Home > Work >

 QUOTES

11 " أُفُولُ الأَصْنَامِ

بَعْدَ أَنْ رَاقَبْتُ قَوْمِي
غَيْرَ يَوْمٍ
هَمَسَتْ فِي مُهْجَتِي رُسْلُ السَّمَاء
لَمْ أُصَدِّقْ
لَمْ يُصَدِّقْ ذَاكَ جِذْعُ الكِسْتِنَاءِ المُرْتَدِي ظَهْرِي قَمِيصًا!
قَالَ: إِنَّ الوَهْمَ يَهْوَى الظِّلَّ وَالرَّاحَةَ مِثْلَك
وَلِذَا عِنْدِي جَلَس
قَدْ يَرَى عِنْدِي صَدِيقًا!
لَمْ أُصَدِّقْ
نَحْوَهُمْ حَدَّقْتُ حَتَّى قَالَ لِي أَدْنَاهُم: اهْدَأ
قَدْ تَخَيَّرْنَاكَ كَيْ تَفْعَلَ أَمْرًا ذَا خَطَر
هَشِّمِ الأَصْنَامَ فِي مَعْبَدِ قَوْمِك
هَشِّمِ الأَصْنَامَ فِي مَعْبَدِهِم
هَذَا المَسَاء
لَيْسَ هَذَا يَا أَخِي شَيْئًا يُخْيف
سَتُلَهِّيهِمْ مُبَارَاةٌ مِنَ العُهْرِ العَنِيف
لاَ فَتًى فِيهَا شَرِيف!
هَجَمَ اللَّيْلُ سَرِيعًا
وَخَلَا المَعْبَدُ مِنْهُم
فَتَسَلَّلْتُ إِلَيْهِ
مِنْ طَرِيقٍ جِدِّ مُظْلِم
وَبَدَتْ فِي بَاحَةِ المَعْبَدِ أَصْنَامٌ ضِخَام
حَاصَرَتْهَا أَذْرُعِي
أَدْمُعِي
بَلْطَتِي
وَحِبَالِي
جَبْهَتِي..
فَجَّرُوا فِيهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَيْنًا مِنْ عَرَق
رَقَصَتْ حَبَّاتُهُ فَوْقَ الحُطَام
عِنْدَمَا أَبْصَرْتُ فِعْلِي
نَقَّبَ العَيْنَيْنِ جَفْنَا الارْتِيَاحْ
فَجْأَةً!
عَرَّاهُمَا صَوْتُ الصِّيَاحْ
أَيـُّـهَا الكَافِـرُ أَنَّى تَحْطِمُ الأَصْنَامَ
إِنَّا عَابِدُوهَا مُذْ وُلِدْنَا
قُلْتُ: لَوْ كَانَتْ لَهَا حَقًّا إِرَادَة
مَا تَدَاعَتْ
إِثْرَ دَفْعَاتِي العَنِيدَة!
كَافِـرٌ
صَاحُوا وَقَالُوا: أَضْرِمُوا أَعْظَمَ نَارٍ
بِعِظَامِ الكِسْتِنَاء!
عِنْدَمَا انْسَــقْتُ إِلَيْهَا
حَاسِبًا أَنِّــي سَــأَسْلَمْ
كَبَّلَ الجِــسْـمَ نِـطَاقٌ
مِـــنْ لَهِيــبٍ
فَتــَأَلَّمْ
اللَّظَى مَا كَانَ يَرْحَمْ
وَبِبَرْدٍ
لَمْ أُنَعَّمْ
فَلَقَدْ ظَلَّ بِقَلْبِي
صَنَمٌ لَمْ يَتَحَطَّمْ! "

