Home > Work > مذكرات قارئ
1 " وقد قَرَّ في قلبي أن لقاء المشهور يصغره "
― محمد حامد الأحمري , مذكرات قارئ
2 " ولعل السبب في سلبية النصوص المعاصرة أو ما قبلها أنه عندما قلت الأفعال عندنا في واقع الحياة، أصابت لغتنا سلبية وبرودة، فأصبحت الحكمة فيها هي الهروب من الحياة والأفعال، "
3 " كنت أقرأ كتابًا عميقًا ممتعًا، وبعد بضع صفحات رميته جانبًا قائلاً: اللهم لا طاقة لي بهذا. بعد تصرفي ذاك الغريب شعرت أنني أحسست بالهزيمة، أو عدم القدرة على كتابة مثل ذلك القول، أو أن طاقتي في الاستيعاب للمكتوب كانت أقل من القدرة على الاستمرار، وفي مثل هذا الحال ضع الكتاب الرائع بجانبك، ولا تبعده ولا تقربه تمامًا؛ لكي تستمتع به من وقت إلى آخر. "
4 " وحين تبحر في هذا الكتاب لا تستعجل الوصول إلى ميناء حددتَ أنت وجهته سلفًا، فما قصد هذا الكتاب إلا المتعة و الفائدة، وإن بنيتَ حواجز النقد قبل ذلك ثم بقيتَ في بقية الرحلة تهدم حاجزًا وتبني آخر، فقد قضيت على متعتك بنفسك. وأنا هنا لا أريد قراءتك السلبية المستقبلة فقط دون مشاركة، ولكني أعلم أيضًا أن قراءة الشغب ومزاج الرد والخصام على الكاتب مفسدة للقراءة، قاتلة للفكرة ومشوهة للكاتب والقارئ. "
5 " وقيل إن القراءة استغرقت الجاحظ حتى نسي ما لا ينسى، روي عنه أنه قال: "نسيت كنيتي ثلاثة أيام حتى أتيت أهلي فقلت لهم: بم أكنى؟ قالوا بأبي عثمان". "
6 " فما القراءة بالعين على الورق إلا واحدة من الطرق الغالبة على الناس، ولكن طرق تحصيل المعارف تتجدد، خاصة في هذه العصور التي تَعِدُ بما يتجاوز خيالنا. وقد تطورت في زماننا طرق السماع للكتب، وأصبحت المطابع الغربية تخرج النسخة السمعية مع المطبوعة. "
