Home > Work > نور
1 " كل العيون تبدو متشابهة لديك، لم يعد في وسعك التفريق بين من يحمل في عينيه وطنا ولا من يحمل حلما ولا من يملأ عينيه الفراغ... كل شيء فارغ من حولك، لا معنى يحمل الشيء ولا الشيء يحمل معنى... تدقق النظر في عينيك، تبحث عن حلم بينهما، عن وجع ما، عن وجود لك، تطيل النظر فيهما لعل كونا يتدفق أمامك حيث لم تكن يوما... تريد أن تضحك أكثر، صار يتعبك صوتك، صار يقلقك بروز أسنانك ولون قلبك، تريد أن تبكي فلا تجد سببا، تظن البكاء من شيم الجبابرة ولست قويا كفاية لتخلق دمعا... تترك عينيك على الطاولة حيث كل العيون تبدو متشابهة وتتلمس طريقك خارج المقهى. "
― رضوان علوي , نور
2 " سيجتمعون حولي بعد حين ليؤنسوني، سيبكون دموعي... وحين أرحل سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، التبغ والقهوة والسكون وأنا... "
3 " - عفوا سيدي، لاحظت أنك لا تدخن- فعلا- هل يمكنني أن آخذ مطفأة السجائر خاصتك؟- وأين سأضع رماد أحلامي؟ "
4 " يحدث أحيانا أن تسقط جميع الأسوار، نرى الطريق واضحا ومتكاملا أمامنا، لا نعرف إلى أين نذهب ولكننا نتقدم. كل شيء هادئ حين يكون في صيغة المضارع. نمشي ونمشي، نمسك أفكارنا بأيدينا ونصرخ بحرية وبراءة، نعتقد أننا نغني، نعتقد أن صوتنا جميل، وهذا في الحقيقة كل ما يهم، يكفي أننا نصدق ما نعتقده، يكفي أن نحرك أقدامنا حتى نخلق إيقاعا يناسب أحلامنا. "
5 " النجوم... تعرف عنا كل شيء... ذلك ما تفعله في حياتها اليومية، تراقب كل ما نفعل وتدونه في ذاكرتها، تعرف عنا كل شيء، حتى إن نسينا شيئا فإن النجوم لا تنساه "
6 " يحدث أحيانا أن نمنح مهلة لكل شيء، للذبابة التي طالما أزعجتنا فنحاول لوهلة ألا نرغب في قتلها، للطفل الشقي الذي يسبنا ويخرج لسانه كلما مررنا به فنحاول ألا نرغب في ضربه، للشمس الحارقة التي تذيب أفكارنا وتسيل دموعنا وعرقنا فنحاول أن ننظر إليها عينا لعين دون أخذ رمشة أغفوة، لأنفسنا التي عذبنا وجودها فنحاول لوهلة ألا نفكر في الإنتحار.يحدث أحيانا أن نحاول فهم كل شيء وإيجاد عذر لكل شيء. نتجاوز السؤال الفلسفي الأنتروبولوجي "من نحن؟ من نكون؟" إلى سؤال أكثر عمقا وسطحية "لماذا نحن؟ لماذا نكون؟" إلى سؤال أكثر أهمية وسخفا "كيف نحن؟ كيف نكون؟". يحدث أن نتعلل ونعتذر إلى أنفسنا بالنيابة عن كل شيء، أن نرجع كل شيء إلى مشكل نفسي بعيد عن السيطرة، ذلك الشاب الذي سرقنا قد عاش حتما طفولة صعبة، ذلك الأب الذي هجرنا قد عاش طبعا طفولة صعبة، تلك العجوز التي مزقت كرتنا ودميتنا قد عاشت حتما طفولة صعبة، تلك الذبابة التي لا تريد تركنا وشأننا ربما تبحث فقط عن صداقتنا، ولكنها عاشت حتما طفولة صعبة. "