محمد أحمد فؤاد ,

12 " مُحَاوَلَةٌ فَاشِلَةٌ

- (فَشَلًا كُلَوِيًّا أَمْ غَيْبُوبَة؟)
نَثَرَ الكَلِمَاتِ فَعَلَّقَ رُوحِي
فِي خُطَّافِ عَلَامَةِ الاسْتِفْهَام
وَتَصَفَّحَ أَعْصَابِي بَحْثـًا عَنْ رَدّ
أَطْرَقْتُ قَلِيلًا
- أَلَدَيْكَ عَذَابٌ أَوْهَى؟
سَبَحَتْ يَدُهُ بِسَحَائِبِ لِحْيَتِهِ وَأَجَاب:
- مِنْ جِنْسِ الفِعْلِ يَكُونُ جَزَاءُ الإِنْسَان
فَأَجِبْنِي.. مَاذَا تَخْتَار؟
فَشَلًا كُلَوِيًّا أَمْ غَيْبُوبَة؟
أَطْرَقْتُ طَوِيلًا
وَأَرَدْتُ تَذَكـُّرَ آثامِي
لأبَرِّرَ هَذَا المَوْقِف
لَكِنِّي لَمْ أَقْدِرْ
فَمَقَاعِدُ ذَاكِرَتِي - كَالعَادَةِ -
تُشْهـِرُ أوْتَادًا مِنْ نَار
لَا أَذْكُرُ غَارِسَ بِذْرَتِهَا
الصَّمْتُ يُحَلِّقُ فِي الآفـَاقِ
وَيُحْدِقُ بِي
وَيَمُدُّ فُؤُوسًا تَحْفِرُ فِي شِرْيَانِ حَيَائِي
وَدِمَائِي الآنَ تَكَادُ تَسِيلُ مِنَ الأذُنَيْن
وَالقَلْبُ يُحَاوِلُ شَقَّ الصَّدْرِ الضَّيِّق
جَسَدِي يَتَمَزَّق!
وَوَجَدْتُ لِسَانِيَ رُغْمَ الضَّعْفِ
يُحَطـِّمُ كُلَّ فُؤُوسِ الصَّمْت
وَيَصِيحُ: أرِيدُ المَوْتَ أرِيدُ المَوْت
فَازْدَادَ نُصُوعُ الوَجْهِ القَائِمِ صَوْبِي
- لَوْ كُنْتَ تُرِيدُ المَوْتَ بِحَقٍّ
لَاخْتَرْتَ سَبِيلًا أَوْعَرَ مِنْ أَقْرَاصِ مُنَوِّم
خَمَدَتْ أَوْتَادُ النَّار..
وَتَرَاقَصَ وَسْطَ دُخَانِ الذَّاكِرَةِ المُرْبَدَّةِ
سَيْفُ نَدَم..
لَمْ يَهْدَأْ حَتَّى اجْتَثَّ لِسَانِي
فَهَوَى تَتَناثَرُ مِنْهُ حُرُوفُ سُؤَالٍ
لَمْ تَلْمُسْ إِلّا أَحْدَاقِي
(مِنْ أَجْلِ مُحَاوَلَتِي عُوقِبْتُ أَمِ الإِخْفَاقِ؟)
وَبِهَمْسَةِ رُوحٍ تَحْبُو مُنْهَكَةً
اخْتَرْتُ الغَيْبُوبَة
وَدَعَوْتُ بِصِدْقٍ
أَلَّا يَتَأَخَّرَ فَصْلُ جِهَازِ الإِنْعَاش.. "

محمد أحمد فؤاد ,

13 " الْتِمَاسٌ

مَا عَادَ شَيْطَانِي خَفِيفـًا كَالبَعُوضَة!
ضَاقَتْ أَصَابِـعُ حَاضِرِي بِهُبُوبـِهِ
وَلَكَمْ تَنَفَّسَ فَوْقَهَا
نَفَحَاتِ أَوْتَارِ الجَحِيم
يَدْنُو مَتَى رَامَ التَّيَمُّمَ بِالأَدِيمِ
وَحَفْرَ ثَقْبٍ مِنْهُ يَرْشُفُ أَيَّ مَعْنى
هَلْ يَسْتَطِيع؟!
يَهْوِي عَلَى الإِبْهَامِ - إِصْبَعِهِ الأَثِيرَةِ -
مِثْلَ جُلْمُودِ امْرِئِ القَيْسِ الجَمُوح
ثِقَلٌ مُرِيع!
يَلْقَاهُ حَاضِرِيَ المُعَبَّأ بِالمَعَانِي مُسْتَعِدًّا
يُلْقِيهِ مُنْتَفِضًا
يَمِيدُ بِهِ الوُجُودُ
يَغِيبُ
يَهْجَعُ
يُسْتَمَالُ بِوَهْجِ تَرْغِيبِي
يَعُود..
لَكِنَّهُ دَوْمًا يُرَدُّ عَنِ المُرَاد!
لَا رُوحَ فِي لَوْحَاتِ أَشْعَارِي الجَدِيدَةِ
كُلـُّهَا عَبَثٌ تَلَفَّعَ بِالهُرَاء
أَضْحَيْتُ أَعْرِضُهَا
فَتَبْصُقُهَا القُلُوبُ
وَتَسْتَعِيدُ أَكُفُّ مَنْ حَوْلِي رِيَاضَاتِ الشِّتَاء
يَغْدُو انْصِرَافِي
أَلْفَ كَأسٍ مِنْ نَبِيذٍ.. أَلْفَ صَحْنٍ مِنْ عَدَس!
عَيْنَايَ أَظْلَمَتَا
وَقَلْبِي لَمْ يَعُدْ إِلَّا مِضَخَّةَ سَائِلٍ
مَا عَادَ يُنْبِتُ لِي رَيَاحِينَ الكَلَام
فَأَنَا لِشَيْطَانِي - بِلَا شَكٍّ - قَلَم
أَفَإِنْ حَوَى دَاءً ألَام؟!
هَذِي قَصِيدَتِيَ الجَدِيدَة
هَذِي مُحَاوَلَةٌ جَدِيدَة
فَإِذَا تَدَفـَّأتُمْ بِهَا
مِنْ بَعْدِ أَطْنَانِ السَّخَافَة
فَلَرُبَّمَا أَصْغَى وَزِيرُ الجِنِّ لِي
وَأَقَالَ شَيْطَانِي وَعَيَّنَ غَيْرَهُ!
وَاللهِ لَوْ نَبَتَتْ حُبُوبُ لِقَاحِ شِعْرِي فِي العُيُون
فَلَأَدْعُوَنَّ اليَوْمَ شَيْطَانِي الجَدِيدَ
إِلَى عَشَاءٍ
مِنْ ثِمَارِ الأَلْسِنَة.. "

