Home > Work > عودة الروح
1 " والحقيقة أن المصرية أمهر امرأة تدرك بالغريزة ما في النظرة الواحدة من وقع وتأثير! لذا هي لا تنظر إلي محادثها كثيرًا ولا تبخس نظراتها ولا تقلبها جزافًا كما تفعل الفرنجية الجريئة النزقة، بل إنها تحتفظ بنظراتها وتحفظها بين أهدابها المرخاة، كما يحفظ السيف في الغمد، إلى أن تحين الساعة المطلوبة فترفع رأسها وترشق نظرة واحدة تكون هي كل شئ. "
― Tawfiq Al-Hakim , عودة الروح
2 " ليست الفضيلة عند المرأة ألا تُحب أبدا؛ بل الفضيلة أن تحب حبا ساميا رجلا سامي القلب والأخلاق! "
3 " أمة أتت في فجر الإنسانية بمعجزة "الأهرام"، لن تعجز عن الإتيان بمعجزة أخري...أو معجزات ! ... أمة يزعمون أنها ميتة منذ قرون ، ولا يرون قلبها العظيم بارزاً نحو السماء من بين رمال الجيزة !... لقد صنعت مصر قلبها بيدها ليعيش الأبد ..! "
4 " إن هذا الشعب الذي نحسبه جاهلا ليعلم أشياء كثيرة، ولكنه يعلمها بقلبه لا بعقله. إن الحكمة العليا في دمه ولا يعلم، والقوة في نفسه ولا يعلم. هذا شعب قديم، جئ بفلاح من هؤلاء وأخرج قلبه تجد فيه رواسب عشرة آلاف سنة، من تجاريب ومعرفة رسب بعضها فوق بعض وهو لا يدري...نعم هو يجهل ذلك، ولكن هناك لحظات حرجة تخرج فيها هذه المعرفة وهذه التجاريب، فتسعفه وهو لا يعلم من أين جاءته. وهذا يُفسر لنا تلك اللحظات من التاريخ التي نرى فيها مصر تطفر طفرة مدهشة في قليل من الوقت، وتأتي بأعمال عجاب في طرفة عين. كيف تستطيع ذلك إن لم تكن هي تجاريب الماضي الراسبة قد صارت في نفسها مصير الغريزة، تدفعها إلى الصواب وتسعفها في الأوقات الحرجة وهي لا تدري. لا تظن أن هذه الآلاف من السنين، التي هي ماضي مصر، قد انطوت كالحلم ولم تترك أثرا في هؤلاء الأحفاد...نعم هو يجهل ذلك، ولكن هناك لحظات حرجة، تخرج فيها هذه المعرفة وهذه التجاريب، فتسعفه وهو لا يعلم من أين جاءته. هذا ما يفسر لنا -نحن الأوربيين- تلك اللحظات من التاريخ، التي نري فيها مصر تطفر طفرة مدهشة في قليل من الوقت !... وتأتي بعمل عجاب في طرفة عين !...كيف تستطيع ذلك إن لم تكن هي تجاريب الماضي الراسبة، قد صارت في نفسها مصير الغريزة، تدفعها إلي الصواب، وتسعفها في الأوقات الحرجة وهي لا تدري !... "
5 " لا تستهين بهذا الشعب - المصري - إن القوة كامنة فيه ولا ينقصه إلا شئ واحد... المعبود. نعم ينقصه ذلك الرجل منه الذي تتمثل فيه كل عواطفه وأمانيه ويكون له رمز الغاية... عند ذاك، لا تعجب لهذا الشعب المتماسك المتجانس المستعذب، والمستعد للتضحية إذا أتى بمعجزة أخرى غير الأهرام... "
6 " قد ينقضي عمر شخص كله دون ان ينحرف أساس حياته أنمله؛ وقد تأتي خمس ثواني فقط، فتستطيع أن تغير هذا الاساس أو أن تقلبه رأسا علي عقب "
7 " لا تظن أن هذه الآلاف من السنين، التي هي ماضي "مصر" قد انطوت كالحلم ولم تترك أثراً في هؤلاء الأحفاد ... أين إذن قانون الوراثة الذي يصدق حتي علي الجماد؟... ولئن كانت الأرض والجبال إن هي إلا وراثة طبقة عن طبقة؛ فلماذا لا يكون ذلك في الشعوب القديمة التي لم تتحرك من أرضها، ولم يتغير شىء من جوها أو طبيعتها !... نعم ... أوروبا سبقت مصر اليوم، ولكن بماذا؟... بذلك العلم المكتسب فقط، الذي كانت تعتبره الشعوب القديمة عرضاً لا جوهراً ودلالة سطحية علي كنز دفين، لا أنه هو في ذاته كل شىء !...