Home > Author > Qasim Amin
21 " ونجد في هدى نبينا – صلى الله عليه وسلم – ما يشير إلى ذلك , بل كان يجب أن يعد أصلا من الأصول التي نركن إليها في بناء أمورنا المالية , حيث قال في شأن عائشة رضي الله عنها : "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" : وعائشة امرأة لم تؤيد بوحي ولا بمعجزة وإنما سمعت فوعت وعلمت فتعلمت. "
― Qasim Amin , تحرير المرأة
22 " من احتقار المرأة أن يحال بينها وبين الحياة العامة والعمل في أي شيء يتعلق بها : فليس لها رأى في الأعمال ولا فكر في المشارب ولا ذوق في الفنون ولا قدم في المنافع العامة ولا مقام في الاعتقادات الدينية ,وليس لها فضيلة وطنية ولا شعور ملي. "
23 " المقلد فى ايمانه مقصر يحمل عقيدته كما تحمل الوردة فى عروة الملابس, والمنكر مجازف جاوز حد العقل والعلم ,وأبغض منهما من يخادع بدينه فيقول : ان كان الله غير موجود ما خسرت أكثر من غيرى وان كان موجودا ربحت مع الرابحين , لذلك أؤمن به ! هذا هو المحتال الذى لا يصان أحد حتى الاله من نصبه "
― Qasim Amin , كلمات
24 " كل عشق شريف, فان كان بين شريفين زاد فى قيمتهما ورفع من قدرهما ,وان كان بين وضيعين أكسبهمها شرفا وقتيا , حتى اذا زال العشق سقطت قيمتها وانحطت مرتبتهما ورجعا الى أصلهما "
25 " جاء في القصص الدينية المسطورة في الكتب السماوية إن الله خلق حواء من ضلع آدم. وفيه على ما أظن , رمز لطيف إلى أن الرجل والمرأة يكونان مجموعا واحداً لا يتم إلا باتحادهما , ومن هذا المعنى أخذ الغربيون تسميتهم المرأة بنصف الرجل , وهو تعبير فصيح يدل دلالة واضحة على أن المرأة والرجل هما شقان لجسم واحد , مفتقر بعضه إلى بعض ليتم له الكمال بالإجماع . "
26 " والحق أن الانتقاب و التبرقع ليسا من المشروعات الإسلامية , لا للتعبد ولا للأدب بل هما من العادات القديمة السابقة على الإسلام والباقية بعده. ويدلنا على ذلك أن هذه العادة ليست معروفة في كثير في البلاد الإسلامية، وأنها لم تزل معروفة عند أغلب الأمم الشرقية التي لم تتدين بدين الإسلام. "
27 " و قد تغالينا نحن فى طلب التحجب و التحرج من ظهور النساء لأعين الرجال حتى صيرنا المرأة أداة من الادوات أو متاعا من المقتنيات , و حرمناها من كل المزايا العقلية و الأدبية التى أعدت لها بمقتضى الفطرة الإنسانية . و بين هذين الطرفين وسط سنبينه ـ و هو الحجاب الشرعى ـ و هو الذى ادعو اليه. "
― Qasim Amin
28 " قلما توجد حقيقة لا يختلط بها بعض الخطأ، وقلما يوجد خطأ لا يختلط به بعض الحقيقة، لذا يُجمل أن نسمع كل قول "
29 " اللذة الجسمانية المتحدة في النوع مهما تخالفت في الأفراد فهي دائما واحدة. فإن أفراد اللذة المتحدة في النوع تتشابه إلى حد تكاد لا تتميز إلا باختلاف الزمان والمكان مثلا. فما يحصل منها أولاً هو ما يحصل ثانياً وثالثاً ورابعاً وهكذا.ومن البدهي ان تكرار لذة بعينها مهما كانت سواء كانت لذة نظر أو لذة سمع أو لذة ذوق أو لذة لمس يفضى فى الغالب إلى فقد الرغبة فيها فيأتى زمن لا تنتبه الأعصاب لها لكثرة تعودها إياها .ـوالأمر بخلاف ذلك بالنسبة للذة المعنوية هذه اللذة فى طبيعتها يمكن تجددها فى كل آن. تأمل فى مسامرة صديقين تجد انها كنز سرور لا يفنى، متى تلاقيا يفرغ كل منهما روحه فى روح الآخر، فيسرى عقلهما من موضوع لموضوع، وينتقل من الجزئيات إلى الكليات، ويمر على الآلام والآمال والقبيح والحسن والناقص والكامل. كل عمل أو فكر أو حادث أو اختراع يكسب عقلهما غذاء جديداً ، ويفيد أنفسهما لذة جديدة. كل مظهر من مظاهر حياة أحدهما العقلية والوجدانية، وكل ما تحلت به نفسه من علم وأدب وذوق وعاطفة، تنعكس منه على نفس الآخر لذة جديدة، ويزيد فى رابطة الألفة بينهما عقدة جديدة "
30 " فقد تتغلب العادات على الدين نفسه فتفسده وتمسخه بحيث ينكره كل من عرفه "
31 " ولما ساد الجهل على عقولهم، وتراكمت ظلماته في أذهانهم لم يعد في استطاعتهم أن يفهموا حقيقة الدين، وشعروا أن ضعفهم لا يسمح لهم بأن يصعدوا إليه بعقولهم فأنزلوه من مكانه الرفيع ووضعوه مع جهلهم في مستوى واحد، ثم أخذوا يتصرفون فيه تصرف الغبي الأحمق. "