محمد أحمد فؤاد ,

14 " أَلـَيْسَ الحُبُّ كَالإِشْفَاق؟

لِمَاذَا لَا يَفِرُّ الوَعْيُ مِنِّي
حِينَ أَلْقَاكِ؟
أَحَقـًّا قُلْتُ أَلْقَاكِ؟!
وَهَلْ يَرْقَى العُبُورُ العَاجِلُ المَبْتُورُ بِالحَسْنَاء
لِأَنْ يُدْعَى بِلَفْظِ (لِقَاء)؟!
أحَيِّيهَا
بِوَجْهٍ فِي مَتَاهَةِ قَلْبِيَ الخَجْلَانِ مُحْتَجِبٍ
فَلَا يُبْصَر!
وَأَعْدُوهَـا
فَتَهْجُرُنِي مَلَامِحُهَا
وَحتَّى لَوْنُ سِتْرِ الرَّأسِ
فِي الأَعْصَابِ لَا يُحْفَر!
كَأَنَّ حَبِيبَتِي
أحْجـِيَّةٌ
فَاقَتْ طَلَاسِمُهَا بِعَيْنِي
طَاقَةَ التَّفْسِير
فَلَوْ عَرَضَتْ لأَلْفِ جَلَال
لَقَالُوا: حَسْبُنَا القُرْآن!
فَلَا تَعْجَبْ
إِذَا آنـَسْتَ مِنْ قَلَمِي أَمَارَةَ سِحْر
فَمَا إِنْ يَلْمُسُ الأَوْرَاقَ
حَتَّى تَسْتَحِيلَ زُجَاج
وَتَأبَى أَنْ تُوَاسِيَ شَوْقِيَ المَجْهُول!
لِمَاذَا لَا يَفِرُّ الوَعْيُ مِنِّي حِينَ أَلْقَاهَا؟!
فَإِنِّي يَائِسٌ
مِنْ أَنْ يَشِفَّ القَلْبُ عَنْ حُبِّي
فَتُبْصِرُنِي
وَتَنْفُضُ لَحْظَةً عَنْ وَجْهـِهَا
غَيْرِي مِنَ العُشَّاق
لِذَا أَرْجُو السُّقُوطَ أَمَامَهَا كَالمَيْتِ حِينَ لِقَاء
لَعَلَّ دُمُوعَهَا تُشْفِق
أَلَيْسَ الحُبُّ كَالإِشْفَاق؟! "

