Home > Author > نيكوس كازانتزاكيس

نيكوس كازانتزاكيس QUOTES

16 " وضع قدمه على الأرض الروسية وهو يرتدي قبعته الصغيرة وقميصه النظيف المهترئ وسترته البالية. جيش مؤلف من شخص قصير شاحب وأعزل. وكان يقف ضد الأرض الروسية الشاسعة والموجيك الأشرار والأرستقراطيين المعربدين والكهنوت ذي القوة الطاغية، والحصون والقصور والسجون والقوانين القديمة والأخلاق القديمة والسوط. الإمبراطورية القديمة المدججة بالسلاح. هناك وقف بقبعته الصغيرة، وبعينيه المنغوليتين الدقيقتين اللتين تحدقان بثبات في الجو بينما كان في داخله شيطان يرقص ويصفر وهو يصر بأسنانه وبتكلم: هذا كله لك يا فلاديمير اليتش. إنني أهبك إياه مجاناً. يكفي أن تقول عبارة واحدة. قل العبارة السحرية التي كنت أمليها عليك طوال تلك السنين الطويلة: "يا عمال العالم اتحدوا!" قلها وعندها فإن القياصرة والقساوسة ذوي اللحى العنزية والجدائل الذهبية والكروش المتخمة والأنيقة، بنفخة واحدة سيتساقطون على أقفيتهم. امش على جثثهم يا فلاديمير اليتش. إلى الأمام يا فتى، دس على جثثهم واصعد. ركز العلم الأحمر على الكرملين. حطم جماجمهم بالمطرقة واقطع أعناقهم بالمنجل!
وراح لينين يسأل وهو يصغي إلى شيطانه الداخلي بقبضتين مشدودتين "من أنت؟ قل لي اسمك. أريد أن أعرف من أنت"
"أنا المعجزة" أجاب الشيطان ونطح روسيا بقرنيه. "

نيكوس كازانتزاكيس , Report to Greco

17 " - هناك آلاف من البشر في سدوم وعمورة يأكلون ويشربون ويتبرجون ويضحكون ويسخرون، وهناك آلاف العقول التي تشرئب كالثعابين لتنفث بسمومها نحو السماء وهي تفح. ولكن إن كان بينها أربعون روحاً فاضلة فهل ستحرقها يا مولاي؟
- أسماء! أريد أسماء! من هؤلاء الأربعون؟
-وماذا لو كانوا عشرين! عشرين روحاً فاضلة يا مولاي؟
- أنا أريد أسماء. إنني أمد يدي لأعد.
- وماذا لو كانوا عشرة، عشرة أرواح فاضلة يا مولاي؟ وماذا لو كانوا خمسة؟
- أغلق فمك الصفيق يا إبراهيم.
- ارحمنا يا مولاي. لست عادلاً فقط. أنت طيب أيضاً. ولو كنت عادلاً فقط لحدث الويل.لضعنا كلنا. لكنك طيب يا مولاي ولهذا ما يزال الناس قادرين على الوقوف في الهواء.
- لا تركع وأنت تمد يدك للإمساك بركبتيَ. فليس لدي ركبتان. ولا تبدأ النواح لكي تمس قلبي إذ لا قلب لي. أنا صارم، قطعة جامدة من الغرانيت الأسود ولا يمكن ليد أن تطبع لمستها عليَ. لقد وصلت إلى قراري . سأحرق سدوم وعمورة.
- لا تتسرع يا مولاي. لم العجلة حين تكون مسألة قتل؟ انتظر لقد وجدت واحدة!
- ما الذي وجدته وأنت تنقب في التراب أيتها الدودة؟
- روح فاضلة.
- من؟
- لوط. ابن أخي هارون. "

نيكوس كازانتزاكيس , Report to Greco

18 " انا عندما أرغب في شيء ما ، أتعرف ماذا أفعل ؟ إنني آكل منه حتی التقزز كي أتخلص منه ولا أفكر به مطلقا ، او أفكر به باشمئزاز .
عندما كنت طفلا ، كنت مجنونا . لم يكن لدي مال كثير . لهذا كنت لا أشتري كثيرا منه دفعة واحدة . وبعد أن آكل ما اشتريه ، تظل بي شهوة إلى المزيد منه . كنت لا أفكر ليل نهار إلا بالكرز ، ويسيل له لعابي ، وأتألم حقا ! لكنني ذات يوم غضبت بشدة ، أو بالأحری خجلت ، لست أدري علی الضبط ! لقد أحسست بأن الكرز يفعل بي ما يشاء وبأن هذا يجعلني مضحكا ، إذن ، فما الذي فعلت ؟ نهضت في الليل خلسة ، وبحثت في جيوب أبي ، ووجدت مجيدية من الفضة ، فأخذتها ، وفي الصباح الباكر ذهبت إلى بقال ، واشتريت سلة من الكرز ، وجلست في حفرة ، واخذت بالأكل . وأكلت وأكلت حتی انتفخت بطني . وبعد فترة أخذت بطني توجعني وتقيأت وتقيأت ... ومنذ ذلك الحين انتهت قصة الكرز . بل إنني لم أعد أستطيع حتی أن أتصوره . لقد تخلصت . صرت أنظر إليه وأقول : لست بحاجة إليك . وفعلت الشيء نفسه فيما بعد مع الخمر والتبغ . انني لا ازال ادخن ، واشرب . لكن عندما اريد ان أكف ، أكف . إن الرغبة لم تعد مسيطرة علي . والشيء نفسه بالنسبة للوطن ، لقد رغبت فيه فأكلت منه حتی الشبع ، و تقيأت .. و تخلصت منه.
...
تخلصت من الوطن ، تخلصت من الكاهن ، تخلصت من الماء . إنني أغربل نفسي . كلما تقدم بي العمر ، غربلت نفسي أكثر . إنني أتطهر ، كيف أقول لك ؟ إنني أتحرر ، إنني أصبح إِنساناً.

---

متى أنزوي أخيرا في الوحدة ، بمفردي ، دون رفاق ، دون فرح أو حزن ، لايصحبني سوى اليقين المقدس بأن كل شيء ليس إلا حلماً ؟ متى أعتزل فرحاً مع أسمالي البالية دون شهوات فى الجبل؟ متى أختلي، بعد أن أتبين أن جسدي ليس إلا مرضاً و جريمة وشيخوخة و موتاً، فى الغابة حراً، دون خوف ، مليئا بالفرح؟


---

ما هذا الجنون الذي تملكنا لكي نلقي بأنفسنا على رجل آخر لم يؤذنا بشيء ثم نعضه ونقطع أنفه ونمزق أذنيه، وفي الوقت نفسه نطلب من الله العظيم أن يساعدنا !! فهل هذا يعني أننا نطلب من الله أن يذهب معنا ليقطع آذان البشر وأنوفهم؟ ولكن في ذلك الوقت ،كان دمي لا يزال حاراً في عروقي، وما كان باستطاعتي الوقوف والتساؤل والتفحص، إذ يجب على المرء لكي يفكر بدقة وعدل أن يكون هادئا مسناً دون أسنان ! فعندما يكون المرء عجوزاً لا أسنان له ، فباستطاعته القول بسهولة تامة "لعنكم الله أيها الأولاد، فمن العيب أن تعضوا" ولكن حين تكون له أسناني الاثنين والثلاثين يكون الإنسان متوحشا كالحيوان .. نعم كالحيوان المفترس آكل لحوم البشر "

نيكوس كازانتزاكيس , Zorba the Greek