Home > Work > Los árboles mueren de pie

Los árboles mueren de pie QUOTES

26 " - إلى أين إذن؟ أتنوين الرجوع إلى حياتك السابقة؟
= ربما بدا هذا شيئا غير معقول. ولكن هذا هو الدرس العظيم الذي تعلمته هنا.. أن الغرفة التي كنت آوي إليها كانت ضيقة فقيرة، غير أنها كانت تكفيني، وما كنت بحاجة إلى خير منها. كان البرد يتسرب من خلال زجاجها، ولكنه كان بردا نظيفا يلف جسدي كأنه ثوب منزلي مألوف. لم تكن في نوافذها ورود، بل زهرات متواضعة بائسة يغيطها التراب، ولكن كل ذلك كان على قدري أنا: لا نقص ولا زيادة، ثم إنه كان ملكا خالصا لي وحدي: كانت الزهرات زهراتي، والبرد بردي والفقر كذلك فقري.

- وإلى هذا البؤس تنوين العودة الآن؟ لا. لن تفعلي ذلك.
= من الذي سيحون بيني وبين الرجوع؟
-أنا؟
= أنت؟ اسمع الآن لم يعد هناك أستاذ وتلميذة. لنتحدث لأول مرة حديث الند للند، وسأروي لك قصتي كما لو كانت قصة شخص أخر ختي تراها بمزيد من الوضوح. في يوم من الأيام أخرجت فتاة وحيدة من عالما وحملت إلى عالم آخر عجيب رائع، كل ما لم يقدر لها في حياتها الأولى قط وجدته فجأة في تلك الحياة الجديدة: أسرة وبيتا تحفه الأشجار، وحبا منحها إياه زوج حديث عهد بالزفاف. كل ذلك لم يكن بطبيعة الحال إلا تمثيلية أحسن حبكها. ولكنها لم تكن تعرف "أن النسب في الفن هي كل شيء" فأساءت التقدير واندمجت في دورها أكثر مما ينبغي. فإذا بذلك الذي كان يجب أن يعتبر خشبة مسرح يتحور إلى بيت حقيقي، وإذا بها تنادي "جدتي" لا تردد كلمه قد حفظتها وإنما كانت صيحة نافذة من أعماق نفسها ومن أغوار حياتها. بل إنه حتى عندما كان زوجها المزيف يقبلها إذا بنبضها يرتجف في نشوة. سبعة أيام كانت مدة هذا الحلم وها أنت ترى النتيجة: الآن أنا أعرف أن وحدتي ستكون اقسي، وزهرات نافذتي ستكون أكثر بؤسا، وبردي أشد وطأة، غير أن كل ذلك ليس إلا حقيقة حياتي.. حقيقتي الوحيدة.. ولست أريد أن أعود أبدا إلى أن استسلم للأحلام حتي لا اضطر بعد ذلك إلى أن استيقظ على مرارة الحقيقة. اعذرني إذا كنت أبدوا لك ظالمة. "

Alejandro Casona , Los árboles mueren de pie