Home > Work > ديوان صلاح عبد الصبور
1 " ينبئني شتاء هذا العامأنني أموت وحديذاتَ شتاء مثله, ذات شتاءيُنبئني هذا المساء أنني أموت وحديذات مساء مثله, ذات مساءو أن أعوامي التي مضت كانت هباءو أنني أقيم في العراءينبئني شتاء هذا العام أن داخليمرتجف برداو أن قلبي ميت منذ الخريفقد ذوى حين ذوتأولُ أوراق الشجرثم هوى حين هوتأول قطرة من المطرو أن كل ليلة باردة تزيده بُعدافي باطن الحجرو أن دفء الصيف إن أتى ليوقظهفلن يمد من خلال الثلج أذرعهحاملة ورداينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريضو أن أنفاسيَ شوكو أن كل خطوة في وسطها مغامرةو قد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلافي زحمة المدينة المنهمرةأموت لا يعرفني أحدأموت لا يبكي أحدو قد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرةمجلسه كان هنا, و قد عبرفيمن عبريرحمُهُ اللهينبئني شتاء هذا العامأن ما ظننته شفاىَ كان سُمِّيو أن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطنيو لستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحتلكنني من يومها ينزف رأسيالشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيتمن أجلها خرجتمن أجلها صُلبتو حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة و الرعدُترجُّني خوفاو حينما ناديته لم يستجبعرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعتينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاءلابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِدفئالكنني بعثرتُ في مطالع الخريفكل غلاليكل حنطتي, و حَبِّيكان جزائى أن يقول لى الشتاء اننيذات شتاء مثلهأموت وحديذات شتاء مثله أموتُ وحدي . "
― صلاح عبد الصبور , ديوان صلاح عبد الصبور