محمد أحمد فؤاد ,

17 " القَلَمُ المُتَمَرِّد

قَـلَـمِـي ثـَقِيلٌ مُنْهَكٌ فَوْقَ الوَرَقْ
شَـهْـرَانِ مَـرَّا لَـمْ يُـجِـبْـنِـي فِيهِمَا
إِلَّا بِهَمْهَمَةٍ.. وَصَـوْتٍ مُـخْـتَنِقْ
اليَوْمَ صَوْتُ شَخِيرِهِ رَجَّ الأفـُقْ!
جَرْسُ المُنَبِّهِ
وَانْدِفَاقُ نَعِيقِ غِرْبَانِ المَصِيفِ
وَصَرْخَةُ الثَّكْلِى بِعِيدِ الثَّوْرَةِ الصَّفْرَاءِ
وَالأَمْوَاتُ يَصْطَخِبُونَ فِي وَادِي المَنْونِ وَيَشْجُبُونَ
وَصُورَةُ الصُّلْبَانِ يَنْزِفُ فَوْقَهَا أَتْبَاعُ عِيسَى وَالشُّيُوخُ يُعَذِّبُونَهُمُو بِسَوْطٍ بُرْتُقَالِيٍّ كَنـَارِ جَهَنَّمَ الحَرَّى لَعَلَّهُمُو بِمِصْرٍ أَوْ بِثَالُوثِ الدِّيَانَةِ يَكْفُرُونَ
وَعَصْفُ رِيحِ النَّائِبَاتِ بِخَيْطِ حُنْجُرَةٍ هَزِيلٍ مِثْل خَيْطِ العَنْكَبُوتِ أَو الشُّعَاعِ المُسْتَغِيثِ بِكُلِّ جِرْمٍ فِي السَّمَاءِ لِكَيْ يَحِيدَ عَن الأَنَامِ الجَاحِدِينَ
وَصَوْتُ آلَافِ الضَّمَائِرِ: هَلْ نَمُوتُ وَلَمْ نَعِشْ إِلَّا دَقَائِقَ فِي حَيَاةٍ مِثْلِ نَخْلَاتٍ طُوَالٍ لَيْسَ يُنْبِتْنَ الرُّطَب؟!
لَمْ يُوقِظُوَا القَلَمَ الثَّقِيلَ
وَلَا كَتَبْ!
قَلَمِي - عَلِمْتُمْ - مِنْ خَشَبْ
وَبِرُغْمِ هَذَا عِنْدَمَا أَلْقَيْتُهُ
فِي نَهْرِ عَاطِفَتِي
رَسَبْ
وَكَأَنَّهُ مَا كَانَ بِالأَشْجَارِ يَجْمَعُهُ نَسَبْ!
* * *
يَا أَيُّهَا القَلَمُ انْتَبِهْ
يُرْضِيكَ أَنِّي لَمْ أَقُلْ فِـي العُمْرِ شِعْرًا
لَسْتَ بِهْ؟!
وَبِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ دَعْوَةُ شَاعِرٍ
رَثِّ الثِّيَابِ
لِكَيْ تَعُودَ لِمَكْتَبِهْ! "

محمد أحمد فؤاد ,

18 " عبد الضَّارّ

من كتر ما بامشي جنب الحيط
جاكتي بقى زيّ لسان سوَّاق مشروع !
وصوابعي ازرقـِّتْ من شبشب
بيلفّ سجاير تعذيب
متْسلَّح بيه
شيخ الزاوية الفاضل
عبد الضارّ
أوِّل ما يشوفني باعوم في تراب الحيطة
يزغُر لي
ويحاول يطفي حياتي بكل جنون!
وبيقرف لو لمست إيده
جلدي
وانا باهرب م الهجمات!
مع إنّ حبيبتي بتقول لي وديلها بيمسحني:
جلدك مرمر!
فاتغرّ لغاية ما الشبشب يبدأ تصفير!
مش عارف أهرب فين تاني
جدران الزاوية
كاشفاني
والزاوية يَدُوب يتمرجح فيها
شبشب عبد الضارّ
فكرت كتير
وانا باصص في المحراب
بعد التفكير
قرَّرت أعشِّش في الشدة الموجودة
فوق كلمة (ألله)
شدة كبيرة.. بجيبين
واحد ليَّ وواحد لخطيبتي
ونقلنا هناك وانا مطَّمِّن
الله مش ربّ الإنسان بسّ
الله رب الإنسان والبرص
عدِّت أيام
واحنا بندلِّك أعصابنا بشهد الرَّوَقان
وحبيبتي باضت في اللام
عشرين بيضة
وخلاص
نظرات عبد الضارّ انكسرت
وما عادش بيمسك لي الشبشب
لكنِّي قلقت فْ يوم
من ضحكة ف وشُّه تجيب.. تيفود!
بصِّيت في إيديه
ما لقيتش سلاحه المعتاد
بسّ الدخَّان الابيض عرَّفني
وهوَّ بيحاصر (ألله)
إنّ الجبار الظالم عبد الضارّ
قرَّر يحاربني بالبـِيرِسول ! "

محمد أحمد فؤاد ,