Home > Work >
1 " القراءة عمل إبداعي بدرجات متفاوتة تتوقف على القارئ ، ذلك أن القارئ يقدم تأويله الخاص لما يقرأه. فإن عشرة قراء لرواية دوستويفسكي "الأخوة كرامازوف" يعني عشر شخصيات مختلفة لفيودور كرامازوف ، كما يعني الكثير من الآراء و الخواطر غير المتوقعة ، و الذاتية تماماً ، و التي تختلف من قارئ إلى آخر . و الأحرى أن هذا هو الفرق بين قراءة رواية و مشاهدة فيلم . فنحن أثناء القراءة نعيد بناء الشخصية ( أو المشهد ) ، في حين أنه يقدم إلينا جاهزاً في الفيلم و يتلقاه المشاهد بشكل سلبي . أثناء القراءة تكون الصورة في عقل القارئ ، و أثناء مشاهدة الفيلم تكون الصورة على الشاشة . لذا ، ينبغي علينا أن نقرأ ، لأن الفيلم لا يمكن أن يكون بديلاً عن القراءة. "
― Alija Izetbegović ,
2 " تقول تيريزا في رواية تشيسلاف ميلوش " الإستيلاء على السلطة " : " لقد قتلوا أباك ، و لهذا فأنت تراهم أقوى منك". و عندما وجد بيتر نفسه في مواجهة قوة عمياء لا ترحم ، حاول أن يحب ما يكره. هناك كذلك شعور مماثل في جذور معظم الأديان البدائية الوثنية ، فالإنسان البدائي لم يوقر آلهته بدافع من الحب أو التقدير ، فقد كانت تتجسد في هذه الآلهة القوى التي تُرك تحت رحمتها. و تحت وطأة الخوف ، حاول الإنسان البدائي أن يستعطف هذه القوى و يسترضيها ، فكان يُظهر خضوعه و إعجابه و توقيره.و هو الأمر ذاته الذي يصدر اليوم من بعض الناس أمام السلطات القاهرة ، فالناس يُخضعون أنفسهم لها ليس بدافع من التقدير أو النوايا الحسنة ، و إنما نتيجة العجز التام أمامها.و قد بين تشيسلاف ميلوش من خلال تحليله النفسي الرائع كيف يصل المرء إلى نتيجة متناقضة ، أن يحول كراهيته إلى إعجاب عندما لا يجد أمامه أية خيارات أخرى. أى إن أكبر مصلحة و فائدة هى أن يرضى عنك هؤلاء الذين لا تتوقع منهم إلا الأكدار فحسب. ألم ينته الأمر بوينستون بطل رواية أورويل "1948" بأن أحب الأخ الأكبر؟ "
3 " يبدو لي أحياناً أنه من بين جميع أشكال الكتابة فإن التراجيديا هى الأكثر تناغماً مع حقيقة وجود الله . ففي التراجيديا يستطيع اللئام أن يجدوا مخرجاً و يفلتوا ، و أما النفوس العظيمة المخلصة فينالها الألم و الأذى . و حيث إنه لا يمكن لأى عملية "عقلية" أن تقول بأن هؤلاء الخاسرين دائماً حمقى و مجانين ( لأن أناساً مثل أنتيجون ، و هاملت ، و سامسون ، أو جان فالجان ليسوا كذلك بالتأكيد ) ، فيتضح فجأة أن الحكاية كلها و لا سيما نهايتها المأساوية ما هى إلا فصل أول من دراما أكبر لا منشئ لها و لا كاتب إلا الله ، ذلك لأنه في هذه الحال يكون الألم و الموت ، و هما نهاية كل شئ كما يعرف كل عاقل ، مجرد فترة إستراحة بين مشهدين من دراما مستمرة . إن إعجابنا و تعاطفنا مع بطل مهزوم حماقة تامة من وجهة نظر الموقف العقلي ، إلا أنهما مشاعر دينية بإمتياز ، سواء كنا على وعى بهذا أم لا . ذلك لأنه في تجربة كهذه - و فقط في مثل هذه التجربة - يكون للموت و الخسارة معان مختلفة تماماً . إن التراجيديا في حقيقتها أمثولة دينية. "
4 " الحياة شيء خطير عدم الأمان هو ثمن الحياة أما الآمنون كل الأمن فهم اللذين ماتوا وهؤلاء اللذين لن يولدوا أبدا "