Home > Work >
1 " قواد هذه الأيام صائرون إلى الحلول مكان السلطات الحاكمة، كلما تركت هي الناس يبحثون فيها ويضعفون من نفوذها وتعسُّف المولى الجديد وظلمه يجعل الجماعة تطيعه بسهولة أكثر مما أطاعت حكوماتها، وإذا حدث حادث اختفى بسببه القائد ولم يول الخلف على الأثر تصبح الجماعة جمهورًا مفكك الأجزاء، ولا قدرة فيها، "
― Gustave Le Bon ,
2 " أسئْ معاملة الرجال كما تشاء واقتلهم ألوفًا ألوفًا، وانزل على البلاد غارة وغارة، إنك في حِل مما تصنع ما دمت ذا نفوذ، وكان فيك من الذكاء ما تحمي به ذاك النفوذ. "
3 " أن النفوذ يتكون بعوامل شتى أهمها النجاح، فمتى نجح الآمر في أمره دانت له الناس وبطلت معارضتهم له، وكذلك الفكر إذا تمكن من العقول، والدليل على أن النجاح أقوى عامل في تحصيل النفوذ أن هذا يذهب بذهاب ذاك، فالناس يهللون في المساء لبطل كلل بالنصر ويسخرون منه في الصباح إذا قَلب له الزمان ظَهْر المجنِّ. وبقدر النفوذ يكون انعكاس الرأي في صاحبه إذا تولته الخيبة، فتراه الجماعة من أندادها، فتميل إلى الانتقام منه جزاء ذلها أمام سلطانه الذي لم تعد تعترف له بشيء منه. هكذا كان نفوذ روبسيير شديدًا يوم كان يقطع رءوس زملائه ورءوس الكثير من معاصريه، فلما ضاعت منه بعض الأصوات وقت الانتخاب وسقط من مركزه فارقه النفوذ لساعته وشيَّعته الجماعة إلى المشنقة وهي تتميز من الغيظ كما كانت تشيع بالأمس ضحاياه. ومن عبد الآلهة وزاغ عنها كاد يقتله الغضب وهو يحطم الأصنام. "
4 " إنما تعجب الجماعات بمن يترفع عن مقامها. "
5 " المعتقدات الكبيرة العامة قليلة جدًّا، وقيامها وسقوطها في كل أمة ذات تاريخ يمثلان أعظم دور في حياتها، ولا قوام للمدنية بدونها. ومن السهل جدًّا إيجاد فكر وقتي في عقول الجماعات، لكن من الصعب جدًّا تقرير معتقد دائم في نفوسها، كما أنه من الصعب جدًّا هدم اعتقاد تمكن منها، ولا سبيل إلى التغيير غالبًا إلا بالثورات العنيفة، بل إن الثورة لا تؤدي إلى ذلك إلا إذا اضمحل قبلها أثر المعتقد في النفوس، فهي تصلح لكسح تلك البقية التي تكاد تكون في حكم المهمل لولا أن سلطان العادة يمنع من الإقلاع عنها بالمرة، فالثورة التي تقبل عبارة عن معتقد يدبر. "
6 " اشتد ولع فلاسفة القرن الماضي بهدم الأوهام الدينية والسياسية والاجتماعية التي عاش بها آباؤنا قرونًا وأجيالًا، فلما ظهروا عليها كانوا قد سدوا أيضًا منابع الرجاء وأغلقوا باب احتمال القضاء، وبرزت من خلف الخيال الذي خنقوه قوى الطبيعة العمياء الصماء التي لا تشفق على الضعفاء ولا تحنو على التعساء. "