Home > Author > Nawal El Saadawi >

" إن التشويه لحقيقة المرأة وطبيعتها الجسمية والنفسية حدث في التاريخ في عهود مختلفة
متعددة، وهو لم يحدث للمرأة فحسب، ولكنه حدث لأجناس مختلفة من البشر عوملوا كفصائل أدنى من
الإنسان لأسباب اقتصادية واستغلالية، لكن الإنسان (لكونه إنسانًا له عقل قادر على التحليل
والتبرير) استطاع أن يبرر أسباب الاستغلال (كي يستريح ضميره) بأسباب أخرى، استطاع أن يغلفها
بالعلم تارة وبالأخلاق تارة أخرى. الأشياء التي لم يستطع أن يثبتها بالعلم أثبتها بالأخلاق،
وما عجز عن إثباته في علم الأخلاق أثبته في الفلسفة وهكذا. ولا يسع الباحث أو الباحثة في
علوم الطب (جسدًا أو نفسًا) إلا أن يندهش لتلك المحاولات العلمية التي أراد بها الإنسان
الأبيض أن يثبت بيولوجيًّا أن مخ الإنسان «الأبيض» أكثر تطوُّرًا ورُقِيًّا من مخ الإنسان
«الأسود»، وأن يثبت نفسيًّا أن «العبد» له نفسٌ تختلف عن نفس «السيد»، وعرفنا في علم النفس
ما يُسمَّى «بسيكلوجية العبد». وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة، وكم من محاولات علمية في مختلف
العلوم الطبية والبيولوجية والنفسية لإثبات فروق (لصالح الرجل) بين مخ الرجل ومخ المرأة،
وبين أعضاء الرجل وأعضاء المرأة، وبين نفس الرجل ونفس المرأة، وعرفنا في علم النفس ما
يُسمَّى «بسيكلوجية الأنثى» على غرار ما سُمِّيَ «بسيكلوجية العبد». "

Nawal El Saadawi , الأنثى هي الأصل


Image for Quotes

Nawal El Saadawi quote : إن التشويه لحقيقة المرأة وطبيعتها الجسمية والنفسية حدث في التاريخ في عهود مختلفة<br /> متعددة، وهو لم يحدث للمرأة فحسب، ولكنه حدث لأجناس مختلفة من البشر عوملوا كفصائل أدنى من<br /> الإنسان لأسباب اقتصادية واستغلالية، لكن الإنسان (لكونه إنسانًا له عقل قادر على التحليل<br /> والتبرير) استطاع أن يبرر أسباب الاستغلال (كي يستريح ضميره) بأسباب أخرى، استطاع أن يغلفها<br /> بالعلم تارة وبالأخلاق تارة أخرى. الأشياء التي لم يستطع أن يثبتها بالعلم أثبتها بالأخلاق،<br /> وما عجز عن إثباته في علم الأخلاق أثبته في الفلسفة وهكذا. ولا يسع الباحث أو الباحثة في<br /> علوم الطب (جسدًا أو نفسًا) إلا أن يندهش لتلك المحاولات العلمية التي أراد بها الإنسان<br /> الأبيض أن يثبت بيولوجيًّا أن مخ الإنسان «الأبيض» أكثر تطوُّرًا ورُقِيًّا من مخ الإنسان<br /> «الأسود»، وأن يثبت نفسيًّا أن «العبد» له نفسٌ تختلف عن نفس «السيد»، وعرفنا في علم النفس<br /> ما يُسمَّى «بسيكلوجية العبد». وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة، وكم من محاولات علمية في مختلف<br /> العلوم الطبية والبيولوجية والنفسية لإثبات فروق (لصالح الرجل) بين مخ الرجل ومخ المرأة،<br /> وبين أعضاء الرجل وأعضاء المرأة، وبين نفس الرجل ونفس المرأة، وعرفنا في علم النفس ما<br /> يُسمَّى «بسيكلوجية الأنثى» على غرار ما سُمِّيَ «بسيكلوجية العبد».