Home > Work > Mirrors: Stories of Almost Everyone

Mirrors: Stories of Almost Everyone QUOTES

8 " الهرم الآخر ‏


كان يمكن لبناء بعض الأهرامات أن يتأخر أكثر من قرن. آلاف وآلاف الرجال كانوا يرفعون، كتلة بعد كتلة، ويوماً بعد يوم، المنزل الذي سيعيش فيه الفرعون حياته الأبدية، ومعه كنوز جهازه المأتمي. ‏


المجتمع المصري الذي كان يبني الأهرامات، كان هرماً.
في القاعدة، كان الفلاح الذي بلا أرض. وخلال فيضانات النيل، كان هو من يبني معابد، ويقيم سدوداً، ويشق قنوات. وعندما تعود مياه النهر إلى مسارها، يعمل في أراضي الآخرين. ‏
منذ حوالي أربعة آلاف عام، وصفه النساخ كما يلي: ‏

المزارع يحمل النير. ‏
كتفاه ينوءان تحت النير. ‏
على رقبته قرحة متقيحة. ‏
في الصباح، يسقي بقولاً. ‏
في المساء، يسقي خياراً. ‏
في الظهيرة، يسقي نخيلاً. ‏
وأحياناً ينهار ويموت. ‏


لم تكن هناك نُصب مأتمية له. عارياً عاش، وفي الموت تكون الأرض بيته. يرقد في دروب الصحراء. ومعه الحصير الذي كان ينام عليه وكأس الطين الذي كان يشرب به.
وفي قبضته يضعون بضع حبات من القمح، فقد يخطر له أن يأكل. ‏ ص24 "

Eduardo Galeano , Mirrors: Stories of Almost Everyone

9 " تأسيس تقسيم العمل


يقال إن الملك مانو هو من منح سمعة إلهية للطبقات في الهند.

من فمه انبثق الكهنة، ومن ذراعيه الملوك والمحاربون. ومن فخذيه خرج التجار. ومن قدميه الخدم والصناع.

ومنذ ذلك الحين شيد الهرم الاجتماعي الذي يتألف في الهند من أكثر من ثلاثة آلاف طابق.

كل فرد يولد حيث ينبغي له أن يولد، كي يفعل ما ينبغي له أن يفعله. في مهدك يكمن قبرك. أصلك هو قدرك ومصيرك: حياتك هي المكافأة أو العقاب الذي تستحقه على حيواتك السابقة، والوراثة هي التي تحدد مكانتك ووظيفتك.

وكان الملك مانو ينصح بتصويب سوء السلوك: إذا استمع شخص من طبقة دنيا إلى أشعار الكتب المقدسة، يسكب رصاص مذاب في أذنيه. وإذا رتل تلك الأشعار، يقطع لسانه. هذه التعاليم التربوية لم تعد تطبق، ولكن مازال من يخرج من مكانه، سواء في الحب أو العمل أو أي أمر آخر، يجازف بالتعرض لعقوبات عامة يمكن لها أن تقتله أو تخلفه أقرب إلى الموت منه إلى الحياة.

من هم بلا طبقة، يشكلون واحدا من كل خمسة هنود، وهم أسفل من أشد السافلين، يسمونهم من لا يلمسون، لأنهم ينقلون العدوى: إنهم ملعونون بين الملعونين، لا يمكنهم التكلم إلى الآخرين، ولا السير على دروبهم، ولا لمس أكوابهم أو أطباقهم. القانون يحميهم، والواقع ينبذهم. فالرجال منهم، يمكن لأي كان أن يهينهم. والنساء، يمكن لأي كان أن يغتصبهن، وفي هذه الحالة بالإمكان لمس من لا يلمسون.

في أواخر العام 2004، عندما ضرب التسونامي شواطئ الهند، تولى من لا ُيلمسون مهمة جمع القمامة والجثث.

مثلما هي العادة دائما. ص14 "

Eduardo Galeano , Mirrors: Stories of Almost Everyone