Home > Work > The Sorrows of Young Werther

The Sorrows of Young Werther QUOTES

125 " كُلمى:
أخرج أيها القمر ساطعًا من بين الغيوم، وانشري أضواءك الزاهية يا نجوم الليل، فعسى أن أهتدي إلى حيث يستريح حبيبي من متاعب الصيد، وقوسه المرخاة ملقاةٌ إلى جانبه، وكلابه اللاغبة راقدة من حوله، ولكن كُتب عليّ أن أبقى فريدةً على الصخرة المعشبة! إن السيل يزخر، وإن العاصفة تزأر، فلا استطيع أن أسمع صوت حبيبي

احبس نفسك أيها الهواء لحظةً، وقف جريانك أيها السيل لمحةً، فعسى أن يرنّ صوتي في جوف الوادي فيسمعه حبيبي التائه!

ولكن من هذان الراقدان هناك فوق سهول الخلنج؟ أهذا حبيبي؟ أذاك أخي؟ رُدّا عليّ الجواب يا خليليّ. ويلاه! إنهما لا يجيبان! واحرّ قلباه من حزنٍ يُذيبه وجوًى يُحرقه! لقد ماتا وبجانب كل منهما سيفه تجري على ماء حديده نار الدماء. أخي! لم قتلت حبيبي؟ حبيبي! لم قتلت أخي؟ لقد كنتما عزيزين عليّ. كان حبيبي أجمل الرجال في الجبل، وكان أخي أشجع الأبطال في المعركة. أجيبا النداء واسمعا الصوت يا خليليّ! ولكن هيهات! لقد أصابهما الخرس الأبدي فعيّا عن الجواب، وبردت أحشاؤهما فأصبحت كصيد الأرض!

كلّموني يا أرواح الموتى من فوق الهضبة ومن أعلى الجبل، كلّموني فإني لا أرتاع ولا أفزع. خبروني أين تلتمسون الراحة؟ أفي الغيران والكهوف أوافيكم فألاقيكم؟ حنانيك يا رب! لا يحمل الهواء إلى صوتًا، ولا ترد العاصفة عليّ جوابًا! أنا وحدي في وسط الآلام، أنتظر الصباح باكيةً بدموع الغمام! احفروا القبر يا أصدقاء الموتى. ولا تهيلوا التراب قبل أن تأتي كُلمى! مضت حياتي مضي الحلم، وسبق الذين أحبهم فلم أتأخر عنهم. هنا أريد الثواء بجانب الأحبة على ضفة الجدول الهادر فوق الصخرة!

حينما يضرب الليل بجرانه على التلعة، وتهب الريح رخاءً فوق الخلنج، تجدون روحي مع الهواء تبكي الأحبة وترثيهم. سيسمعني الصائد في كوخه فيفزعه صوتي، ولكنه لا يلبث أن يحبه، فإن صوتي سيكون عذبًا رخيمًا في رثاء الحبيبين. لقد كان كلاهما عزيزًا عليّ! "

Johann Wolfgang von Goethe , The Sorrows of Young Werther