Home > Author > عبد الستار إبراهيم
41 " وصف لحظات الإكتئاب:يصبح العمل البسـيـط جهدا لا يطاق ونجد طاقتنا وكأنها نضبت حتى عن القيام بالأعمال الروتينية الصغيرة بما في ذلك مثلا عنايتنا بأمورنا الصحية اليومية العاجلة كتنظيفنا لأسناننا أو الحلاقة أو الاستحمام أو التحضير لأمر مهم يتطلب دراسة أو عملا ص 15 "
― عبد الستار إبراهيم , الإكتئاب: اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليب علاجه
42 " تعلمنا النظرية السلوكية المعاصرة أن السلوك الاكتئابي، كأي سلوك آخر، ما هو إلا نتاج لعملية تفاعل طويلة بالبيئة ص 237 "
43 " بحسب المدرسة السولكية المعاصرة في العلاج النفسي:إن الاضطراب النفسي عندما يحدث لا يشمل جانبا واحدا من الشخصية إنما يشمل أربعة عناصر هي:- السلوك الظاهر (الأفعال الخارجية).- الانفعال (التغيرات الفسيولوجية).- التفكير (طرق التفكير والقيم، والاتجاهات، وأساليـب الـشـخـص فـي حل المشكلات).- والتفاعل الاجتماعي (علاقاته بالآخرين، طرقه في معالجة الضغوط، مهاراته الاجتماعية...). ص 198 "
44 " العلاج الكيميائي كما يعرف الأطباء النفسيون ليس علاجا، ولكنه ضبط للأعراض، ولا يعتبر بديلا عن العلاج النفسي والاجتماعي، القائـم على تدريب المهارات الشخصية والاجتماعية ص 141 "
45 " أن الاعتماد على العلاج الكيميائي للاكتئاب لفترة طويلة من شأنـه أن يقلل فرص المريض فيما بعد في تنمية مهاراته الشخصية، في معالجة مواقف الاضطراب في حياته، إذ قد يتصور أن المعالجة الكيميائية هي كل ما يحتاج إليه. ومن ثم تضيق أمامه فيما بعد فرص التنمية الذاتية، وتكوين المهارات الاجتماعية والذهنية، المطلوبة لتنمية حياة سعيدة وفعالة ص 142 "
46 " بينت دراسة حديثة أجريت على مجموعة من الفصامييين، أن نسبة الانتكاس وصلت إلى ١٧% فقط في اﻟﻤﺠموعة التي خضعت لبرنامج علاجي، ركز على صقل المهارات الاجتماعية بتدريب جميع أفراد الأسرة الفصامية (بمن فيهم المريض نفسه)، على التواصل الجيد بين أفراد الأسرة، وتبادل المشاعر الإيجابية فيما بينهم، وذلك مقابـل ٨٣% انتكسوا في اﻟﻤﺠموعة التي لم تتلق هذا التدريب، واعتمدت على العلاج الكيميائي فقط ص 134 "
47 " إن الإنسان المبتهج والراضي عن نفسه، والذي يحصل على مصادر متنوعة من الإشباع، أكثر قدرة ويحمل طاقة أكبر على القيام بأهداف إنسانية أعمق وأكثر انتشارا ص 309 "
48 " تعلمنا نظرية اليأس المكتسب وتناقص التدعيم، أن الاكتئاب يكون هو الاستجابة المرجحة عندما نجد أن الكثير جدا من نشاطاتنا وتصرفاتنا تصبح غير مجدية، ولا تلقى نتائج إيجابية، وأن أغلبها يؤدي على العكس إلى نتائج سلبية، أو لا تلقى إلا الإهمال والتجاهل ص 238 "
49 " نصيحة مهمة نوجهها للممارسين ولآباء وأصدقاء المصابين بالاكتئاب، بألا يكتفي الواحد منهم بتوجيه النصيحة للمكتئب بالتغيير، وتوجيهه لمارسة النشاطات السارة، والبعد عن النكد والتهديدات، بل وأن يقوم الواحد منهم بدور أكثر إيجابية لتحقيق أي مكاسب علاجية لدى المريض، بالمساهمة معهم في الخطة العلاجية ص 126 "
