Home > Work > هذا ديننا

هذا ديننا QUOTES

1 " : ”وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء...“. وقال : ”... ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون“ .

وضرب الخمار على الجيب معناه إسدال غطاء الرأس حتى يوارى أعلى الصدر٬ وبذلك تستر المرأة من فوق . ثم ينبغى أن تعتدل فى مشيتها٬ ولا
تحاول إبراز زينتها من أسفل . ومعنى هذا التوجيه٬ ومعنى حصر الرجال- بالعدد- الذين يصح .أن يروا زينتها الباطنة٬ أن ما وراء ذلك محرم

أن ما حدث الآن فى الأحفال وعلى الشواطى وفى الشوارع منكر كله٬ لا يقبل الإسلام منه قليلا ولا كثير...
إن العالم غريق فى مآثم جنسية جارفة٬ والعلة الأولى هى تجاهل
حكم الله فى العلاقة بين الرجل والمرأة . . ونحب أن نقولها هنا صريحة . . الإسلام ينكر هذا الاختلاط بين الشواب والشبان فى ساحات الرقص حيث يتخاصرون ويترنحون تحت عنوان `الرياضة المباحة`..!!

إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ` لأن يطعن فى رأس أحدكم
بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ` ”الطبرانى“ . والإسلام ينكر هذه الخلوات المريبة بين الرجال والنساء٬ ويأبى أى تفسير لها يفتعله الشاردون عن نهج الشرف والفضيلة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ` لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذى محرم`
”البخارى“ . وقال: ` لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان . . ` ”المنذرى“ .
ولا يجوز أبدا باسم الحب٬ أو الإعجاب٬ أو أى شارة أخرى أن تدور عبارات الغزل ٬ أو يتم تبادل القبل بين فتى وفتاة٬ فإن هذا تمهيد خطير للشر٬ ومنزلق سريع نحو الجريمة .
وقد نفر الإسلام من مقدمات المعصية٬ وأعطاها اسم المعصية نفسها . فالعين الجريئة الباحثة عن العورات زانية٬ واليد الخبيثة التى تتحسس الأجسام زانية٬ ومن صنع شيئا من ذلك ارتكب ذنبا لا محالة . . عن أبى هريرة- رضى الله عنه- عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ` كتب على
ابن آدم نصيبه من الزنا٬ فهو مدرك ذلك لا محالة ... فالعينان زناهما النظر٬ والأذنان زناهما الاستماع٬ واللسان زناه الكلام٬ واليد زناها البطش٬ والرجل زناها الخطا٬ والقلب يهوى ويتمنى٬ ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ` ”البخارى“
. وفى رواية لمسلم: ` واليدان تزنيان فزناهما البطش٬ والرجلان تزنيان فزناهما المشى٬ والفم يزنى فزناه القبل ` . ومعنى كتابة الله على ابن آدم٬ أن الله أحصى على كل إنسان خلجات نفسه٬ وحركات بدنه٬ إذا كانت هذى الخلجات والحركات تنطوى على قصد سيئ٬ ووجهة شهوانية . . وأنه جل وعلا أرصد لكل ذرة من هذه التصرفات الآثمة عقوبتها المناسبة
فمهما تحرك الإنسان بنية الشر كتب عليه نصيبه من الجزاء٬ وأدركه العقاب المقدور لا محالة . .

وهذا التشديد يقصد به سد منافذ الجريمة٬ فإن مقدمات الزنا النفسية يطلع عليها علام الغيوب وحده ..!! وهى إذا تمت وانتظمت تأدت إلى نتيجتها سرا٬ أو علنا٬ فكان ما يغضب الله ويفسد الأمم . "

محمد الغزالي , هذا ديننا

3 " خلق الإنسان بطبيعة متشعبة الهوى والوجهة٬ خلقه قادرا على أن يذهب يمنة ويسرة كيف شاء . وتلك هى إرادة الله له٬ فلا جبر٬ ولا إكراه .

إن بعض الأغرار يفهمون الإرادة الإلهية على نحو يشينه الجهل والقصور . إنهم يحسبونها شيئا كخبط العشواء٬ أو هى الصدف العمياء٬ أو هى ما يتم دون مقدمات٬ أو هى المقدمات التى تجتمع ولا تنتج.. وهكذا . وهم
يضعون- لمجموعة هذه التصورات المضطربة- عنوان القضاء والقدر والإسلام برىء من هذا الخلط .. إن الله لا يكره أحد على أمر بداهة٬ فإرادته منفردة بالعلو المطلق فى هذا الوجود! وأين هو الذى يعترض مشيئته والكل يستمد وجوده منه ؟ لكن أولى الألباب يجب أن يدرسوا معنى هذه الإرادة!

