Home > Author > ابتسام مصطفى

ابتسام مصطفى QUOTES

62 " نُكْرَان..
أَنكرَ وجودها ذات يوم..
وَصفها بِالغباء، تَمادى فِي إيلامها، تَجاهلها، مَزقْ حاضرها، ولمْ يَشعُر بِذنبٍ قَطْ..

تَوسلتهُ، مَنحتهُ الكثير مِنْ الفُرص، وأعطتهُ مُهلة لِلرجوع..

عانقها بِـ عناقٍ مِنْ أشواك، هَمس لها بِصريخٍ مِنْ ألم، وأشعل نيران الحقد بِقلبها الرقيق..

تَحولت إلىَ أُنثى مُتَمردة، زَهدت الحياة، وتركت كُل شيء، عاشت أسوأ لحظات عُمرِها الوردي، والسبب هو..

نرجسية قلبهُ، وكبرياؤها، لم يتقابلا فِي نُقطة، بلْ توازت الحياة بينهما وأصبحت مُستحيلة الآنْ!

عاشت الماضي وأوجاعه، ورحل هو تاركًا أثر خِداعه فِي قلبها العاشق حدِّ الولهْ..
فقدت الثقة فِي كُل شيء ولم تَعُد تهتم بِأحد، حتى روحها النقية أصابها الذبول..
الآنْ قدْ استعادت روحها التائهة، باتت أُنثى البحر الجامحة، وتلونت الزهور عَلَى خديها..

هو الآنْ وحيد، ذليل، لا يَقوى عَلَى الحياة، فقدْ دارت الأيام وتقلبت الأحوال، وبات هو العاشق المكسور، كَعصفورٍ وحيد..
مشفقة هيَّ عليه، قَلْبها لمْ ينسهُ قَطْ، فَهيَّ دائمًا ما أَعطته المُبررات، ودائمًا كانت تنظر بِداخل وجدانه، الذي طالما وصفته بِالنقيِّ..

الأيام دِوَل، والحياة تَمضي، وذِكراه لا تُفارقُها، فهو وإنْ كانْ سر تعاستها فِي يوم..
فَهو السبب الأكبر لِما هيَّ عليه الآنْ..

فَـ رُبَ ضارةٍ نافعة!
---------- "

ابتسام مصطفى , تيوليب

63 " ذِكْرَيات!
أَتُوقُ لتِلك الذكريات البريئة، حينما كُنت طِفلة صغيرة أَكبر هُمومها لُعبة تُلهيها، أَو مُشاهدة فيلم كَرتوني لِشخصياتٍ تُفرحها وتسليها..
أَتُوقُ لأعود كَما كُنت، كَالزهرةِ البيضاء فِي صفاءِ روحها، ونقاءِ لونها..
أَتنفسُ عَبقَ المَاضي فِي دفاتري، وَفِي رسوماتي مُنذُ الصِغر..
دَفتريِّ الصَغير وَخطي الذي كَانْ يَحبو عَلَى الورقِ لِينضُج ذات يوم..
لُعبي وكروت معايدة أَرسلها لي أصدقائي وأقاربي فِي عيدِ ميلادي..
أَتُوقُ لِلحظاتِ المُذاكرة فِي الصباح الباكر، عَلَى تغاريدِ العصافير الرقيقة، ونفحات الهواء المُحملة بالآمالِ المحُققة بمشيئة الله، لتدخل رئتيَّ فِي هدوءٍ وخِفة..
أشتاقُ كثيرًا لأصدقاء طفولتي، لِضحكاتنا المُتتالية من دون خوف مِنْ المُستقبل!
ضائعةٌ أنا مَعَ أغاني رقيقة للأطفال، تَعودتُ سماعها وترديد كلماتها، وبقلبي ابتهاج بِغنائي الطفولي..
تَجتاح قلبي ذكريات العيد واجتماعي مَعَ العائلة، وَفرحتي العارمة بملابسِ عيدي..
تَنهمر دموعي مَعَ تذكري كُل هذا وَأَكثر، فَأَنا الآنْ تَائهة فِي الحاضر وعالقة بينَ المَاضي وَالمستقبل..
كلماتي تَنبش لحظات الفرح المُتباعدة، وَتوقِظ فِي نَفْسي آلام كثيرة، بِأنْ المَاضي لَنْ يَعود أبدًا، وأنْ الحياة تِلك هيَّ سُنتها ولا اعتراض عَلَى ذلك..
------------- "

ابتسام مصطفى , تيوليب