Home > Work > عبقرية الصديق
1 " كان عمر عنوان التصرف وكان ابو بكر عنوان الاقتداء "
― عباس محمود العقاد , عبقرية الصديق
2 " أبوبكر كان يعجب بمحمد النبي، وعمر كان يعجب بالنبي محمد "
3 " البيت تدل عليه بناته قبل أن يدل عليه أبناؤه، لأن الفضل في نشأتهن كلها للبيت، من حيث يحسب لغير البيت الفضل في نشأة الأبناء "
4 " لأن الكلام صورة نفسية وقدرة عقلية في وقت واحد. فهو يكشف عن نفس قائلة كما يكشف عن قدرة عقله ومبلغ عرفانه بتصوير خلجات قلبه وخطرات ذهنه، فتقديره لكلامه وكلام الناس ميزان صادق لتقدير الرجل في جملة أحواله وأفعاله، وعلامة على ثقافة الروحية والفكرية قلما تضارعها علامة أخرى "
5 " المعهود من أخلاق الإنسان ليس هو الإنسان كله، بل في الإنسان شيء كثير مما ليس يعهده الناس فيه في عامة أحواله.والخلق المعهود قد يفسر على وجوه كثيرة بعضها موافق للمتبادر إلى الذهن وبعضها لا يوافق المتبادر إلى الذهن إلا بعد إنعام واستقصاء. "
6 " ليس أصعب ولا أعضل في الحقيقة من التغلب على عرف ترتبط به مصالح السيادة وغباوة الدهماء وتراث الاجداد والآباء! "
7 " الروح العظيم كان قبل أن تكون مائدة تشريح وقاورة كيمياء، وأن الإنسانية أُلهمت خيراً ألا تؤجل الإعجاب بكل روح عظيم إلى أن يظهر المشرحون والمحللون "
8 " إقدام كأنه لا يعرف المبالاة والتدبير، ومبالاة وتدبير، كأنهما لا يعرفان الإقدام "
9 " الجبن يخيف صاحبه أن يجهر بالحق ويبتعد به عن طريق المخافة، فلا يدنو الى الصوت الذي عسى ان يقوده إلى الإصغاء فالإيمان فالجهر بما يضير "
10 " قال الصّديق لعكرمة: مهما قلت اني فاعل فافعله و لا تجعل قولك لغوا في عقوبة و لا عفو، و لاترج اذا امنت و لاتخافنّ اذا خوّفت و لكن انظر ماذا تقول و ما تقول، و لا تعدن معصية باكثر من عقوبتها فان فعلت اثمت و ان تركت كذبت. "
11 " السيادة المهددة توحي الى صاحبها كراهة التجديد، ﻷنه يحس بالبداهة أن صاحب الجديد أولى منه بالسيادة إن شاع ما جدده بين الناس، فتبطل سيادته ببطلان القديم الذي قامت عليه، وقيام الجديد الذي نسخه وعفاه "
12 " ... وكلا أبويه من بني تيم، وهم قومٌ اشتهر رجالهم بالدَّماثة والأدب، واشتهرت نساؤهم بالدَّل والحُظوة، وقيل إن بنات تيم أدل النساء وأحظاهن عند الأزواج. وربما كان مرجع ذلك إلى طول عهد القبيلة بحياة المدينة وأشغالها، وأن اشتغالها بالتجارة كان يقوم على المودَّة وحسن المعاملة ولا يقوم على بسطة النفوذ وصولة الوفر والغلبة، فبنو أمية - مثلًا - كانوا يتَّجرون وكان زعيمهم أبو سفيان يُرسل القوافل بين الحجاز والشام، ولكنها قوافل أشبه بالحملات والبعوث، معولهم فيها على الوفر والوفرة، وليست كذلك تجارة أبي بكر وإخوانه من أبناء البطون القرشية التى لها شرف النسب في غير مكاثرة بالعدَدَ والعُدّة، ومغالبة بالصَّولة ودهاء القوة، كمغالبة الأمويين. "