فإن خصائص الأشياء٬ وطبائع القوى٬ وميزات الخلائق٬ هى المظهر الثابت الحكيم لهذه الإرادة الجليلة. إرادة الله أن يكون الحيوان أعجم٬ معناها أن
وظيفته فى الحياة محكومة بجملة الصفات المادية الميسرة له . وإرادة الله أن يكون الإنسان عاقلا مكلفا٬ معناها أن رسالة الإنسان فى الحياة محكومة بما أضفى الله عليه من مواهب٬ وما خصه به من طاقة وحرية . فالإنسان الذى ينسلخ من إرادته وقدرته٬ ويزعم أنه كالحيوان الأعجم٬ أو كالنبات المحدود إنسان كاذب على ربه وعلى وجوده "

محمد الغزالي , هذا ديننا

6 " الأسـرة هى المأوى الطبيعى لكلا الجنسين٬ والمستقر الوحيد الزكى لعلاقتهما . إن
الإنسان وحده نصف٬ ما يبلغ تمامه إلا إذا انضم إليه نصف آخر . والشهوة الجنسية- لو
صححنا النظر إليها- عامل ثانوى فى تكوين الأسرة٬ أو عاطفة مساعدة . أما الأساس الكريم
الراقى٬ فهو الصحبة القائمة على الود٬ والإيناس والتآلف..!! وهذا الأساس هو الذى نوه
القرآن الكريم به عندما ذكر قصة الخليقة : ”هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها
زوجها ليسكن إليها“ . هذا السكن معناه استقرار الشعور والسلوك٬ واطمئنان المرء إلى أنه
مع شخص يزيد به٬ ويستريح معه٬ ويهدأ فى كنفه عند القلق٬ ويلتمس البشاشة معه عند
الضيق... وفهم الزواج على أنه رباط جنسى وحسب٬ سقوط فى التفكير٬ وفى الشعور.. إن
الأمر أعلى من ذلك وأكبر٬ وتدبر قوله تعالى : ”ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا
لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة“ . لكن بناء البيوت على هذه الحقيقة الروحية يحتاج
إلى كثير من التثقيف والتأديب٬ أو بالتعبير الصحيح يحتاج إلى الخلق والدين . إن العلاقات
بين الزوجين عميقة الجذور٬ بعيدة الآماد. إنها تشبه- من القوة واللصوق
صلة المرء بنفسه٬ ومن ثم عنى الإسلام بالمحافظة عليها والارتفاع بجوهرها وصيانة -
ظاهرها وباطنها . ”هن لباس لكم وأنتم لباس لهن“ . وروى أبو سعيد عن النبى صلى االله
عليه وسلم ` إن شر الناس عند االله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه
ثم ينشرها ` ”أبوداود "

محمد الغزالي , هذا ديننا

8 " أن العبادات التى أمر الإسلام بها كثيرة٬ ولكنها ليست كثرة الإرهاق التى تعجز القدرة وتثبط العزم٬ بل هى أشبه بكثرة الأغذية التى تقيم البدن وتحفظ الصحة . إ
إن طريق الحياة طويل٬ ومخاطره جمة٬
والسائر فى القاهرة مثلا بين ميدان العتبة الخضراء وميدان التحرير- وهى مسافة قصيرة- تستوقفه إشارات مرور عديدة . إن الإكثار من هذه العلامات المنصوبة على مراحل الطريق تأمر وتنهى بأضوائها الحمراء والخضراء٬ ليس لتعويق السير٬ أو تعطيل الناس٬ بل هو لضمان السلامة٬ وضبط الحركة٬ وتنظيم الوجهة..!!
والله عز وجل لم يدع عباده ينطلقون فى الحياة وفق أهوائهم٬ فإن هذا- لو وقع- لن يملأ الدنيا إلا فسادا وعطلا وأذى ”فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ٬ أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم“.
لذلك ترفق الله بخلقه٬ وأنزل عليهم وحيه ؛ ليعلمهم من جهل٬ وينقذهم من حيرة. فلا يجوز أن نضيق بكثرة الدروس٬ وترادف الإرشاد٬ فهو لنا لا علينا . "

محمد الغزالي , هذا ديننا