتجعل الأحلام نوعاً من الأكاذيب، ونحجز مقعدين فى قاعة كانت هنا قبل سنوات، أجلس الى يمينك وترتاحين فى حضنى، وأسألك ماذا يقولون؟ فتترجمين لى وأمد يدى تحتضن يدك فى عامها الخامس والعشرين، وتتصنعين الضيق فتزحزى جسدك قليلاً وتلتصقين بى أكثر "
4 " لم نرها مرة أخرى..لو أخبرتهم أن عينيّ تؤلمانني سيرغموني على ارتداء نظارة، والنظارة في مدرستنا تجعل صاحبها محل سخرية وتمنعه من لعب الكرة، وقبل أن نرجع مع أبي من زيارتنا الأخيرة لها في المستشفى فوجئت بها تجذب يد أخي الصغير وتحتضنه ثم تقبّل كفه المنمنمة، اجتاحتني مشاعر غريبة أربكتني فركزت نظري على علب العصير الملونة التي ازدحم بها سطح الكومود، رأتني أنظر فمنحتني بعض العلب، أخذتها ونزلنا جميعا، وجريت نحو الباب الزجاجي العجيب في الأسفل، نقترب منه فينفتح وإذا ابتعدنا ينغلق، وقبل أن نصل إلى البوابة الخارجية، قال أبي أنها تشير إلينا من شرفة غرفتها، ركّزت بصري للأعلى ولكنني لم أستطع أن أراها لأنني كنت فعلا أحتاج إلى نظارة. ... "