Home > Author > عبد الجواد ياسين >

" من زاوية التأريخ للدولة يمكن الحديث إجمالا عن ثلاث دول متعاقبة، بثلاثة أشكال للسلطة تحت مسمى الخلافة؛ الأولى: هي دولة الراشدين التي نتجت عن السقيفة، والثانية: هي الدولة الملكية التي انبثقت من الفتنة الكبرى، والثالثة: هي دولة التفويض السلطانية التي أنشأها البويهيون في القرن الرابع.
ولكن تاريخ النظرية السنية لم يبدأ إلا بعد انتهاء الدولة الأولى، وأخذ في التشكل خلال الدولة الثانية، وانتهى عمليا قرب زوال الولة الأخيرة، أعني أن تاريخ التنظير لم يتطابق مع تاريخ الدولة منذ البداية ثم عاد ليتطابق معه لفترة طويلة من الزمن مما يفسر التداخل بين تاريخ الدولة وتاريخ النظرية، ويظهر النظرية أحيانا وهي تستعيد - كرد فعل لاستفزاز الواقع - حوادث الماضي للبناء عليها بأثر رجعي، ويظهرها في أحيان أخرى وهي تكرس المفاهيم - الصادرة أيضا عن اعتبارات الواقع - ثم تصدرها إلى المستقبل بعد خدمتها إسناديا (بالتنصيص غالبا) وإخراجها فقهيا فعلى مدى حقبة التنظير الأولى ظلت القنوات مفتوحة بين (الفقه) و(التحديث) و(المحازبة). "

عبد الجواد ياسين , السلطة في الإسلام - نقد النظرية السياسية


Image for Quotes

عبد الجواد ياسين quote : من زاوية التأريخ للدولة يمكن الحديث إجمالا عن ثلاث دول متعاقبة، بثلاثة أشكال للسلطة تحت مسمى الخلافة؛ الأولى: هي دولة الراشدين التي نتجت عن السقيفة، والثانية: هي الدولة الملكية التي انبثقت من الفتنة الكبرى، والثالثة: هي دولة التفويض السلطانية التي أنشأها البويهيون في القرن الرابع. <br />ولكن تاريخ النظرية السنية لم يبدأ إلا بعد انتهاء الدولة الأولى، وأخذ في التشكل خلال الدولة الثانية، وانتهى عمليا قرب زوال الولة الأخيرة، أعني أن تاريخ التنظير لم يتطابق مع تاريخ الدولة منذ البداية ثم عاد ليتطابق معه لفترة طويلة من الزمن مما يفسر التداخل بين تاريخ الدولة وتاريخ النظرية، ويظهر النظرية أحيانا وهي تستعيد - كرد فعل لاستفزاز الواقع - حوادث الماضي للبناء عليها بأثر رجعي، ويظهرها في أحيان أخرى وهي تكرس المفاهيم - الصادرة أيضا عن اعتبارات الواقع - ثم تصدرها إلى المستقبل بعد خدمتها إسناديا (بالتنصيص غالبا) وإخراجها فقهيا فعلى مدى حقبة التنظير الأولى ظلت القنوات مفتوحة بين (الفقه) و(التحديث) و(المحازبة).