Home > Author > Alphonse Karr
41 " وما قواعد الشعر والموسيقى والرسم والتصوير إلا حدودٌ يتقي بها المقلدون المحتذون الوقوع في الخطأ الفني، أما الملهمون فما أغناهم برقة وجدانهم ولطف حسهم وصفاء نفوسهم وسلامة طباعهم عن التمثل والاحتذاء. "
― Alphonse Karr , ماجدولين
42 " لِمَ لَمْ تعفُ عني يا «استيفن» وقد عاقبني الدهر بذنبك عقابًا أليمًا، وأخذَ لَكَ مني فوق ما تستطيع أن تأخذ لنفسك بنفسك؟ فسلبني الثروة التي فتنتني عنك، والزوج الذي مَالَأْتُه على الغدر بك، والهناء الذي زعمت أني أجده في جوارٍ غير جوارك، وأحال تلك الشرارة من الحب التي كانت تلمع في قلبي فتضيء ظلمته إلى نارٍ آكلةٍ تحرقه وتضطرم في أنحائه، وتتغلغل في أعماقه وأطوائه، ولم يترك فيَّ موضعًا واحدًا يسع عقوبتك وانتقامك. "
43 " لِمَ لَمْ تعفُ عني يا «استيفن»؟ ووالله ما أحببت أحدًا في الحياة غيرك، ولا سكنت نفسي إلى عشرة إنسان سواك، ولم يستطع الرجل الذي نقمت مني بسبب زواجي منه، وحاسبتني عليه حسابًا شديدًا أن ينتقص ذرةً واحدة من ذلك الحب الذي أضمرته لك في قلبي مذ عرفتك، فلو أنك أغضيت عن هفوتي وأذنت لحِلمك أن يسَعَ جهلي لوجدْتَ بين يديك فتاةً عذراء بقلبها وعواطفها، لم تمسسها يد، ولا عبث لفؤادها عابثٌ، ولا فرق بينها وبين تلك الفتاة القروية الساذجة التي أحببتها في «ولفاخ» حبًّا جمًّا، وعاهدتها على المحبة والولاء. "
44 " وما الرجال كما يقولون إلا أنصافٌ ماثلةٌ تطلب أنصافها الأخرى بين مخادع النساء، فلا يزال الرجل يشعر في نفسه بذلك النقص الذي كان يشعر به آدم قبل أن تتغير صورة ضلعه الأيسر حتى يعثر بالمرأة التي خُلقت له فيقر قراره، ويلقي عصاه. "
45 " سواء لَدي أَقَرَأْتِ كتابي هذا أم مزقته، خِلْوٌ من كل شيء يهمك العلم به أو النظر إليه. "
46 " لا يستطيع الغني أن يكون صديقًا للفقير؛ لأنه يحتقره ويزدريه، فلا يرى فيه فضيلةً يصادقه عليها، أو يصطنعه من أجلها، ولأنه يشعر من نفسه باقتداره على احتمال أعباء الحياة وحده دون أن يعينه عليها معينٌ من الفقراء أو الأغنياء، أما صديق الفقير فهو الفقير الذي يصغي لشكاته إذا بثها إليه، ويفهم معناها إذا سمعها منه، ويعزيه عنها إذا فهمها عنه، ويجعل له من صدره متكأ لينًا يلقي رأسه عليه، وهو تعبٌ مكدود، فيجد فيه برد الراحة والسكون. "
47 " سواء لَدي أَقَرَأْتِ كتابي هذا أم مزقته، "
48 " ولو أن لامرئ أن يعبد من يسدي إليه أفضل النعم وأسبغها، وأجمعها لكل خير وبر، لوجدتني يا ماجدولين ساجدًا بين يديك في كل مطلع شمسٍ سجود العبد الشاكر للإله المنعم. "
49 " فإن أنت أحببتني فقد أحببت فتى مجردًا من مزايا الفتيان لا يستطيع أن يمت إليك بمثل ما تمتين به إليه، ولا أن ينيلك من السعادة ما أنلته منها، فإن كنت ترين أن الإخلاص في الحب والوفاء بالعهد وهبة النفس هبة خالصة بلا ندم ولا أسف مزية أستحق لها محبتك فها أنا ذا أقدمها بين يديك، فتقبليها مني وقولي إنك سعيدة بي، كما أنا سعيد بك. "
50 " فهذا كل ما تستطيع أن تملأ به صفحات كتابها فتاةٌ تعيش في قريتها الصغيرة عيشًا متشابه الصور والألوان، لا فرق بين ليله ونهاره، وصبحه ومسائه، لا تطلع الشمس فيه على مرأًى جديدٍ، ولا تغرب عن منظر غريب. "
