Home > Work > أعط الصباح فرصة
1 " صداقة الروح مع من تفهمه ويفهمك بغير كلام شيء عزيز المنال، لكننا لا نعرف قيمته إلا حين نجد أنفسنا بين كثيرين "ليس لي في زحامهم أحد" كما قال الشاعر "
― عبد الوهاب مطاوع , أعط الصباح فرصة
2 " كثيرًا ما تعاملتُ مع أشخاص لا يئنون ولا يشتكون من حياتهم أو ظروفهم الخاصة، ثم سرعان ما عرفتُ بعد اقترابي منهم أنهم حقًا لا يئنون ولكن ليس لأن حياتهم خالية مما يستحق الأنين وإنما لأنهم قد تجاوزوا مرحلة البوح والصراخ إلى مرحلة العجز عن الشكوى، أو إلى مرحلة "الصمت.. قوة الانفعال" وهي مرحلة متقدمة من مراحل الألم يفقد الإنسان معها حتى القدرة على الكلام والشكوى والبكاء. فتعلمتُ هذا الدرس، واستعنتُ به في فهم شخصيات كثيرين يظنهم الغافل سعداء، وهم في الحقيقة "مآس بشرية" تمشي على أقدامها. "
3 " التدين الصحيح يرقق الطبع ويهذب النفوس ...ويفجر ينابيع الرحمة والعطف عند صاحبه على الإنسان والحيوان وكل الكائنات , وأحد الصوفية كان يتحرج من قتل النمل خشية أن يكون في ذلك إثم , ويقول : من يدريني أنها لن تحاجني عند رب العرش العظيم بأني قد قتلتها بغياً وعدواناً ...ورسولنا الكريم دعا لمن سقى كلباً يلهث من شدة العطش وقال : في كل كبد رطبة اجر ...فكيف يارب بمن يقتلون عبادك الآمنين ذوي الأكباد البشرية فتنفطر عليهم أكباد ذويهم ؟؟ "
4 " لم اسمح لنفسي بأن انخدع بابتهاج المبتهجين ولابلهو اللاهينفأحكم عليهم بأنهم سعداء لمجرد انبهاري بمظهرهم الخارجي البهيج وقبل أن أعرفهم عن قرب وأسبر أغوارهم.فكثيراً ماتعاملت مع أشخاص يوحي مظهرهم الخارجي بأنهم لا يعانون من أية هموم كبرى في حياتهم .فلما اقتربت منهم وأعطيتهم سمعى وشجعتهم على الكلام حتى اكتشفت,بعد قليلأنهم ممن تنطبق عليهم كلمة المفكر الفرنسي فولتيرأنهم لايضحكون ابتهاجاً , وإنما تفادياً للانتحار ..! "
5 " الصداقة الحقيقية لابد أن تتضمن قدراً من الإعجاب المتبادل بين الصديقين ..كل منهما بشخصية الآخر وقدراته , فإذا خلت منه , فإنها لا تكون أبداً صداقة حقيقية أو عميقة .. "
6 " هناك أشخاص نلتقي بهم أحياناً مرة أو بضع مرات , ثم تجرفهم أمواج الحياة بعيدًا عنا فلا نراهم بعد ذلك أبداً , ولا يبقى لنا منهم سوى الذكريات تعاودنا في بعض مناسبات الحياة ...فنستعيد ما تعلمناه منهم بغير أن يدركوا ذلك , ونسترجع من عالم الغيب وجوههم وأصواتهم ونقول مع الشاعر :انْقضَتْ تلك السُّنونُ وأهلُهافكأنَّها ...وكأنَّهم ...أحْــلامُ "
