Home > Work > ضياع ديني: صرخة المسلمين في الغرب
1 " عندما اعتنقت الإسلام منذ أكثر من إحدى وعشرين سنة، بدا لي أنه مامن مسلم التقيته إلا وكان تواقاً ليتحدث إلى حول خصوصيات ذات حساسية يعدّها جزءاً لا يتجزأ من العقيدة والدين. كنت أرتاب في كثير مما يقال لي، ولكني حينذاك لم أكن أمتلك الوسيلة التي أتأكد بموجبها من صحة ما يقال.قيل لي في مناسبات عديدة: إن علي أن أرتدي ملابس شرق أوسطية، وألا أسمع موسيقا، وأن أردد الدعاء والابتهالات كلها بالعربية، وألا أصفّر، وأن آكل بيدي ولا أستخدم أدوات الطعام، وألاّ يكون عندي تلفاز، وألا أرتدي ربطة عنق، وأن أعمل على إسقاط الحكومة الأمريكية عندما تتاح الفرصة، وأن المرأة لا تستطيع مغادرة بيتها إلا بإذن زوجها، ولا تصوّت في الانتخابات، ولا يجوز لها العمل خارج البيت، وأنها لا ينبغي أن تحصل على إجازة قيادة سيارة، وأن الديمقراطية حرام، وأن عليّ تغيير اسمي إلى اسم عربي، وأن استهداف المدنين مسموح به في الجهاد، وأن ارتكاب المرأة للزنى هو أسوأ من ارتكاب الرجل له. وكثير مما يجب أن أفعله وما يجب ألا أفعله تدعمه ببراهين واهية غير مقنعة. ولو لم أكن أخذت ديني عن القرآن، ولو اعتبرت مثل هذه الادعاءات تعبر عن الإسلام حقيقة، لكنت قد تركت الدين بالتأكيد. "
― Jeffrey Lang , ضياع ديني: صرخة المسلمين في الغرب
2 " المسلمون اليوم مصعوقون بسبب حالة الأمة، ومتأكدون من إخفاقهم في الالتزام بجانب مركزي من جوانب الوحي، ومن ثم يعللون ضعفهم وتخلفهم عن بقية العالم. كيف وقع شعب قاد العالم ذات يوم في ميادين العلم والتكنولوجيا والقوة العسكرية، وكان أمينا على الوحي الإلهي الأخير، في مثل هذه الحالة المذلة؟ من التعليلات النموذجية هي أن كثيراً من المسلمين مهملون لواجباتهم الدينية وشعائرهم، أو أنهم لم ينجحوا في تطبيق الشريعة الإسلامية، أو أنهم ضالون عن جادة السنة النبوية، أو أنهم محكومون من دكتاتوريين طغاة. أنا لا أستبعد هذه الاحتمالات، ولكني أعتقد أن صميم المشكلة هو رفض إعادة تقويم التراث الهائل من العلم والعادات التي وصلت إلينا من أسلافنا، تقويماً نقديا. أشعر أن المسلمين قد شلّوا أنفسهم فكريا بجعل الكم الهائل من الفكر الذي ورثوه نوعاً من المعلبات الفكرية (المحفوظات الفكرية)، حرَماً مقدسّاً حُجبت فيه الحقائق المزعجة ولا يجوز الاقتراب منه، وأشعر أن الأزمة الكبرى التي تحل بالمسلمين اليوم هي أزمة فكر، أزمة رفض التفكير النقدي فيما يطلبه الإسلام حقا. "
3 " تبينت أن المؤلف قد أدخل إلى النص عددا من المقاطع يعلم أنها ستثير أسئلة وردود فعل معينة لدى القارئ، ومن ثم يجيب على ردود فعله المتوقعة سلفا في مقاطع تالية. إن مقدرة القرآن هذه في إشغال القارئ بحديث ذهني وروحي -أو كما قال فريدريك دِنِي "قدرته على قراءة القارئ"- تمنحه طاقة نفسية هائلة، وهذا، على ما أعتقد، هو سبب حماس المسلمين الديني المعروف. أحسست أنه لا بد أن يكون المؤلف ذا بصيرة نافذة في الطبيعة البشرية، خصوصاً وأن مقدرة القرآن المتأصلة فيه مازالت -من وجهة نظري وبفضل خبرتي- قوية جدا بعد أربعة عشر قرناً من ظهوره أول مرّة. "
