Home > Work > عزيزي رفعت
1 " كل ما/ من أفقده يحررني من خوف فقدانه "
― سارة درويش , عزيزي رفعت
2 " كل من يفشلوا في تحمل عجزي عن الاهتمام بشكل متواصل أفقدهم "
3 " دائمًا تنفد بطاريتي في الوقت غير المناسب؛ أتوقف عن الجري قبل سنتيمتر واحد من خط النهاية وأشعر أنني اكتفيت. بالأمس كنت أتحدث مع صديق عن هذا الخوف، فزاعتي طوال الوقت هي تلك الصورة للشخص الذي توقف عن نبش الحائط وأصابه التعب والإحباط واليأس بينما كان يفصله عن الكنز سنتيمتر واحد فقط. دائمًا أفكر في هذا السنتيمتر هل هو القادم؟ أم الذي يليه؟ أم الذي يلي ما يليه؟ قطعت عشرات الكيلومترات أملاً في أن يكون كل ما يفصلني عما أريده هو "مجرد سنتيمتر آخر". "
4 " لماذا نقيس الحب دائمًا بالمجهود المبذول لإثباته ولا نقدره أبدًا بقدر الراحة التي نشعر بها في وجود الآخر؟ هل تعرف الراحة التي أقصدها؟ أظنها تشبه ما تشعر به قطعة بازل حائرة استقرت في موضعها الصحيح أخيرًا بعد عشرات المحاولات لحشرها في غير مكانها. تلك الراحة التي تجعلنا أكثر ثقة، تجعل ابتسامتنا رائعة وروحنا أخف، تلك الراحة بأن نشعر أننا في المكان الصحيح والوقت الصحيح تمامًا وكل ما هو خارج هذه البقعة وهذه اللحظة لا يهم. "
5 " يوصم الهرب دائمًا بأنه أحد أشكال الجبن وعدم القدرة على المواجهة أو فرار من تحمل المسؤولية، ولكن ألا يحتاج الهرب شجاعة كبيرة أيضًا؟ شجاعة التخلي عن كل هذه الأشياء التي احتملنا لأجلها حتى هذه اللحظة، وشجاعة في الإقدام على المجهول وجرعة ثالثة من الشجاعة للبدء من جديد ونحن محملين بكل هذه الخيبة. "
6 " كل ما/ من أفقده يحررني من خوف فقدانه، يجعلنيأخف!لكنني الآن أخف من أن أتمكن من الثبات على الأرض ! "
7 " لا أبحث عن الكمال ولكنني أبحث في كل الاختيارات عن نواقص يمكنني احتمالها. أبحث عن خيارات لا ينقصها جزء مهم جدًا مما أبحث عنه! "
8 " أكره هؤلاء الذين يحملون طول الوقت لافتة "قابل للكسر" ويطلبون منك في كل لحظة أن تنتبه إليها، بينما هم يجرحونك بخناجرهم، وإن تذمرت يذكرونك أن قواعد اللعبة واضحة من البداية. هم أعلنوا شروطهم بينما أنت لم تعلن، فلتبتلع سخطك وتتحمل في صمت. "
9 " أمس الأول كنت أتذكر واحدة من القصص المخيبة التي مررت بها، كنت أحكيها لصديقتي وأنا أضحك، كنت أضحك فعلاً من قلبي وهذه ميزة منذ اكتسبتها أصبحت أقوى، أصبحت لديّ قدرة رائعة على سرد كل خيباتي والمواقف المزعجة والمحرجة التي مررت بها وأنا أضحك حتى تدمع عيني وكأنني أشاهدها في فيلم. أضحك ببالٍ رائق وكأنني أعرف نهاية الفيلم ومطمئنة تمامًا أنه لا مكروه سيصيب البطلة. "
