Home > Author > ناصر الظفيري
21 " السكوت المخيف له صدى في مكان ما في سفح جبل "
― ناصر الظفيري , أبيض يتوحش
22 " رواية غادرتْهُ منذ زمن طويل، ولم يعد يتذكّرها إلّا في يقظته حين يلتقي رفاقه في المقهى الشمالي كل ليلة. يستمع لأشعارهم على رقع الجِلد الآدمية. يتذاكرون، عن عمدٍ، قصصهم، كي لا تشغل منامهم "
23 " غرف المستشفيات تتشابه كنهايات للبشر. لكن أين؟ ومتى؟ ذلك ما لا نعرفه "
24 " أيها الصامتُ أبدًا. أعرف بماذا تفكّر الآن هناك، وأعرف كيف تغتالك المدن، ولكنّني لا أعرفُ كيف أنتابك؟ "
25 " تخيّل أنّ حربًا تدور في الخارج. حربًا يدركُ سكونها، حين تلوذ الناس بالحياة "
26 " توقّع أن يفجّر السكون صوتٌ ما. صوتٌ يتلو المعركة الأولى التي سقط فيها جريحًا مصابًا في ساقه. نقله رفاقه إلى هنا، وسيعودون ثانية، لينقلوه إلى مكانٍ أمين. أخرجوه من سرداب باردٍ مليء بجثث ترتجف من الخوف "
27 " الأيّام تمرُّ هنا كالنهايات، بسيطة، ساذجة. ممرِّضة في أول الصباح، طبيبٌ في نهايته. وجباتٌ خفيفة، أقراص بيضاء وحمراء مستديرة، حقنة شفّافة. حقنة كي ينام وهو يدرك، إذا لم تأتِ النهاية الكبرى، فستتكرَّر هذه النهايات الصغيرة "
28 " رأيتُ الفجرَ يموت. هل رأيتَ في حياتِكَ فجرًا يموت؟! "
29 " سقط شهيدٌ لجارتنا. توقّعتُ أن تبكي عليه، أن تتوسّل العساكر العرب أن يُبقوه لها، أن تمزّق ثيابها. كانت تزغرد في الشارع، وتشير إلى الانتفاخ المستدير في بطنها. تصرخُ: هنا ثأره، هنا ثأره. وانزوَتْ في مكانٍ بعيد حتى يأتيها المخاض "
30 " يناير ...والسماء تشتعل بهدير الطائرات، والجنود يعدّلون أوضاعهم، وأطفال يتعلمون صنع الكمّامات المنزلية. فحم ... ماء ...خرقة بيضاء قد تنقذ حياتك. غرفة مغلقة النوافذ، عليها أشرطة، ويمكن الاستغناء عن النوافذ، بل من الأفضل الاستغناء عنها "
31 " كانت بلادي دافئة كقلوب أهلها. يعرفها البحر والجيران. لم تخُن، لكنّها سقطت مطعونةً في أحضان جيرانها "
32 " مَن لم يمُت في الحال، يمتلكُ أنفاسًا تقاوِم "
33 " تعبتُ، وأنا أحرسهم في أحلامي كل ليلة، وأحرس الأحياء في نهاري. أحدهم سيفتك بي. من مكانٍ ما سيأتي الموت، سيأتي الموت من الموتى، كما يأتي من الأحياء. ساعتها سأبقى وحدي هنا. سيخروجون وأبقى. وأنت لابد أن تموت معهم، كما يموت الجميع. كل مَن يريد موتي لابد أن يموت "
34 " أتساءل: ماذا على الصغار أن يفعلوا حين تندلع الحرب؟ وأنامُ وعقلي مفعَمٌ بالسؤال "