Home > Work > في قلبي أنثى عبرية
21 " فض الرسالة والتهم سطورها القليلة في لهفة. أصبحت تلك عادتها. قليلة الكلام، متحفظة في عواطفها، مقتضبة في فضفضتها. يذكر ظهور بوادر العزلة لديها. لم تكن كذلك من قبل، على الأقل معه هو. لكن منذ أخذت أفكارها المتطرفة تعشش في رأسها، لم يعد له سلطة عليها.. ولا مكانة لديها. لكن لا... هذه رسائلها وكلماتها تقر بالعكس. هاهي "أحبك بابا يعقوب" التي تختم بها كل خطاباتها تداعب قلبه وتنفض عنه الصدأ الذي علاه منذ سفرها. تلألأت العبرات في عينيه وهو يعيد قراءة الرسالة من جديد. يريد أن يحفظها عن ظهر قلب كما حفظ سابقاتها. "
― خولة حمدي , في قلبي أنثى عبرية
22 " لا يشعر بأنه في مكانه الصحيح كأنه قطعة شطرنج فقدت مكانها على الرقعة وتلعب دورا غير دورها. "
23 " لم تكن تدري إلى أين تقصد وأي مسارٍ تسلك. فكل الشوارع وجهتها وكل الوجوهِ ضالتها. لكن البلدة كانت شبه خاليةٍ من البشر. أو ربما هيئ لها ذلك من الوحشة التي تشعر بها. "
24 " هناك، في حقيبة يدها ، تحت المفكرة ، كانت ترقد صورة وحيدة في الظلام.صورة من الماضي .. وكم الشفاء منها صعب ، صعب جدا. "
25 " لا تحكم على الإسلام هكذا! لا تنظر إلى ما يفعله المسلمون، بل انظر إلى ما تنص عليه تعاليم الإسلام! أنت تعلم أكثر مني أن الإسلام يقوم على الأخلاق الحميدة... على النظام والأمانة وإتقان العمل والنظافة. الإسلام بريء من كل هؤلاء: من الكاذب والمرتشي والمحتال والظالم والمبذر! "
26 " لماذا يهاجمنا القرآن؟نحن لا نهاجم، والقرآن لا يهاجمكم . هل سمعت بأحد يهان من اليهود في القرون السابقة؟ تغذت العنصرية ضد اليهود من أسباب مختلفة، ولم يكن القرآن سببا فيها. هل هتلر يقرأ القرآن ليكره اليهود والسود والعرب وكل من ليسوا جنسا آريا؟ هل نحن من فرضنا على اليهود الخروج من بيت المقدس منذ مئات السنين ، وهل أخرجناكم عندما عشتم في أراضينا معنا؟ .. تغذت النقمة على اليهود من حركات اجتماعية وواقع سياسي محدد.. ولكن عداءنا للصهانة قائم لا جدال فيه ، لأنهم يصرون على اتباع منهج اليهود القدامى الذي يدينه القرآن بوضوح. "
27 " سارت على مهل عبر الأزقة والشوارع . لم يتبق الكثير من آثار الكارثة الطبيعية والعسكرية التي ألمت بالمدينة الشهر الماضي . ابتلعت الأرض الماء والدماء وعادت الحياة إلى وتيرتها السابقة . عادت ضحكات الأطفال لترن في ثنايا الطرقات . عادت أصوات الباعة تعلو في السوق الحي بشتى أسماء المعروضات. النسيان الألم عن ثناياها ، عادت المدينة إلى سالف عهدها .لكن ربما لم تعد. "
28 " فإنني أحمل ذاكرتي على كفي.تلك اللعنة ظلت ترافقني.. لعلني لم أرزق نعمة النسيان مثل كل البشر. "
29 " وحين كانت شقيقته سماح تلح عليه حتى يصف لها زوجة أحلامه، كان يقول في شيء من المداعبة: هي امرأة بقلب رجل، لديها من القوة والحزم ورباطة الجأش بقدر الرقة والحنان والنعومة. تحمل هم الإسلام والأمة في قلبها أكثر من الموضة ونوع السيارة والمنزل ذي الحديقة والمسبح. لا يهمها الآخرون وماذا يقولون. "
30 " أخاف إن نحن ذقنا حياة الاستقرار والفراغ. أن نفقد هدفنا ونصبح أشخاصا عاديين. أن نستسلم لنمط الحياة السهلة لم يكن لي هدف في الحياة غير المقاومة. فهل يمكنني.. هل يمكننا أن نشد الرحال باتجاه أهداف أخرى؟ هذه الفكرة تخيفني. لست أدري إن كنت سأقدر على مواجهة حياة عادية. لا أتعرف إلى نفسي إلا من خلال المقاومة. لقد خلقت لأنجز هذه المهمة... وأقضي نحبي وأنا أفعل ذلك. "
31 " بالنسبة إلى أمها، يُعتبر الانتحار حلا سهلا، يبعد كل البعد عن مفهوم الشجاعة. بالإضافة إلى كونه مضادا للطبيعة البشرية، لأنّه يتناقض مع مشاعر الرغبة وغريزة البقاء البشرية. ومن يتحدّون قدرهم بوضع حد لحياتهم ليسوا شجعانا كما يعتقد الجميع. لذلك فقد اختارت طريق الصراع المستميت لتغيير القدر. "
32 " فكيف نعود إلى حياة البشر الفانين؟ نحيا لنأكل ونقرأ ونتفسح وننام... لنعيد الكرة في اليوم التالي؟ «التكرار»، تلك الكلمة المقيتة. أليس التكرار هو طابع جهنّم؟ جسد يحترق ثم يكسى لحما ليحترق مرة أخرى كأن شيئا لم يكن؟ حين ينتهي كل هذا ويحلّ السلام في الجنوب... ألن تصبح حياتنا جحيما من الحركات الروتينية المكررة؟ أخاف إن نحن ذقنا حياة الاستقرار والفراغ، أن نفقد هدفنا ونصبح أشخاصا عاديين، أن نستسلم لنمط الحياة السهلة. "
33 " لم يكن يُصغي إلى الكلمات التي تنطق بها، لكن ترتيلها كان ذا لحن شجيّ لامس جدار قلبه القاسي. "
34 " مثل كل اليهود، لم يكن جاكوب يؤمن بالحياة بعد الموت. "