إن كل ما فعلناه -نحن الأوربيين الحديثي النشأة- أن سرقنا من تلك الشعوب القديمة هذا الرمز السطحي، دون الكنز الدفين؛ لذلك جىء بأوروبي وافتح قلبه تجده خالياً خاوياً ! الأوروبي إنما يعيش بما يلقن ويعلم في صغره وحياته؛ لأنه ليس له تراث ولا ماض يسعفه بغير أن يعلم !... احرم الأوروبي من المدرسة يصبح أجهل من الجهل !.. قوة أوروبا الوحيدة هي في العقل !... تلك الآلة المحدودة التي يجب أن نملأها نحن بإرادتنا .. أما قوة مصر ففي القلب الذي لا قاع له... ولهذا كان المصريون القدماء لا يملكون في لغتهم القديمة لفظة يميزون بها بين العقل والقلب ... العقل والقلب عندهم كان يعبر عنهما بكلمة واحدة هي :القلب !... "
8 " والمرأة اذا احبت حسبت حياتها ابتداءا من تاريخ الحب ونسيت ما قبل هذا التاريخ "
9 " إنه سيمكث بالقهوة دائماً ، لا لينظر إليها ويترصدها ، بل ليغذي قلبه من جوارها : إن مجرد الفكر أنه بجوارها يكفي ! "
10 " أمة أتت في فجر الإنسانية بمعجزة “الأهرام” لن تعدز عن الإتيان بمعجزة أخري …أو معجزات …أمة يزعمون أنها ميتة منذ قرون , ولايرون قلبها العظيم بارزا نحو السماء بين رمال الجيزة! …. لقد صنعت مصر قلبها بيدها ليعيش الأبد ….! "
11 " كأنهم يسمعون شيئا يحسونه كلهم دائما، و لكنهم ما كانوا يجرءون على التعبير عنه او انهم كانوا يجهلون ما يحسون .. يجهلون وجود الجمال في العالم ! و يجهلون وظيفة القلب في كيانهم .. و يجهلون المعنى الاسمى للحياة "
12 " إن الألم نفسه مهما عظم يتضاءل كلما اشتركوا فيه جميعا ، ويخف حمله كلما حملوه معا ، بل إنه أحياناً ينقلب عزاء مثلجاً للصدور .. لذيذاً ! "
13 " لقد إستيقظ فيه العقل منتعشا مع الصباح ، وبدا له أن العاطفة كادت تضله .. "
14 " احرم الأوروبي من المدرسة يصبح أجهل من الجهل! ... قوة أوروبا الوحيدة هي في العقل ! ...تلك الآلة المحدودة التي يجب أن نملأها نحن بإرادتنا. أما قوة مصر ففي القلب الذي لا قاع له ... ولهذا كان المصريون القدماء لا يملكون في لغتهم القديمة لفظة يميزون بها بين العقل والقلب. العقل والقلب عندهم كان يعبر عنهما بكلمة واحدة هي : القلب !... "
15 " إني أحبك إلى درجة أني أُفضل الشقاء على رباط يأباه ميلك!... "
16 " ما كان ذلك عن طبيعة فيها ، بل هو حياء مصطنع ، لعله ارق سحر تتميز به المصرية! "
17 " تلك الرؤية التي لا تُكلفها شيئا، هي له كل حياته. "
18 " أليس من دلائل الأصل العريق تلك الطيبة التي طبع عليها الفلاح، وذلك الهدوء وحب السلام عنوان المدنية والاستقرار، بينما هذا البدوي لا يزال على الوحشية وحب الحرب والثأر والدم ... بقايا الحياة الأولى الهمجية القلقة غير المستقرة، التي أساسها الغزو والسلب ونهب القبيلة للقبيلة! "
19 " من لا ينتظر شيئا يستطيع أن يقعد العمر كله حتى العفن وحتى يأكله الدود وهو في مكانه. إلا أن تُنهضه الرغبة فينشط ويدب فيه الإحساس بالزمن والحياة، من لا ينتظر شيئا ومن لا يرغب في شئ هو الميت وحده. "
20 " كان الناظر إلي القاهرة وشوارعها أثناء ذلك الوقت يري منظرا عجيبا .... في وسط المظاهرات والهتافات كانت ترفرف الأعلام المصرية وقد رسم فيها الهلال يحتضن الصليب ! ذلك أن مصر أدركت في لحظة أن الهلال والصليب ذراعان في جسد واحد له قلب واحد "مصر "