Home > Work > على حافة الضوء
1 " مرّ بعد ذلك أربع أو خمس دقائق قبل أن تبدأ الستون دقيقة التي لن أنساها في حياتي.3:10 amاقتحموا الباب الرئيسي.. "
― , على حافة الضوء
2 " لا ينام الشهداءيجولون شوارعنا ليلاً يحرسون الحلملا ينام الشهداءيسيرون في الصفوف الأولى لتلقي الرصاص عنّا في كل مرّة "
3 " بطريقة غير مفهومة يتحول الشهداء من أناس عاديين يعيشون بيننا،يمكننا لمسهم،والتكلم إليهم،والشجار معهم،إلى أيقونات حيّة حقيقيّة نخشع أمامها... "
4 " لم يكُن مشهد انتشار هؤلاء بأحذيتهم في مسجد الرفاعي وقت الفجر أقل إيلاماً من مشاهد اعتدائهم بالضرب سابقاً على خيرة الشباب الدمشقيين المتعلمين الذين ينتمون لأرقى العائلات في الميدان وكفر سوسة.. "
5 " لكنّ الأكثر غرابة أن روحاً ما كانت تضمّنا في ذلك المكان طوال الوقتتجمعنا كما لا يمكن أن نجتمع خارجه،توحد إيقاع فوضانا دون أن تنظمنا.تنقل بين أجسامنا المتناثرة إمدادات شفافة من الإحساس والحبوتجعل للعبثية معنى.. "
6 " عادت إلي صور الرجال الذين حوصرُوا قبل أشهر في المسجد العُمري بدَرعا،دون أن تغيب أصلاً،كنت طوال الوقت أرى أمامي عيونهم وهُم ينظرون إلى آلات الموت قبيل فتح النار عليهم داخل المسجد.وأفكر بمدى الشبه بيننا وبينهم الآن. "
7 " تكشف لحظات الخوف عن مساحة النزاع في أرواحنا بين غريزة الحياة وبين الإيمان..تعمل الغريزة المستحيل لإبقاء الجسد حياً،تتمدد فينا بسرعة فائقة،وتأسر كل ذرة بكياننا لتصل إلى التحمل المطلق بسلوكياتنا وتسخيرها لحمايتنا..ضاربة بعرض الحائط أي اعتبارات تتعلق بالإيثار أو مساعدة من حولنا أو التفكير بالمستقبل،متجاهلة كل القضايا التي آمنّا بها حدّ اليقين..فتكشف الغطاء عن هشاشة الإيمان. "
8 " في هذه اللحظات بالذات تمنيت لو كان معي "handy cam." لأوثق تفاصيل كهذه،والتي كانت لتشكل مادة دسمة لفلم وثائقي هام،بإمكانه ان يهز العديد من التماسيح البشرية التي تعيش بيننا،في بيوتنا أحياناً،تاكل وتشرب،تشاهد المسلسلات وتجتر التفاهة،ثم تحمد الله على جيش الأسد الباسل الذي يلاحق الجماعات الإرهابية..! "
9 " ذكرني بالشاب الدرعاوي الذي كان يصور عناصر الجيش أثناء دخولهم دَرعا ويقول في وجوهه:(كوصني..كوصني..بدي خلي العالم كلو يشوف شو عم يصير بمحافظة دَرعَا) "
10 " بطريقة غير مفهومة يتحول الشهداء من أناس عاديين يعيشون بيننا ، يمكننا لمسهم والتكلم إليهم والشجار معهم ، إلى ايقونات حية حقيقة نخشع امامها ..سُصغرون ذواتنا أمام أسماءهم ، وكأنهم بموتهم يصبحون أنبياء .. "
11 " في الدقائق التالية انتشر خبر رفع معنوياتنا للسماء بلحظة واحدة..وصلت أخبار حصارنا في المسجد لقناة الجزيرة وهم يضعونه الآن على شكل خبرٍ عاجل... "
12 " من خلال السقف الذى يحدد عزلتنا من الأعلى ويفصلنا عن الكون الخارجى ، كان ضوء الشمس التى لم تشرق بعد قد بدأ بدخول المكان ..يتلون أثناء تسربه بخجل من البلور الفسيفسائى الموجود فى أعلى القبة ويحاول جاهدا أن يخفف من رمادية المشهد ..طلع الضوء إذا ..! "
13 " عليه أن يموت بهدوء..ويدفن بصمت.علينا ألا نقول في تشييعه:(بالروح بالدم نفديك يا شهيد..وخاين يللي بيقتل شعبو)وعلى الناس الذين تمر الجنازة في حاراتهم أن يعتقدوا أنه إنسان انتهى عمره،ويترحموا عليه ثم يكملوا حياتهم المقيتة! "
14 " هؤلاء هُم عملياً من يقتلون –بعُقم عقولهم وإراداتهم- إخوتهم في هذا الوطن.هم من أفشلوا زلزال دمشق ومنعوا الاعتصام الكبير المحتمل.هم من أسقطوا عشرات القتلى من ضواحي الشام في صباح الزحف نحو الساحات الكبيرة،وهم من يُبعث الشهداء كل يومٍ بالعشرات رسلاً لضمائرهم المتموتة ... "
15 " كان بعض من بقي في الأعلى من المصلين يرمون بأنفسهم نحونا،ساعدوهم بوضع قطع من الإسفنج الكبيرة تحتهم ليسقطوا فوقها! موقف مضحك مبكي..لا يضاهيه في هزليته إلا منظر أحد الأشخاص،الذي يجلس في الزاوية يتناول وجبة سُحوره بشهية أثناء هذه الأحداث! "
16 " كانوا يرون أنهم بهذا الاعتداء السافر على بيت الله،قد دخلوا مرحلة جديدة من التحدي المباشر للذات الإلهية،وأن حربهم الآن هي ضد الله نفسه. "
17 " بطرقة غير مفهومة يتحول الشهداء من أناس عاديين يعيشون بيننا ، يمكننا لمسهم والتكلم إليهم والشجار معهم ، إلى أيقونا حية حقيقية نخشع أمامها ..يُصغرون ذواتنا أمام أسماءهم ، وكأنهم بموتهم يصبحون أنبياء .. "
18 " وربما يكون طريقة لتحريك الكثيرين المحسوبين على المساجد،الذين يعتبرون أن المساجد ورجال الدين خطاً أحمر لا يجوز المساس بهم،دون أن تحرّك دماء آلاف السوريين بهم شعرة منذ خمسة أشهر! "
19 " بطريقة غير مفهومة يتحول الشهداء من أناس عاديين يعيشون بيننا ، يمكننا لمسهم والتكلم إليهم والشجار معهم ، إلى ايقونات حية حقيقية نخشع أمامها ..يُصغرون ذواتنا أمام أسماءهم ، وكأنهم بموتهم يصبحون أنبياء .. "
20 " -انتِ ابنك هون؟ انشالله طالعتيه؟-ايه...لاء....أنا أخي هون...أخي-طالعتيه ورجعتي ما؟-لاء...لسا ما لقيتو...انهار صوتها مرّة واحدة،وتداعى إشراقها في أحد أنفاق الخوف.. "