Home > Author > Ágota Kristóf

Ágota Kristóf QUOTES

40 " الغني جالس إلى طاولته يدخّن، يدخلُ الفقير :
- لقد فرغت من قطع خشبك يا سيّدي
-حسناً، التمرين مفيد جداً، تبدو صحتّك جيّدة، و خدودك محمرّة
- يدايّ متجمّدتان سيّدي
- اقترب! دعني أرى! هذا مُقرِف! يداك مليئتان بالتشقّقات و الدمامل.
-أنها قروح سبّبها البّرد يا سيّدي
- أنتم معشر الفقراء تصابون دوماً بأمراض مقزّزة، إنّكم قذرون و هذه هي مشكلتكم. خذ هذا أجر عملك
يرمي بعلبة سجائر إلى الفقير الذي يتلقّفها و يشغل واحدة و يشرع في تدخّينها. بيد أنّه لم تكن ثمّة منفضة قرب الباب حيثُ هو، و لم يجرؤ على الاقتراب من الطاولة. لهذه أخد ينفض رماد سيجارته في راحة يده. يتظاهر الغني الذي يرغب في رحيل الفقير، بأنّه لم يلاحظ حاجة الرّجل لمنفضة. بيد أنّ الفقير لا يرغب في أن يبرح المكان لفرط جوعه.
يقول : رائحة منزلك زكيّة يا سيّدي.
- هي رائحة النظافة
- هي أيضًا رائحة الحساء الساخن، لم أتناول بعد شيئًا اليومَ.
- كان عليك أن تفعل. أمّا أنا فسأذهب للعشاء في المطعم، لأنّي منحت الطبّاخ إجازة.
ينفخ الفقير :
- و مع ذلك، تفوح رائحة الحساء الساخن اللّذيذ

يصرخ الغني:
- لا يمكن أن تفوح رائحة الحساء في بيتي؛ لا أحد يعدّ الحساء هنا؛ لابدّ أن الرائحة آتية من بيت الجيران، أو أنّ رائحة الحساء تفوح من مخيّلتك! أنتم معشر الفقراء لا تفكّرون إلاّ بمعداتكم، و لهذا السبب لا تملكون نقوداً أبداً، تنفقون كل ما تكسبونه على الحساء و النقانق. أنتم خنازير، هي ذي حقيقتكم، و الآن، ها أنت ذا توّسخ أرضيتي برماد سيجارتك! أخرج من هنا و لا تُرني وجهك بعد الآن.
يفتح الغني الباب، و يركل الفقير الذي ينبطح على الرصيف
يقفل الغني الباب، و يجلس أمام صحن الحساء، ثم يشبكُ يديه و يقول :
-شكراً سيّدي المسيح، على كل هذه الخيرات التي تعطينا. "

Ágota Kristóf , الدفتر الكبير