Home > Author > مصطفى محمود >

" النار التي يصلاها المسلمون هي بلاء وأمتحان وتأديب لفئة كان يجب ان تكون هي الصفوة لأنها حملة العلم وورثة الأنبياء ولكنها خانت موروثاتها وأهملت كتابها وأعطت ظهرها للعلم الديني والدنيوي وعكفت على العاجل والزائل وإنشغل كل واحد ينفسه وهواه ولحظته وحاضره ولم يرابط على الحق إلا القليل وهؤلاء لزموا بيوتهم واغلقوا بابهم لينجوا بأنفسهم من الفتن والشهبات وكانت أول كلمة في كتابهم (اقرأ)

إقــرأ ' /
فكم منهم يقرأ وماذا يقرأ والأمية في البلاد الإسلامية هي القاعده وكان الأمر الثاني'/
(قل هو الله أحد)
فعدد أكثرهم آلهتهم وعبدوا المناصب والجاه والمال وسبحوا للجالسين على الكراسي وإنشدوا المدائح للحكام وعبد الكبير فيهم نفسه وأله هواه
وكان الأمر الثالث'/
(وقل أعملوا فسيرى الله عملكم)
وتكرر الأمر بالعلم والعمل ومكارم الأخلاق والتقوى والعدل والرحمة والبر والعفو ألوف المرات في ألوف المواضع في القرآن فنسوا كل هذا ولم يذكروا إلا آية الحجاب التي جاءت في موضع واحد فزايدوا عليها وحعلوها نقابا وقفازا وآية قطع يد السارق التي جاءت في موضع واحد فجعلوا منها هدفا أول مع أنها معلقه على شروط هي المجتمع العادل والعدالة في توزيع الثروة وهي شروط غير متوافرة في مجتمعات إسلامية فقيرة تسف التراب ويركب أكتاف أكثرها افراد وأحزاب ينفردون بالمغانم وأكثرها يعيش في مجاعات وحروب يستحيل ولا يجوز فيها تطبيق الحد قما قطع النبي ولا قطع عمر بن الخطاب يدا في حرب ولا في مجاعه ثم من يقطع يد من ؟ والكل متهم وكل واحد يضع يده في جيب آخر


شكراً للمحن و صبرا عليها فربما أخرجت جيلاً أو نفراً من المسلمين صقلته التجارب وعركته البلايا فنورت منهم القلوب وفتحت البصائر

يقول ربنا (نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوراثين)
وتلك سنة الله الجارية في الأرض
ويقول الله تعالى (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها)

هكذا فعل الله ببني اسرائيل الذين استضعفوا وهكذا اخرج يهود الأمس من الطاغوت وذل الشتات
واليوم انقلبت آلآيه فاليهود جالسون على ترسانة نووية وإسرائيل في العلو والمسلمون مستضعفون من كل ذي سلطان مدفوعون بالابواب مروعون بالجوع والخوف وسوف تجرى سنة الله المنان فيمن عليهم ويأخذ بيدهم فما عرفنا الدنيا إلا خافضه رافعه لا يدوم لها حال وماعرفنا كأس البلايا كأسا دوارة
ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ولا يخالجني يأس بالرغم من كل مايحدث فما أرى فيه إلا مراهقة إسلاميه وبعد المراهقه سوف يأتي الرشد ولقد وصلنا إلى القاع وليس بعد القاع إلا معاودة الصعود والارتفاع وسوف تعلوا راية الإسلام رغم شماتة الشامتين  وحقد المتربصين وعلينا بالعمل وعلى الله تحويل المقادير وسوف يبدل الله أحوالنا إذا بدلنا ما بأنفسنا والله هو الذي يصنع النهار وكل المطلوب أن نفتح نوافذنا ونوافذ عقولنا وقلوبنا ونتلقى نوره وأمطئنو فما لأحد سوى الله في هذا الكون تصريف ولا إله إلا الله أولا وأخيراً "