13 " يمنع الإنسان أن يصغي إلى دعوة العقائد الجديدة موانع شتى من آفات العقل والخلق والبيئة، تجتمع وتتفرق، ويُبتلى الرجل الواحد بها جميعًا، وقد يبتلى بمانع واحد منها فيحول بينه وبين الإصغاء والإجابة. يمنعه أن يجيب الدعوة إلى المصلحين غطرسة، أو سيادة مهددة، أو مصلحة في بقاء القديم ومحاربة الجديد، أو ذهن مغلق لا يتفتح للفهم والتفكير، أو مغامسة للشهوات تحبب إليه أن يستنيم إلى العرف الذي يبيحها ويعزف عن الهداية التي تحظُرها وتقف في سبيلها، أو تعصب غضوب للعقيدة التي درج عليها، أو شعور بقوة سلطان تلك العقيدة في أبناء قومه، سواء منهم المتعصبون لها والقابلون لها على المجاراة والمداراة، أو جبن ينهاه أن يخرج على المألوف ويتصدى لسخط الساخطين وإن تبين طريق الاستقامة والسداد، أو إيغال في الشيخوخة يصد الإنسان عن كل تغيير ويميل به إلى كل تواكل ومتابعة وتقليد، أو حداثة سن تجعله تابعًا لغيره في الرأي والخليقة وتجعل له شرة تحجبه عن التروية والمراجعة، أو ذلة مطبوعة تلحقه بمن أذله وبسط سلطانه عليه. فالغطرسة خلة تأبى على صاحبها أن يستمع إلى قول أو يصيخ إلى دعوة، أو يتنزل إلى متابعة إنسان، ترفعًا عن الإصغاء قبل أن يهديه الإصغاء إلى موافقة أو إنكار. والسيادة المهددة توحي إلى صاحبها كراهة التجديد؛ لأنه يحس بالبداهة أن صاحب الجديد أولى منه بالسيادة إن شاع ما جدده بين الناس، فتبطل سيادته ببطلان القديم الذي قامت عليه، وقيام الجديد الذي نسخه وعفاه. والمصلحة في حالة من الحالات المستقرة تجعل الرجل محبًّا لتلك الحالة حبه للمنفعة، كارهًا لتبديلها كراهته للخسارة، ميالًا إلى محاربة الدعوة الجديدة قبل أن يبحث فيها ويتعرف وجوه الخير الذي قد يصيبه منها. والذهن المغلق يجهل ما يقال، ويعادي ما يجهل، وينفر من كل ما يشق عليه، وأول ما يشق عليه أن يفهم شيئًا على وجهه السوي، أو يتهيأ للفهم بأ "
14 " عزّى عمر في طفل احتسبه فقال له:(عوضك الله منه ما عوضه منك) "
15 " وإن العقيدة التي تتسع لهذين الرجلين ولهذين الخلقين ولهذين العقلين (أبو بكر وعمر), ثم يكون كلاهما إمامًا فيها عظيمًا في إتباعها, لهي عقيدة تتسع لكثير. "
16 " «خير الخصلتين أبغضهما إليك.» "
17 " «لم يَعْدُ سَدَّ الجوْعة وورْي العورة وقواتَةَ القِوام.» "
18 " وأغلب الظن أنها حمى المستنقعات (الملاريا) التي أصيب بها بعد الهجرة إلى المدينة، ثم عاودته في أوانها مرة أخرى وهو شيخ ضعيف، فجددت الإصابة الثانية عقابيل الإصابة الأولى، وانتهت حياة بلغت نهايتها في حيز الجسد، وفي حيز المجد، وفي حيز التاريخ. "
19 " ومذهبنا الذي نتوخاه في الكتابة عن العظماء الذين حسنت نياتهم في خدمة الإنسان أن نوفيهم حقَّهم من التوقير، وأن نرفع صورهم إلى مكان التَّجلَّةِ، وإن لم يمنعنا هذا أن نصدُقَهم الوصف والتصوير. "
20 " ثم جاءت الديمقراطية وأساء بعض الناس فهمها، كما أساءوا فهم النزاع بين العلم والدين، فظنوا أن حرية الصغير تجعله في صف الكبير، وأن المساواة القانونية تلغي الفوارق الطبيعية، وأن الثورة على الرؤساء المستبدين معناها الثورة على كل ذي مكانة من العظماء، وهو وَهْم ظاهر البطلان ولكنه قد سرى مسراه إلى الأذهان، فكثر التطاول على كل عظمة إنسانية، وفشت بدعة الاستخفاف والزراية حتى أوشك التوقير لمن يستحق التوقير أن يعاب. "