10 " أحيانًا ما تكون مواقفنا الصبيانية مريحة يا رفعت. يفيدنا أحيانًا أن نتحلى ببعض الأنانية وألا نملك تلك الموضوعية التي تجعلنا نرى الأمر من كل الزوايا ونضع أنفسنا مكان الآخر، نتفهم موقفه ودوافعه ونشفق عليه ونعجز عن كراهيته بشكل مطلق أو الغضب منه. هذا الشعور متعب جدًا؛ نتمزق بين الغضب لأنفسنا والتسامح مع الآخر وعدم القدرة على صب اللعنة عليه وتصوره شيطانًا خالصًا لأننا نعي تمامًا أنه ليس كذلك. نشعر ببعض الحنق حين نضطر في النهاية للتسامح مع هذا الآخر لأننا ننعم ببصيرة لم يحظ بها وتفهم لم يملكه "
11 " دائمًا أقف أمام الاحتمالات والاختيارات عاجزة، أنتظر ركلة من الحياة تطردني من مكاني إلى أي اتجاه. أحتاج أحيانًا أن أشعر أنه لا خيار آخر أمامي، وأن الهرب ليس احتمالاً قائمًا، أحتاج أحيانًا، لا في الحقيقة أحتاج كثيرًا إلى مأزق الـ"لا مفر" لعليّ أتخفف من خوف مسؤولية قراراتي أمام نفسي. "
12 " من المزعج جدًا يارفعت أن شعورنا بالرضا والإشباع له شروط شديدة الدقة والصعوبة، الأمر أشبه بهذه اللعبة على "فيسبوك" لصورة متحركة يجب أن تضغط عليها في الوقت المناسب كي يقف الجزء المتحرك على المكان الشاغر فتكتمل الصورة. لا يكفي أن يأتيك ما تريد فقط يارفعت، يجب أن يأتي في الوقت الذي تحتاجه ولتلك الطبعة من شخصيتك إن جاز التعبير. "
13 " قلبي يشبه قداحة نصف فارغة، يشتعل بشرار قصير عاجز عن أن يلامس الغاز فيشتعل، ومتتالٍ متعب لا يسمح لي أن أهدأ ولو كجثة باردة. "
14 " اكتشفت أخيرًا أنني أحب أيامي المزدحمة. أحب ذلك الإرهاق الذي يجعلني أغرق في نوم عميق دون كوابيس ولا أرق، وأن تكون كل دقيقة من النهار مزدحمة دون وجود أي ثغرة للتفكير أو الشعور بالتعاسة. هذه الدوامة هي بشكل ما غيبوبة وحيلة لتمرير الأيام دون أي تفكير ولا حسابات وحجة جيدة لكي لا تفعل شيئًا مختلفًا خارج منطقة راحتك. "
15 " أشكر الله كثيرًا لأن هناك أشياءً كبيرة وعظيمة لم أجربها أبدًا، وفقدت الأمل في أن أفعل، لأنني في لحظة ما كان لزامًا عليّ أن أفقدها وأشعر بفجيعة حقيقية. قبل سنوات كدت أجن وأنا أفكر في هذه الأشياء التي لن يمكنني تعويضها مهما فعلت، تلك الأشياء التي لن يشبع جوعي إليها أن أمنحها لآخرين، ولكنني مع الوقت تصالحت مع الأمر ووجدت أنني أفضل حالاً هكذا، على الأقل الوجع لم يكن مباغتًا. "
16 " يتعافى المرء يا رفعت ولكن المرعب أن نتعافى لنختبر الألم نفسه من جديد، لنعيش عذاب سارق النار المقدسة؛ تنبت كبدنا وتلتئم جروحنا كل ليلة ليكون لدى الرخ ما يأكله في الصباح التالي. "
17 " كنت يا "رفعت"، أعرف دائمًا الحدود الفاصلة، أعرف أين ينبغي أن تنتهي القصة، ولكنني أستمر لأنني كنت دائمًا أختبر حدود صبري، أختبر حدود احتمالي وطاقتي. كنت - بسذاجة - أبتسم برضا حين أكتشف أن بوسعي التحمل أكثر، ولا أعرف أن كل هذه الصخور على صدري تفتت أقدامي. "