50 " التوكيدية (Assertiveness) تعني ـ من ضمن ما تعنيه ـ أن تكون لدينا القدرة على أن نفتح للآخرين أنفسنا ومشاعرنا، وهي بهذا المعنى تعني عدم الخوف من أن تطلع الآخرين على مشاعرك، بدلا من أن تخفيها بداخلك. ولهذا يسهل على التوكيدي أن ينمي علاقة سهلة ودائمة ودافئة بالآخرين، بسبب ما تخلقه من طمأنينة متبادلة، وتواصل، وعدم خوف من كشف الذات. ويمثل هذا النوع من العلاقات الإيجابية جانبا من الجوانب المهمة في التغلب على الاكتئاب، فنحن نشعر بالاكتئاب عادة عندما نفشل في أن نجد علاقة أو أكثر فيها هذا الدفء ص 259 "
51 " التعميم أسلوب من التفكير يرتبط بكثير من الأنماط المرضية، خاصة الاكتئاب. فالمكتئب غالبا ما يعمم الخبرات الجزئية على ذاته تعميما سلبيا. فتوجيه نقد غير مقصود له قد يعني عنده: "إنني إنسان فاشل لا يحسن التفكير" ص 160 "
52 " الدراسة المنظمة للاسترخاء بدأت في العقد الثالث من هذا القرن. ففي سنة ١٩٣٩ أبدى طبيب اسمه (جاكبسون Jacobson) اهتمامه باكتشاف طرق للاسترخاء العضلي، بطريقة منظمة وفي كتاب مشهور (١٩٦٤) له بعنوان "الاسترخاء التصاعدي progressive relaxation"، قرر أن استخدام هذه الطرق يؤدي إلى فوائد علاجية ملموسة بين المرضى بالقلق. ويجمع علماء العلاج النفسي والسلوكي اليوم على فائدة التدريب على الاسترخاء في تخفيض القلق والاكتئاب وتطوير الصحة النفسية. ويستخدمونه إما مستقلا أو مع أساليب علاجية أخرى للتغلب على قطاع كبير من المشكلات الصحية، بما فيها مقاومة الضغوط النفسية، والإرهاق، وصعوبات النوم، ومشكلات السلوك الجنسي، واللياقة الصحية العامة ص 210 "
53 " في حالات الاكتئاب، فإن المبالغة والتهويل تأخذ شكلا مختلـفـا. إذ تجد الفرد هنا يميل إلى تهويل عيوبه، والتهوين من مزاياه. فالخطأ البسيط يصبح كارثة و "تدميرا للسمعة"، وتوجيه نقد عابر لنا، يعني "جرحا للكرامة"، والدفاع عن النفس في موقف، يعني أنني تجاوزت الأصول، ومن ثم "أستحق العقاب واللوم"... وهكذا ص 159 "
54 " وجهة النظـر الفرويدية التي ترى أن الاكتئاب ما هو إلا نتيجة مباشرة لفقدان الحب في المراحل المبكرة من العمر، يمكن صياغتها وفق مدرسة التعلم، بأن افتقاد التدعيم والاهتمام نتيجة لموت أو فقدان من نحب يحرمنا مصدرا هائلا من مصادر الدعم النفسي والمعنوي، مما يجعلنا مستهدفين لليأس والاكتئاب، بل ويعرضنا أيضا للتهديد والألم المستمر الذي يكفي في حد ذاته إلى خلق اليأس. والفرق بين نظريتي التعلم والتحليل النفسي فيما يتعلق بهذه النقطة أن نظرية التعلم لا تحصر الفقدان في موت موضوع الحب فحسب، بل تراه يمتد ليشمل فقدان أي موضوع سواء كان شخصا أو مجالا من مجالات النشاط المهني والاجتماعي. ص 128 "
