Home > Author > أمل دنقل
61 " قلت: فليكن العدلُ في الأرض؛ عين بعين وسن بسن.قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاه شاة؟ولا تضع السيف في عنق اثنين: طفل.. وشيخ مسن.ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم، يشعل فيالمدن النارَ، يغرسُ خنجرهُ في بطون الحواملِ،يلقى أصابع أطفاله علفا للخيول، يقص الشفاهوروداً تزين مائدة النصر.. وهى تئن.أصبح العدل موتاً، وميزانه البندقية، أبناؤهُصلبوا في الميادين، أو شنقوا في زوايا المدن.قلت: فليكن العدل في الأرض.. لكنه لم يكن.أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان -الكفن! "
― أمل دنقل , أمل دنقل: الأعمال الكاملة
62 " من ذا يقول الصدقكي نرهف الأسماع ؟فضجة المذياعتخفت صوت الحق! "
― أمل دنقل , البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
63 " كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟وكيف تصير المليكَ..على أوجهِ البهجة المستعارة؟كيف تنظر في يد من صافحوك..فلا تبصر الدم..في كل كف؟إن سهمًا أتاني من الخلف..سوف يجيئك من ألف خلف "
― أمل دنقل , لا تصالح
64 " استريحي ليس للدور بقية انتهت كل فصول المسرحيةفامسحي زيف المساحيقولا ترتدي تلك المسوح المريميةواكشفي البسمة عما تحتهامن حنين .. واشتهاء .. وخطيةكنت يوماً فتنه قدستهاكنت يوماًظمأ القلب .. وريه "
― أمل دنقل , مقتل القمر
65 " ارفع سيفك في وجه المحتل .. لا تُرغم شعبك أن يدفع ثمن الذل "
― أمل دنقل
66 " قالت : تعال إليّواصعد ذلك الدرج الصغيرقلت : القيود تشدّنيو الخطو مضنى لا يسيرمهما بلغت فلست أبلغ ما بلغتوقد أخوردرج صغيرغير أنّ طريقه .. بلا مصيرفدعي مكاني للأسىوامضي إلى غدك الأميرفالعمر أقصر من طموحيو الأسى قتل الغدا "
67 " جائع يا قلبي المعروض في سوق الرياءجائع.. حتى العياءما الذي آكله إذنكى لاأموت "
68 " سنة تمضي , و أخرى سوف تأتي..... فمتى يقبل موتي قبل أن أصبح -مثل الصقر- صقرا مستباحا!؟ "
69 " مصر لا تبدأ من مصر القريبةإنها تبدأ من أحجار (طِيبة) إنها تبدأ منذ انطبعت قدمُ الماءِ على الأرض الجديبة ثوبها الأخضر لا يبلى إذا خلعته... رفت الشمس ثقوبهإنها ليست عصوراً فهي الكل فيالواحد، في الذات الرحيبة أرضها لا تعرف الموت فماالموت إلا عودةٌ أخرى قريبةتعبر القطرة في النيل فمِنحولها الرقص وأعياد الخصوبةفإذا البحر طواها نفرتواسترد الماءُ في الوادي دُروبهوأعاد الماء للنيل هُروبَه واسترد الماء في مصر العذوبة فسقى النيل بهِ ـ ثانيةً ـظمأ البحر إذا ما مدَ كُوبَه هكذا شعبكِ يا مصر له دورة الماء ونجواه الرطيبة مات فيه الموت يوما فابتنى هَرَما للموت يستجلي غيوبه أبداً يبني ويأتي غيره ناشراً فيه أساه وحروبه فإذا راح ابتنى ثم ابتنى فانثنى الغازي إليه بالعقوبة!وكأن الذُلَ في الشعب ضريبة وابتسام الصبر قد صار ذنوبه وكأن الدمَ نِيلٌ آخرٌ تستقي منه الرمال المستطيبة كل أبنائكِ يا مصر مَضواشهداء الغدِ في نُبْلٍ وطيبة الذي لم يقضِ في الحرب قضى وهو يُعطي الفأس والغرسَ وجِيبهوالذي لم يقضِ في الفأس قضى حاملاً أحجار أسوان الرهيبة اسمعي في الليل أناتِ الأسى اسمعي حزن المواويل الكئيبةإنها أسماء من ماتوا ولم يبرحوا القلب فقد صاروا نُدوبه سيعودون فلا تبكي فما يرتضي المحبوب أن تبكي الحبيبةأتُرى تبكين من مات .. لكي تستعيدي راية الفكر السليبةوالذي مات لكي ينفث في كل قلبٍ ناشئٍ حرف العروبة ولكي يحتضن الطفل حقيبةولكي تقتات بالعلم الشبيبة ولكي يهوي حجاب الخوف عن روح ربات الحجال المستريبة ولكي يُرفع سيف العدل في وجه أبناء المماليك الغريبة والذي لولاه ما مرت لنا ـ في عبور النار للحرب ـ كتيبةأتُرى تبكين يا مصر؟ أنا لستُ أبكيه وإن كنتُ ربيبه شرف الأبناء أن يمضي أبٌبعد أن قدم للمجد نصيبه شرفٌ للأب أن يمضي فلا تعتري أبناءَه الروح الزغيبة إنما يبكي ضعاف الناس إن عجزوا أن يدركوا حجم المصيبة "