7 " أعط الصباح فرصته دائماً – يا صديقي – لكي يغيَّر الأحوال والظروف التي نشكو منها بجهدنا الدءوب , فقد نتغير نحن ونصبح أكثر قدرة على تحملها والتوائم معها ...أو ربما نسعد بها أو أن نبدأ منها رحلة التغير . فإذا كنت من هواة الصباح مثلي ..فقابلني في المساء فوق جسر الأمل .. وسوف تأتي بالضرورة في موعدك لنتحدث في شئوننا .. ونشد أزر بعضنا البعض .. ونتبادل المشاركة والتشجيع . أما إذا كنت من هواة الظلام فلسوف تخلف وعدك .. ولن أجدك فوق الجسر في الموعد المحدد .. ولن أندهش لغيابك .. لأن من لا يحرص على نعمة الحياة لا يستحق أن تحرص عليه نعمة الحياة .. ولا عجب في ذلك , فالحياة رغم كل آلامها ومتاعبها " ليست أهلاً للازدراء " كما قال الأديب الروسي العظيم ديستويفسكي ..." واحترام المواعيد " من صفات النبلاء والناجحين في الحياة . "
8 " فآفة البشر أنهم يفقدون تدريجياً الإحساس بقيمة الأشياء إن هم اعتادوا رؤيتها كل يوم و الرؤية تكون اوضح و اجمل دائماً عن بعد، أما الاقتراب فيطمس أحياناً بعض معالم الصورة التى لا ترى بوضوح إلا من مسافة معقولة، تماماً كما نفعل حين نشاهد لوحة جميلة معلقة على الحائط، فنرجع إلى الخلف بضع خطوات لنستوعب تفاصيلها وصورتها الشاملة. "
9 " الوسطية فضيلة فكرية وخلقية .. والتطرف في أي شيء حتى في "المحاسن" رذيلة فكرية وخلقية، وآفة تفتح الباب لشرور عديدة أبسطها أنها تورث صاحبها التحجُّر والجمود حول ما يؤمن به مهما كان ضارّا أو خاطئا "
10 " ...و رسولنا الكريم دعا لمن سقى كلباً يلهث من شدة العطش و قال:فى كل ذات كبد رطبة أجر.فكيف يا رب بمن يقتلون عبادك الآمنين ذوى الأكباد البشرية فتنفطر عليهم أكباد ذويهم. "
11 " لكن مؤونة الشكر والعرفان ثقيلة على بعض النفوس، وتحرك في أصحابها الإحساس بالنقص إزاء من يستحقونها، ولا يقوى عليها إلا أهل الحق، وأصحاب النفوس الكبيرة "
12 " أعط الصباح فرصته دائماً – يا صديقي – لكي يغيَّر الأحوال والظروف التي نشكو منها بجهدنا الدءوب , "
13 " حياة الإنسان من صنع إرادته و أفكاره، و العاجز حقا هو من يهرب من مواجهةظروفه إلي الإحباط و اليأس من أي أمل في احتمال تغير الأوضاع إلي الأفضل ذات يوم "
14 " العار هو عار من يغدر وليس عار المغدور به "
15 " آفة البشر أنهم يفقِدون تدريجياً الإحساس بقيمة الأشياء إذا اعتادوا رؤيتها كل يوم والرؤية تكون أوضح وأجمل دائماً عن بُعد، أما الإقتراب الشديد فيطمس أحياناً بعض معالِم الصورة التي لا تُرى بوضوح إلّا من مسافة معقولة تماماً كما نفعل حين نُشاهد لوحة جميلة معلَّقة على الحائط، فنرجع إلى الخلف بضع خطوات لنستوعب تفاصيلها وصورتها الشاملة "
16 " ثم يلتفتان فى لحظة التقاط للانفاس إلى الوراء.. ويقيسان المسافة من البداية الصعبة .. إلى نقطة الأمان .. فيجدانها طويلة وشاقة وممتعة وعامرة بالحب والكفاح والعطف المتبادل بينهما "
17 " انقضت تلك السُنون وأهْلُهافكأنَّهَا.. وكأنَّهُم .. أحْلامُ. "