55 " نجد في سلسلة من التجارب التي أجريت على المكتئبين والعاديين، أن العاديين من الناس يميلون إلى التقليل من عيوبهم، أي أنهم لا يلتزمون بالموضوعية عندما يتعلق الأمر بإدراك مزايا الذات وعيوبها.هم ـ أي العاديون والأسوياء من الناس ـ يشوهون الواقع بشكل يساعدهم على إدراك ذواتهم بأنها أفضل مما هي عليه في الواقع. ومن الطريف أن نفس هذه السلسلة من التجارب، بينت أن المكتئبين يميلون أكثر من غيرهم إلى الإدراك الموضوعي لذواتهم، بعبارة أخرى، فهم يميلون إلى الدقـة فـي معرفة عيوبهم من جهة، ومزاياهم من جهة أخرى. ولكن يبدو هنا أن لغة الصحة النفسية لا تتطلب هذا النوع من الدقة، فالأفضل أن يدرك الشخص ذاته بصورة أفضل حتى مما هي عليه في الواقع. والتقليل أو "التهوين" من العيوب الذاتية أو البدنية، قد يكون في مصلحة الشـخـص، وقـد يـكـون لـه نتائج انفعالية سلوكية طيبة ومعارضة للاكتئاب. ص 159 "
56 " ولاشك في أن جزءا كبيرا من المشاعر الاكتئابية واﻟﻤﺨاوف المرضية لدى المكتئبين، قد تتضاءل أو تشفى، إذا ما أدرك المكتئب أننا لسنا بكمالنا هذا أو ذاك. فلا مجال للكمال المطلق: هذه حقيقة تنطبق علي وعليك،وعلى العالم الخارجي. انظر الآن إلى حيث تجلس. أمعن النظر من حولك. هل أنت تجلس في مكان كامل النظافة، والنظام?! وهل هو مطلق القذارة وفي منتهى الفوضى?! أم هو درجات من هذا وذاك?! الحقيقة أنه لا توجد في واقع الأمر مطلقات فـي هذا العالم، إلا في أذهـاننا، وكلما حاولنا أن نقيس كل شيء بمقاييس الكمال المطلق، حكمنا على أنفـسنا بالفشل وخيبة الأمل، والتنافر بيـن إدراكاتنا وواقعنا، ومن ثم الإحساس العميق بالاكتئاب الدائم والاضطـرابات الوجدانية ص 163 "
57 " هنا قد أجد ضرورة إلى أن أشير إلى وجود نمط من الناس يخلقون نوعا من العلاقات التي يسميها علماء النفس: علاقات مسمومة toxicating relationships: هذا هو النوع المجادل، الذي يتبرع للمنافسة في كل كبيرة أو صغيرة، ويحاول جهده أن يـسفه من رأيك، ويقلل من مجهوداتك، وبعبارة أخرى، يبني نجاحه على النقد والمنافسة، وهدم الآخرين أو الإقلال من شأنهم. هذا النوع من الأشخاص الذي يخلق جوا من العلاقات المسمومة قد يكون سائق تاكسي، أو زميلا في العمل، ربم حتى رئيسك، أو حتى من أقرب المقربين. وتبين دراسة الاكتئاب، أنه قد يكون في أحيان كثيرة نتيجة مباشرة لهذا النوع من العلاقات ص 260 "
58 " إن التعرض السابق للمشاكل والخسائر، والإحباطات والتوترات قد تكون له نتائجه الإيجابية، خاصة إن كان الشخص خلال تعرضه لها، قد اكتسب في نفس الوقت بعض المهارات للتغلب عليها، والسيطرة على نتائجها السلبية ص 254 "
59 " في البيئة السعودية تبين أن الاكتئاب ينتشر بين الشباب والمراهقين من الذكور والإناث معا بصورة وبائية أكثر منه عند من هم أكبر سنا من الجنسين. ص 115 "
60 " كذلك أكد كثيرون من علماء علم النفس المعاصر، أن كثيرا من استجاباتنا الوجدانية والسلوكية والاضطرابات التي تصيبنا تعتمد إلى حد بعيد، على وجود معتقدات فكرية خاطئة يبنيها الفرد عن نفسه وعن العالم المحيط به ص 147 "