32 " أرى همم الناس موجهة إلى التعليم، ولا أرى أحدا يلتفت إلى تربية النفوس، وأرى ان الحرص على التعليم منحصر في تعليم الذكور، مع أن تهذيب الأخلاق مقدم على التعليم، وتعليم البنات مقدم على تعليم الذكور. "
33 " وليس من العار علينا أننا وُجِدنا في مثل هذه الحالة؛ لأن كل عصر لا يُسأَل إلاَّ عن عمله، وإنما العار أن نظنَّ في أنفسنا الكمال، وننكر نقائصنا، وندَّعي أن عوائدنا هي أحسن العوائد في كل زمان ومكان، وأن نعاند الحق وهو واحد لا يحتاج في تقريره إلى تصديق منا به، وكل ما نقوله أو نفعله لإنكاره لا يؤثِّر فيه بشيء، وإنما يؤثِّر فينا أثر الباطل في أهله، ويقوم حجابًا بيننا وبين إصلاح نفسنا؛ إذ لا يمكن لأمَّـة أن تقوم بإصلاح ما إلاَّ إذا شعرت شعورًا حقيقيًا بالحاجة إليه، ثمَّ بالوسائل الموصِّلة له. "
34 " تجرَّدت الجمعيات الإسلاميَّـة على اختلاف الأزمان والأماكن من النظامات السياسية التي تحدِّد حقوق الحاكم والمحكوم، وتخوِّل للمحكومين مطالبة الحاكمين بالوقوف عند الحدود المقرَّرة لهم بمقتضى الشريعة والنظام، بل أخذت حكوماتها الشكل الاستبدادي دائمًا؛ فكان لسلطانهم وأعوانه سلطة مطلقة، فحكموا كيف شاءوا بلا قيد ولا استشارة ولا مراقبة، وأداروا مصالح الرعيَّـة بدون أن يكون لها صوت فيها. "
35 " لأن الأوامر الإلهيَّـة يجب الإذعان لها بدون بحث ولا مناقشة، "
36 " ولا يُظنُّ أن هذا يختصُّ بذوي الأخلاق الفاسدة من الرجال والنساء؛ فقد تكون المرأة طيبة صالحة، والرجل شريف الإحساس ولكن العيشة بينهما خصام مستمر، ولا ذنب على أحدهما؛ بل الذنب على اختلافهما في التربيِّـة كما تقدَّم، ومنتهى هذه الحالة — إن استمرَّ الاقتران بينهما — أن يميت أحدهما حقَّه في سبيل راحة الآخر، أو يجرَّ كلاهما قيده الثقيل إلى آخر العمر، ولكن مهما كان حال الزوجين — وهما على ما ذكرنا من الوصف — فلا سبيل إلى ارتباطهما برابطة المحبَّـة إذا أُخِذَت بمعناها الخاص؛ ولا خسران في الدنيا يبلغ فقد لذَّة الحب بين الرجل والمرأة. "
37 " إذا أخذنا بنتًا وعلَّمناها كل ما يتعلَّمه الصبي في المدارس الابتدائية، وربَّيناها على أخلاق حميدة، ثمَّ قصرناها في البيت ومنعناها عن مخالطة الرجال فلا شكَّ أنها تنسى بالتدريج ما تعلَّمته وتتغيَّر أخلاقها على غير شعور منها، "
38 " ويرى المطَّلع على ما أكتبه أني لست ممَنْ يطمع في تحقيق آماله في وقت قريب؛ لأن تحويل النفوس إلى وجهة الكمال في شئونها مما لا يسهل تحقيقه، وإنما يظهر أثر العاملين فيه ببطء شديد في أثناء حركته الخفيَّة. وكل تغيير يحدث في أمَّـة من الأمم وتبدو ثمرته في أحوالها، فهو ليس بالأمر البسيط وإنما هو مركَّب من ضروب من التغيير كثيرة تحصل بالتدريج في نفس كلِّ واحد شيئًا فشيئًا ثمَّ تسري من الأفراد إلى مجموع الأمَّـة؛ فيظهر التغيير في حال ذلك المجموع نشأة أخرى للأمَّـة. "
39 " سبق الشرع الإسلامي كل شريعة سواه في تقرير مساواة المرأة للرجل؛ فأعلن حريتها واستقلالها يوم كانت في حضيض الانحطاط عند جميع الأمم، وخوَّلها كل حقوق الإنسان، واعتبر لها كفاءة شرعية لا تنقص عن كفاءة الرجل في جميع الأحوال المدنيَّـة من بيع وشراء وهبة ووصيَّة من غير أن يتوقَّف تصرُّفها على إذن أبيها أو زوجها، وهذه المزايا التي لم تصل إلى اكتسابها حتى الآن بعض النساء الغربيات كلها تشهد على أن من أصول الشريعة السمحاء احترام المرأة والتسوية بينها وبين الرجل، بل إن شريعتنا بالغت في الرفق بالمرأة؛ فوضعت عنها أحمال المعيشة، ولم تلزمها بالاشتراك في نفقة المنزل وتربية الأولاد خلافًا لبعض الشرائع الغربية التي سوَّّت بين الرجل والمرأة في الواجبات فقط، وميَّزت الرجل في الحقوق. "
40 " ولم أرِ إلاَّ مسألة واحدة ميَّز الشرع فيها الرجال على النساء وهي تعدُّد الزوجات؛ والسبب في ذلك واضح يتعلَّق بمسألة النسب التي لا يقوم للزواج حياة بدونها، وسيأتي الكلام عليها أيضًا فيما يلي، وبالجملة فليس في أحكام الديانة الإسلاميَّـة ولا فيما ترمي إليه من مقاصدها ما يمكن أن يُنسَب إليه انحطاط المرأة المسلمة، بل الأمر بالعكس فإنها أكسبتها مقامًا رفيعًا في الهيئة الاجتماعيَّـة. "