Home > Author > Alphonse Karr
61 " - لا تعتب علي يا صديقي إن قلت لك إن لي في الحياة رأيا غير رأيك وغير ما يراه الناس جميعا..إنني لا أعرف سعادة في الحياة غير سعادة النفس ، ولا أفهم من المال إلا أنه وسيلة من وسائل تلك السعادة، فإن تمت بدونه فلا حاجة إليه، وإن جاءت بقليله فلا حاجة إلى كثيره..ماذا ينفعني من المال وماذا يغني عني يوم أقلب طرفي حولي فلا أرى بجانبي ذلك الإنسان الذي أحبه وأوثره، وأرى في مكانه إنسانا آخر لا شأن لي معه ولا صلة لقلبي بقلبه، فكأنني وأنا خال به خال بنفسي منقطع عن العالم وما فيه. "
― Alphonse Karr , ماجدولين
62 " ولا تلتئم النفس المادية بالنفس الروحية بحال من الأحوال ، ولا تأنس بها ، ولا تجد لذة العيش معها ؛ وليس الذي يفرق بين الصاحبين أو الزوجين أو العشيرين تفاوت ما بينهما في الذكاء ، أو العلم أو الخلق أو الجمال أو المال ؛ فكثيرا ما تصادق المختلفون في هذه الصفات، وتخادنوا وَصَفَتْ كأس المودة بينهم ؛ وإنما الذي يفرق بينهما اختلاف شأن نفسيهما ، وذهاب كل منهما في منازعه ومشاربه ورغباته وآماله وتصوراته وآرائه غير مذهب صاحبه، وأن يكون أحدهما مادياً ضاحكاً للحياة سعيداً بضحكه …. والآخر روحياً باكياً سعيداً ببكائه,,! "
63 " أنت شاعر يا مولاي ، وقلب الشاعر مرآة تتراءى فيها صور الكائنات صغيرها وكبيرها ، ودقيقها وجليلها ، فإن أعوزتك السعادة ففتش عنها في أعمق قلبك ، فقلبك الصورة الصغرى للعالم الأكبر وما فيه .السماء جميلة ، والشاعر هو الذي يستطيع أن يدرك سر جمالها ، ويخترق بنظراته أديمها الأزرق الصافي فيرى في ذلك العالم العلوي النائي ما لا تراه عين ، ولا يمتد إليه نظر .والبحر عظيم ، والشاعر هو الذي يشعر بعظمته وجلاله ، ويرى في صفحته الرجراجة المترجحة صور الأمم التي طواها ، والمدن التي محاها ، والدول التي أبادها ، وهو باقٍ على صورته لا يتغير ولا يتبدل ، ولا يبلى على العصور والأيام .والليل موحش ، والشاعر هو الذي يسمع في سكونه وهدوئه أنين الباكين ، وزفرات المتألمين ، وأصوات الدعاء المتصاعدة إلى آفاق السماء ، ويرى صور الأحلام الطائفة بمضاجع النائمين ، وخيالات السعادة والشقاء الهائمة في رءوس المجدودين والحدودين . "
64 " إنّا لا نخافُ الانتحار إلا لأنّا نحب الحياة، ولا نحبُّها على ما هي حافلةٌ به من الكوارث والمِحَنْ إلا لأنّنا جُهلاء أغبياء، نطمع في غير مطمع ونرجو ما لا يمكن أن يكون، فمثلنا في ذلك كمثل لاعب القمار يزداد طمعاً في الربح كلما زاد خسارة، فلا يزالُ يخسر ولا يزال يطمع، حتى تصفر يده من كل شيء.مجدولين "
65 " فأي مقدور من المقدورات تضيق به قوة الله وحكمته، وأي عقل من العقول الإنسانية يستطيع أن يبدع في تصوراته وتخيلاته الذهنية فوق ما تبدع يد القدرة في مصنوعاتها وآثارها، وهل الصور والخيالات التي تمتلئ بها أذهاننا وتموج بها عقولنا إلا رسوم ضئيلة لحقائق هذا الكون وبدائعه، ولو أن سامعا سمع وصف منظر الشمس عند طلوعها، أو مهبط الليل عند نزوله، أو جمال غابة من الغابات، أو شموخ جبل من الأجبال، ثم رأى بعد ذلك عيانا، ما كان يراه تصورا وخيالا، لعلم أن جمال الكائنات فوق جمال التصورات، وحقائق الموجودات فوق هواتف الخيلات، لذلك أعتقد أني ما تخيلت هذه السعادة التي أقدرها لنفسي إلا لأنها كائن من الكائنات الموجودة و أنها آتية لا ريب فيها. "
66 " أحمدك اللهم فقد ظفرت بالحياة التي كنت أقدِّرها لنفسي، ووجدت المرأة التي كنت أصورها في مخيِّلتي، وما المرأة إلا الأفق الذي تشرق منه شمس السعادة على هذا الكون فتنير ظلمته، والبريد الذي يحمل على يده نعمة الخالق إلى المخلوق، والهواء المتردد الذي يهب الإنسان حياته وقوّته، والمعراج الذي تعرج عليه النفوس من الملأ الأدنى إلى الملأ الأعلى، والرسول الإلهي الذي يطالع المؤمن في وجهه جمال الله وجلاله، ففي وجه هذه الفتاة التي عثرت بها اليوم قد عثرت بحياتي وسعادتي، ويقيني وإيماني. "
67 " إنكم تأبون يا أهل المدن إلا أن تشتروا سعادة الحياة بدمائكم وأرواحكم ، والسعادة حاضرة بين أيديكم لا ثمن لها ولا قيمة ، ولكنكم تجهلونها وتعرضون عنها وتظنون ألا وجود لها إلا في أحضان النساء ، وبين أستارهن وأرائكهن ، فتبذلون في سبيلها من دموعكم وآلامكم ما لا قبل لكم باحتماله ، فلا تلبثون أن تذبل حياتكم ، وتضوى أجسامكم ، وتنطفيء جذوة نفوسكم قبل أوانها ، فتموتوا أضيع ميتة وأخسرها ، لا أملاً أفدتم ، ولا حياةً حفظتم . "
68 " فليس يكفيني منكِ أن تهبيني قلبك وتؤثريني بمحبتك، بل لا بد لك من أن تذودي عنك قلوب الرجال وأفئدتهم فلا تجعلي لها سبيلا إلى الافتتان بك، أو الاهتمام بشأنك، لا بالبشاشة والوداعة ولا بالتزين والتحلي، ولا بالتجمل والتأنق. واعلمي أن المرأة لا تخلص للرجل الذي تحبه الإخلاص كله حتى تؤثره بجميع مزاياها وصفاتها، فلا تحفل برأي أحد فيها غير رأيه، ولا تنزل منزلة الرضا في قلب غير قلبه، ولا تأذن لكائن من كان أن يقول لها في وجهها، أو بينه وبين نفسه، أو في رؤياه وأحلامه، إنها جميلة وفاتنة، أو ما أظرفها وأبدعها ! .. حتى توافيه يوم توافيه طاهرة نقية كاللؤلؤة المكنونة التي يلتقطها ملتقطها من صدفتها. "
69 " أنت اليوم حبيبي, و غدًا تكون زوجي, و كل ما صنعتهُ أني توسلت إلي حبيبي أن يزفني طاهرة نقية إلي زوجي "
70 " أما أنا فأرى غير ما يراه و ماذا علي إن بدا لي غير ما بدا له ، فالعلم ليس وقفاٌ على المؤلفين و المدونين و إنما قرع الحجة بالحـجة و دفع الرأي بالرأي "