70 " لماذا يُتابِعُني أينما سِرتُ صوتُ الكَمانْ?أسافرُ في القَاطراتِ العتيقه,(كي أتحدَّث للغُرباء المُسِنِّينَ)أرفعُ صوتي ليطغي على ضجَّةِ العَجلاتِوأغفو على نَبَضاتِ القِطارِ الحديديَّةِ القلبِ(تهدُرُ مثل الطَّواحين)لكنَّها بغتةً..تَتباعدُ شيئاً فشيئا..ويصحو نِداءُ الكَمان!***أسيرُ مع الناسِ, في المَهرجانات:أُُصغى لبوقِ الجُنودِ النُّحاسيّ..يملأُُ حَلقي غُبارُ النَّشيدِ الحماسيّ..لكنّني فَجأةً.. لا أرى!تَتَلاشى الصُفوفُ أمامي!وينسرِبُ الصَّوتُ مُبْتعِدا..ورويداً..رويداً يعودُ الى القلبِ صوتُ الكَمانْ!***لماذا إذا ما تهيَّأت للنوم.. يأتي الكَمان?..فأصغي له.. آتياً من مَكانٍ بعيد..فتصمتُ: هَمْهمةُ الريحُ خلفَ الشَّبابيكِ,نبضُ الوِسادةِ في أُذنُي,تَتراجعُ دقاتُ قَلْبي,..وأرحلُ.. في مُدنٍ لم أزُرها!شوارعُها: فِضّةٌ!وبناياتُها: من خُيوطِ الأَشعَّةِ..ألْقى التي واعَدَتْني على ضَفَّةِ النهرِ.. واقفةً!وعلى كَتفيها يحطُّ اليمامُ الغريبُومن راحتيها يغطُّ الحنانْ!أُحبُّكِ,صارَ الكمانُ.. كعوبَ بنادقْ!وصارَ يمامُ الحدائقْ.قنابلَ تَسقطُ في كلِّ آنْوغَابَ الكَمانْ! "
71 " زهور وسلالٌ منَ الورِد ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقه وعلى كلِّ باقةٍ اسمُ حامِلِها في بِطاقه ***تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً - َلحظةَ القَطْف, َلحظةَ القَصْف, لحظة إعدامها في الخميلهْ! تَتَحدثُ لي.. أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين, حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ تَتَحدثُ لي.. كيف جاءتْ إليّ.. (وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ) كي تَتَمني ليَ العُمرَ! وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!! ***كلُّ باقهْ.. بينَ إغماءة وإفاقهْ تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ... اسمَ قاتِلها في بطاقهْ! "
― أمل دنقل , أوراق الغرفة 8
72 " آه من في غد سوف يرفع هامته؟ غير من طأطأوا حين أزَّ الرصاص؟-ومن سوف يخطب - في ساحة الشهداء سوى الجبناء؟ ومن سوف يغوى الأرامل؟ إلا الذي سيؤول إليه خراج المدينة!!؟ "
73 " أعطني القدرة حتى ابتسم..عندما ينغرس الخنجرُ في صدر المَرَحْويدب الموت، كالقنفذ، في ظل الجِدارحاملاً مبخرة الرعب لأحداق الصغار.أعطني القدرة... حتى لا أموت.منهكٌ قلبي من الطرق على كل البيوتعلّني في أعين الموتى أرى ظلَّ ندم!فأرى الصمت.. كعصفورٍ صغيرينقر العينين والقلبَ، ويعوى..في ثنايا كل فم! "
74 " إن البياضَ الوحيدَ الذي نرتجيهالبياضَ الوحيدَ الذي نتوحدُ فيهْ: بياضُ الكفن! "
75 " لا تحلموا بعالم سعيدفخلف كل قيصر يموت : قيصر جديد !وخلف كل ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..ودمعة سدى ! "
76 " وكــأن الــذُّل فــي الشَّعــب ضريـبــةوإبتســام الصَّبــر قــد صــار ذنوبـــه "
77 " مصفوفٌة حقائبي على رفوف الذاكرة.والسفر الطويل ..يبدأ دون أن تسير القاطرة!رسائلي للشمس ..تعود دون أن تمسّ!رسائلي للأرض ..تُرد دون أن تُفضّ!يميل ظلي في الغروب دون أن أميل!وها أنا في مقعدي القانط.وريقًة .. وريقًة .. يسقط عمري من نتيجة الحائطوالوَرَقُ الساقطيطفو على بحيرة الذكرى، فتلتوي دوائراوتختفي .. دائرٌة .. فدائرة! "
78 " مازلت أنت.....أنت تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت لكن أنا ، أنا هنـــــــا: بلا (( أنا )) "
79 " والذي اغتالني: ليس ربًا..ليقتلني بمشيئتهليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينتهليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة "
80 " لا تصالحْفليس سوى أن تريدْأنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْوسواك.. المسوخْ! "