4 " من الممتع أن أذكر أني زرت في أواخر ثمانينات القرن العشرين و أوائل تسعيناته مسجد النبي و المسجد الحرام في مكة عدة مرات, و كانت الأسر هناك تجلس معاً و بصورة مختلطة إلى أن ينادى للصلاة فتنفصل النساء عن الرجال لأداء الصلاة في قسمهن. هذه هي العادة الموطدة في أقدس مكانين للعبادة في الإسلام منذ فجره. "
5 " يحظى معتنقو الإسلام بقدر عال من الاحترام في مجتمعاتهم, بيد أن معتنقات الإسلام غالباً ما يجدن أنفسهن أقل تقديراً. و على الرغم من أنهن أكثر عدداً من الرجال و أكثر تمسكاً بدينهن كما رأيت بنفسي, و يبذلن جهوداً أكبر للمساهمة في الأنشطة الإسلامية, إلا أن كثيراً منهن يندبن مصيرهن الذي يؤول إلى التهميش و الإهمال, أو حتى الازدراء في مجتمعاتهن. "
6 " و مع ذلك فإن علم علم الدين هو تنظير بشري بشأن الطبيعة و شرائع الله, و من ثم فهو غير كامل مهما كان متقناً؛ و الواقع أن نزعة المسلمين لتصوير رأي العلماء الأقدمين بأنه الرأي المثالي, هي سبب كثير من الصراع بين الإيمان و العقل الذي يدور في أوساط أصحاب الرسائل, "
7 " أعتقد أن صميم المشكلة هو رفض إعادة تقويم التراث الهائل من العلم والعادات التي وصلت إلينا من أسلافنا، تقويماً نقديا. أشعر أن المسلمين قد شلوا أنفسهم فكرياً بجعل الكم الهائل من الفكر الذي ورثوا نوعاً من المعلبات الفكرية ( المحفوطات الفكرية)، حرماً مقدسا حجبت فيه الحقائق المزعجة ولا يجوز الاقتراب منه، وأشعر أن الأزمة الكبرى التي تحل بالمسلمين اليوم هي أزمة فكر، أزمة رفض التفكير النقدي فيما يطلبه الإسلام حقا. إن رفض العقل بسبب التقاليد والأعراف، المخالفة في واقع الأمر للقرآن قد أوهن الأمة وجمدها. "
8 " أنا لا أؤمن بأن جيناتنا وبيئتنا هي التي تحدد شخصيتنا ومصيرنا، بل أعتقد آن البشر يتمتعون بإدراك أخلاقي ورروحي يزداد أو يتناقص بسبب الخيارات التي يتخذونها "
9 " يبدو أن جزاءنا في المستقبل لا يقوم فقط على مستوى الخير والصلاح الذي نصل إليه عند نهاية الحياة، بل بقدر تحدي التقدم الذي نحرزه في نهاية الحياة والتقدم الذي نحرزه يتناسب مع ما منحنا الله من قدرات ونعم. "
10 " كلما زاد اصرارنا على ارتكاب الخطيئة، تعاظم تحجر عاطفتنا وعدم احساسنا بالشر الذي ينجم عن الخطيئه. "
11 " لقد خضع معنى القدر إلى تطور واع وحاسم في فكر والمسلمين، فهو في القرآن يعني" النظام والتصميم" اللذين وضعهما الله للخلق بما في ذلك الإنسان، والمعرفة البشرية، وقدرة الإنسان وإرادته كلها خاضعة لقيود فرضت على البشر بتقدير من الله، ولكن الإنسان ضمن هذه الحدود مزود بقدرة من الله يستطيع بها أن يختار مايريد ويمارس ما يختار. "
12 " أردت ان آتي إلى هذه الحياة بشخص يكون صورة عني ويجرب كل ما أعطي ويمارسه، امرأة تكون جزءاً مني وأكون جزءاً منها، تولدت الرغبة ذاتهاعند راجية زوجتي. وهكذا من خلال حبي وأبوتي لبناتي الثلاث: جميلة وسارة وفاتن، انخرطت في أكبر مغامرة خلق وابداع، خلافا لكل ما عرفته من قبل. وعلى الرغم من أنني أقدم دوراً جوهرياً في نموهن - كما يقدمن، دون قصد، دورا جوهريا في تنميتي خلافا لكل ابداعاتي الأخرى، فأنا لا أقرر ما سيكن عليه، الأمر الذي جعلهن في نظري أكثر جمالاً، ولأكن مع ذلك، دقيقاً في التعبير، لم أكن بحاجة إلى أطفال -إذ لم يكن يعتمد وجودي على حاجتي للأطفال - ولكن بمجيئهن كنت أستجيب لإرادة داخلية لا تُكبت. "