Home > Work > مقتل فخر الدين
21 " لماذا إذن يموت الآف منا جوعاً، و يحيا آخرون في بذخ؟ و لماذا حين يولد طفل في ريفنا المسكين لا تكون له الفرصة التي ينالها طفل سويسري؟ ما الفارق بين الطفلين عند الولادة؟ "
― عزالدين شكري فشير , مقتل فخر الدين
22 " ونقرت الحمامة بمنقارها وأكلت وظهر ريشها وضاق عليها العش فأدرك الجهال أنهما بالداخل فهاجموهما بالكتب والأحبار وماكينات الاستنسل التي يطبع عليها الامتحان وصفوف من الطوابير و العصي و البوابات و الأسوار و الدكك الخشب و الجدران المتساقطة و نشروا حولهما أوراقا كثيرة ودقوا على رأسيهما بكعوب الكتب كي يفرغوها ولما اشتد حصار الجهال للغار و حمى وطيس المعركة و استشعر فخر الدين سوء موقفه التفت لأخيه خلفه فلم يجد ناصرا "
23 " هذا دفاع عن وطنكم أنتم , عن نفطكم أنتم , عن سياراتكم و قصوركم و راحتكم , عن مناصبكم و سلطة نفوذكم و فسادكم , ليس عن وطنى ولا راحة بالى ولا حرمة بيتى ولا قدسية كرامتى و حقى . "
24 " هناك نوعان من الهجرة. هجرة إلى الداخل تكتشف فيها نفسك من جديد، تنقيها من الشوائب ومن العقد، وتطهرها من الآثام ومن الحقد، وتسمو بها إلى آفاق أرحب وأسعد. وهجرة إلى الخارج لا يهم فيها نفسك وما بها بل تأخذ نفسك وتهاجر إلى شئ آخر، لامرأة تصيبها، أو مال تجمعه، أو نفوذ تبنيه. وشتان بين الإثنين. "
25 " وكان شديد الوعي بنقائص زملائه، ولكنه لم يكن يجد بديلاً سوى السكون والإستسلام، فكان عليه أن يحارب ، مع جند فاسدين ، عدواً فائق القوة .. لأن البديل كان موتاً. "