مصطفى محمود , الإسلام السياسي والمعركة القادمة


Image for Quotes

مصطفى محمود quote : النار التي يصلاها المسلمون هي بلاء وأمتحان وتأديب لفئة كان يجب ان تكون هي الصفوة لأنها حملة العلم وورثة الأنبياء ولكنها خانت موروثاتها وأهملت كتابها وأعطت ظهرها للعلم الديني والدنيوي وعكفت على العاجل والزائل وإنشغل كل واحد ينفسه وهواه ولحظته وحاضره ولم يرابط على الحق إلا القليل وهؤلاء لزموا بيوتهم واغلقوا بابهم لينجوا بأنفسهم من الفتن والشهبات وكانت أول كلمة في كتابهم (اقرأ)<br /><br />إقــرأ ' /<br />فكم منهم يقرأ وماذا يقرأ والأمية في البلاد الإسلامية هي القاعده وكان الأمر الثاني'/<br />(قل هو الله أحد) <br />فعدد أكثرهم آلهتهم وعبدوا المناصب والجاه والمال وسبحوا للجالسين على الكراسي وإنشدوا المدائح للحكام وعبد الكبير فيهم نفسه وأله هواه <br />وكان الأمر الثالث'/ <br />(وقل أعملوا فسيرى الله عملكم)<br />وتكرر الأمر بالعلم والعمل ومكارم الأخلاق والتقوى والعدل والرحمة والبر والعفو ألوف المرات في ألوف المواضع في القرآن فنسوا كل هذا ولم يذكروا إلا آية الحجاب التي جاءت في موضع واحد فزايدوا عليها وحعلوها نقابا وقفازا وآية قطع يد السارق التي جاءت في موضع واحد فجعلوا منها هدفا أول مع أنها معلقه على شروط هي المجتمع العادل والعدالة في توزيع الثروة وهي شروط غير متوافرة في مجتمعات إسلامية فقيرة تسف التراب ويركب أكتاف أكثرها افراد وأحزاب ينفردون بالمغانم وأكثرها يعيش في مجاعات وحروب يستحيل ولا يجوز فيها تطبيق الحد قما قطع النبي ولا قطع عمر بن الخطاب يدا في حرب ولا في مجاعه ثم من يقطع يد من ؟ والكل متهم وكل واحد يضع يده في جيب آخر<br /><br /><br />شكراً للمحن و صبرا عليها فربما أخرجت جيلاً أو نفراً من المسلمين صقلته التجارب وعركته البلايا فنورت منهم القلوب وفتحت البصائر<br /><br />يقول ربنا (نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوراثين)<br />وتلك سنة الله الجارية في الأرض <br />ويقول الله تعالى (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها)<br /><br />هكذا فعل الله ببني اسرائيل الذين استضعفوا وهكذا اخرج يهود الأمس من الطاغوت وذل الشتات <br />واليوم انقلبت آلآيه فاليهود جالسون على ترسانة نووية وإسرائيل في العلو والمسلمون مستضعفون من كل ذي سلطان مدفوعون بالابواب مروعون بالجوع والخوف وسوف تجرى سنة الله المنان فيمن عليهم ويأخذ بيدهم فما عرفنا الدنيا إلا خافضه رافعه لا يدوم لها حال وماعرفنا كأس البلايا كأسا دوارة <br />ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ولا يخالجني يأس بالرغم من كل مايحدث فما أرى فيه إلا مراهقة إسلاميه وبعد المراهقه سوف يأتي الرشد ولقد وصلنا إلى القاع وليس بعد القاع إلا معاودة الصعود والارتفاع وسوف تعلوا راية الإسلام رغم شماتة الشامتين  وحقد المتربصين وعلينا بالعمل وعلى الله تحويل المقادير وسوف يبدل الله أحوالنا إذا بدلنا ما بأنفسنا والله هو الذي يصنع النهار وكل المطلوب أن نفتح نوافذنا ونوافذ عقولنا وقلوبنا ونتلقى نوره وأمطئنو فما لأحد سوى الله في هذا الكون تصريف ولا إله إلا الله أولا وأخيراً