Home > Work > الأنثى هي الأصل

الأنثى هي الأصل QUOTES

10 " ويعتبر بعض العلماء الآن أن الساحرة الحكيمة التي عُذِّبت في العصور الوسطى هي الأم
الحقيقية للطب الحديث، يقولون إنها بذكائها الفطري استطاعت أن تكتشف أنواعًا مختلفة من
العلاجات، لكن هذه اندثرت في التاريخ بسبب إهمال المؤرخين لها وعلماء النفس القدامى
والمحدثين (ومعظمهم من الرجال) الذين كانوا أنفسهم متأثرين بأفكار من سبقوهم، وألصقوا بها
تهمة الجنون، وظلت هذه التهمة تنتقل من عصر إلى عصر دون أن يحاول أحد مراجعتها أو
مناقشتها.

وقد ورث بعض رجال العصر الحديث عن رجال العصور السابقة كراهيتهم الشديدة لذكاء المرأة.
إنهم يفضلون عليها المرأة الغبية، التي تعتقد أن سيادة الرجل وخضوع المرأة إنما هي أشياء
طبيعية لمجرد أنه ذكر وهي أنثى. وهناك كثير من الرجال لا زالوا يعتقدون أن عقل المرأة يشوه
أنوثتها، وأن ذكاءها يفسد طبيعتها؛ ذلك أن في أعماقهم تلك الفكرة القديمة منذ العصور الوسطى
بأن عقل الرجل إنما هو جزء من عقل الإله، وأن الإله قد اختص جنس الذكور وحدهم بذلك العقل
والحكمة، أمَّا المرأة فهي بطبيعتها أقرب إلى الجنون منها إلى العقل. "

Nawal El Saadawi , الأنثى هي الأصل

12 " إن التشويه لحقيقة المرأة وطبيعتها الجسمية والنفسية حدث في التاريخ في عهود مختلفة
متعددة، وهو لم يحدث للمرأة فحسب، ولكنه حدث لأجناس مختلفة من البشر عوملوا كفصائل أدنى من
الإنسان لأسباب اقتصادية واستغلالية، لكن الإنسان (لكونه إنسانًا له عقل قادر على التحليل
والتبرير) استطاع أن يبرر أسباب الاستغلال (كي يستريح ضميره) بأسباب أخرى، استطاع أن يغلفها
بالعلم تارة وبالأخلاق تارة أخرى. الأشياء التي لم يستطع أن يثبتها بالعلم أثبتها بالأخلاق،
وما عجز عن إثباته في علم الأخلاق أثبته في الفلسفة وهكذا. ولا يسع الباحث أو الباحثة في
علوم الطب (جسدًا أو نفسًا) إلا أن يندهش لتلك المحاولات العلمية التي أراد بها الإنسان
الأبيض أن يثبت بيولوجيًّا أن مخ الإنسان «الأبيض» أكثر تطوُّرًا ورُقِيًّا من مخ الإنسان
«الأسود»، وأن يثبت نفسيًّا أن «العبد» له نفسٌ تختلف عن نفس «السيد»، وعرفنا في علم النفس
ما يُسمَّى «بسيكلوجية العبد». وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة، وكم من محاولات علمية في مختلف
العلوم الطبية والبيولوجية والنفسية لإثبات فروق (لصالح الرجل) بين مخ الرجل ومخ المرأة،
وبين أعضاء الرجل وأعضاء المرأة، وبين نفس الرجل ونفس المرأة، وعرفنا في علم النفس ما
يُسمَّى «بسيكلوجية الأنثى» على غرار ما سُمِّيَ «بسيكلوجية العبد». "

Nawal El Saadawi , الأنثى هي الأصل