51 " وأعجب ما أعجب له من أمر نفسي أنني أبكي على غير شيء، وأحزن لغير سبب، وأجد بين جنبي من الهموم والأشجان ما لا أعرف سبيله ولا مأتاه، حتى يُخيل إليَّ أن عارضًا من عوارض الجنون قد خالط عقلي، فيشتد خوفي واضطرابي. "
52 " فتجد في سعادة الماضي وذكراه بعض العزاء عن شقاء الحاضر، "
53 " كن كما تشاء، وعش كما تريد، فستنقضي أيام شبابك وستنقضي بانقضائها أمانيك وأحلامك، وهنالك تنزل من سمائك التي تطير فيها إلى أرضي التي أسكنها، فنتعارف بعد التناكر، ونتواصل بعد التقاطع، ونلتقي كما كنا. "
54 " ورفع وجهه إلى السماء وأنشأ يقول: رحمتك اللهم وإحسانك، فأنت تعلم أني رجلٌ ضعيفٌ لا ناصر لي ولا معين، فكن أنت ناصري ومعيني، اللهم إني أعترف بأني أذنبت إليك في اغتراري بنفسي، واعتدادي بحولي وقوتي، وأني أغفلت قضاءك وقدرك، وما تجريه على عبادك من أحكام السعادة والشقاء، والسلب والعطاء، فقدرت لنفسي من سعادة المستقبل وهنائه ما لا أملكه ولا سبيل لي إليه إلا بمعونتك وقوتك، فاغفر لي ذنبي، وخذ بيدي في نكبتي، فقد أصبحت أعجز الناس عن الصبر والاحتمال. "
55 " والهفوة التي يهفوها الرجال والنساء جميعا في مسألة الزواج أنهم يتساءلون عن كلِّ شيءٍ من جمالٍ أو مالٍ، أو خُلُقٍ أو ذكاءٍ أو علمٍ أو عفةٍ أو أدب، ويغفلون النظر في ملاك روح هذه الأشياء جميعها، وهي الوحدة النفسية للزوجين، فالنفس نفسان: "مادية" تقف عند مظاهر الحياة ومراثيها، و "روحية" تتغلغل في أعماقها وأطوائها.أصحاب النفس الأولى: هم المتبلدون الذين يدورون في الحياة حول محور أنفسهم، وإذا أُعجبوا بشي من المناظر أعجبوا من حيث قيمته ومنفعته لا من حيث بهائه ورونقه.أما أصحاب النفس الثانية: هم أصحاب الملكات الشعرية الذين صفت أنفسهم، فأصبحت كالمرائي المجلوة فيتراءى فيها العالم بما فيه من خير أو شر، يفرحون لخيره، ويحزنون لشره.- رواية مجدولين (بتصرّف) "
56 " إنك ما بعدت عني، إلا لتقترب مني "
57 " لا تخضع النفس العالية للحوادث ولا تذل لها مهما كان شأنها، ولا تلين صدعتها أمام النكبات والأرزاء مهما عظم خطبها، وجل أمرها، بل يزيدها مرّ الحوادث وعضّ النوائب قوة ومراساً، وشدة ومراناً، وربما لذ لها هذا النضال الذي يقوم بينها وبين حوادث الدهر وأرزائه، وكأنما يأبى لها كبرياؤها وترفعها أن يوافيها حظها من العيش سهلاً سائغاً لا مشقة فيه ولا عناء، فهي تحارب وتجالد في سبيله، وتغالب الأيام عليه مغالبة حتى تناله من يدها قوة واغتصاباً، فمثلها بين النفوس كمثل الليث بين السباع لا تمتد عينه إلى فريسة غيره، ولا يهنأ له الطعام غير الذي تجمعه أنيابه ومخالبه "
58 " إنني شقيٌ مذ ولدت يا إدوار .. فأنا أحب الأشقياء وأعطف عليهم ؛ لأنني واحدٌ منهم ، ولا صداقة في الدنيا أمتن ولا أوثق من صداقة الفقر والفاقة ، ولا رابطة تجمع بين القلبين المختلفين مثل رابطة البؤس والشقاء ، فلو أنني خيرت بين صحبة رجلين أحدهما فقير يضم فاقته إلى فاقتي فيضاعفها ، وثانيهما غنيُ يمد يده لمعونتي فيرفه عني ما أنا فيه من شدة وبلاء ، لآثرت أولهما على ثانيهما ؛ لأن الفقير يتخذني صديقاً ، والغني يتخذني عبداً .. وأنا إلى الحرية أحوج مني إلى المال . "
59 " اعلمي أن الذي خلق الشمس و أودعها النور، والزهور وأودعها العطر، والجسم وأودعه الروح، قد خلق القلب وأودعه الحب "
60 " لا تصدّقي يا مجدولين أن في الدنيا سعادة غير سعادة الحب فإن صدَّقتِ فويلٌ لكِ منكِ، فإنكِ قد حكمتي على قلبكِ بالموت "