Home > Work > الأحلام: بين العلم والعقيدة
1 " حدثني أحد الثقاة من النجفيين أن كثيراً من قبور الأنبياء ومقامات الأئمة الموجودة الآن في جامع الكوفة وجامع السهلة هي من صنع المنامات والأحلام في أرجح الظن "
― علي الوردي Ali Al-Wardi , الأحلام: بين العلم والعقيدة
2 " الظاهرة الإجتماعية المعروفة لدى المسلمين منذ زمان قديم ,ظاهرة الأضرحة الوهمية ولها صلة كبيرة بالأحلام , وقبور الأولياء خاصة , التي يزورها الناس يتبركون بها ويتذمرون لها النذور بينما هي في حقيقة أمرها لاسند لها من التاريخ "
3 " ينشأ الإنسان عادة في بيئة ذات عقيدة معينة. فهو لا يكاد يفتح عينه للحياة حتى يرى أمه وأباه وأهل بيته وأقرانه يقدسون صنماً أو قبراً أو رجلاً من رجال التاريخ , وينسبون إليه كل فضيلة. وعقل الإنسان ينمو في هذا الوضع حتى يصبح كأنه في قالب , وهو لا يستطيع أن يفكر إلا في حدود ذلك القالب. إنه مقيَد ويحسب أنه حر. ولهذ نجد كل ذي عقيدة واثقاً من صحة عقيدته وثوقاً تاماً , أما المخالفون له فهم متعصبون – تعساً لهم! "
4 " يعتقد هيجل أن تطور الفكر البشري بوجه عام يجري على أساس التناقض . فكل فكرة تنتشر بين الناس لابد أن نعقبها فكرة مناقضة لها . وبعد أن يجري التضاد والتفاعل بين الفكرة ونقيضها , تنشأ فكرة وسطى . وهي تؤدي بدورها إلى ظهور ما يناقضها وقد أطلق عليها اسم الديالكتيك "
5 " إن قوة الإقناع في الإنسان تعتمد على عوامل شتى بلا ريب, لكن هناك عامل يجهله كثير من الناس مع أنه مهم في الإقناع, وهو القدرة على الإيحاء والتنويم "
6 " ميزة العاقل أنه يفهم القيم الإجتماعية ويعرف كيف يراوغها أو يتجنّب الإشتباك بها . إنه بعبارة أوضح , مجنون لايحب إظهار جنونه . "
7 " الواقع أن الطوائف الإسلامية أصبحت في العهود المتأخرة متشابهة من حيث النمط الفكري الذي يسيطر على عقول أفرادها . إنهم يختلفون في الأشخاص الذي يقدسهم فريق منهم دون فريق , ولكنهم في الاتجاه العقلي على وتيرة واحدة "
8 " التنويم الاجتماعي له أثر بالغ في شل التفكير. فالذي يقع تحت وطأته لا يستطيع ان يفكر الا في حدود ما يملي عليه الايحاء التنويمي العام. وأنت لا تستطيع أن تجادله أو تباحثه مهما يكن دليلك إليه صارخا. ان إطاره العقلي مغلق بشكل لا ينفذ إليه اي برهان مهما كان.يصح القول ان التنويم الاجتماعي موجود أينما وجد الانسان. ولا بد لكل انسان ان يقع تحت وطأته قليلا او كثيرا. وكلما ازدادت ثقافة الناس وتفتحت عقولهم ضعف فيهم اثر التنويم وقلت مخاطره. "
9 " رب كلمة عابرة يلقي بها أحد الناس فتصبح ذات إيحاء قوي في عقل الانسان وتراه مأخوذا بها حيث تصير حياته سلسة من المحاولات لتحقيق ماجاء في تلك الكلمة "
10 " مشكلة الناس بوجه عام أنهم يتوقعون من كل إنسان أن يكون مثلهم في عاداته وأفكاره، وعند هذا يسمونه ”عاقلاً“. وهم لا يكادون يلمحون فيه شيئًا من الشذوذ عن مألوفاتهم حتى يسخروا منه ويصفونه بالجنون. إنهم لا يبالون عندئذٍ أن يكون هذا الإنسان مجنونًا حقًا أو عبقريًا. فإذا أتضح لهم أخيرًا أن شذوذه كان من النوع العالي، وأنه كان مبدعًا جبارًا، تحولوا إلى تعظيمه بعدما كانوا يسخرون منه. والناس يفعلون ذلك مرة بعد مرة على توالي الأجيال دون حياء أو ندم. "
11 " إن العقل البشري بشبه جبل الجليد العائم في المياه القطبية حيث يختفي منه تحت سطح الماء تسعة أعشاره ، ولا يظهر منه للعيان سوى عشر واحد . ومعنى هذا أن الأجزاء المختفية من العقل هي التي تقرر سلوك الإنسان . أما الجزء الظاهر من العقل فليس سوى برقع يحاول الإنسان أن يغطي به سلوكه الشاذ . "
12 " قد كان القدماء يصفون الضمير بأنه "الصوت الإلهي في الإنسان". وهذا وصف غير صحيح. فالضمير يستمد جذوره من العقائد والتقاليد والقيم الاجتماعية التي ينشأ فيها الانسان.إن الضمير نسبي إذا. وهو يتلون بلون المجتمع. وهو قد يدفع الانسان الى القسوة والظلم احيانا؛ اذا كانت القيم الاجتماعية مؤيدة لهما. ويحدث هذا عادة في الحرب وفي التعصب الديني والقومي والطائفي.ان الضمير صوت المجتمع لا صوت الله. والفرق بين الصوتين كبير. فالله رب الناس جميعا، وهو رؤوف بهم من غير استثناء. اما المجتمع فهو يفضل ابناءه على غيرهم، وهو لا يبالي بنهب الاموال وسفك الدماء... "
13 " إننا قد نجد عذراً لشيوع الأوهام في العصور القديمة.ولكننا في هذا العصر الذي نعيش فيه يجيب إن لا نتهاون في أمر مكافحتها. وليس في مقدرو أمه تعيش في القرن العشرين أن تظل متمسكة بأوهام القرون البائدة . "
14 " من الممكن القول إنه كلما كان الإنسان أكثر نضوجًا وحكمة كان تأثره بالإيحاء الاجتماعي أقل "
15 " ،إننا لابد أن نرى في كل رجل صالح شيئًا من خوالج الشر تنبض فيه أحيانًا ولابد أن نرى في كل رجل شرير بعض نزعات الخير ظاهرة عليه "
16 " لا يكاد يأتي المخترع أو المفكر العظيم بنظريته حتى ينبري له الناقدون يخرجون له ألسنتهم، ويستصغرون أمره وينكرون فضله "
17 " الواقع أن الطوائف الإسلامية أصبحت في العهود المتأخرة متشابهة من حيث النمط الفكري الذي يسيطر على عقول أفرادها. إنهم يختلفون في الأشخاص الذين يقدسهم فريق منهم دون فريق، ولكنهم في الاتجاه العقلي على وتيرة واحدة. إنما هم كالغربان يقول بعضهم لبعض "وجهك أسود"، دون أن يدري هو بسواد وجهه مع الأسف "
18 " مشكلة العامة أنهم يستمدون جذور عقائدهم من مألوفاتهم الاجتماعية ،و الويل كل الويل لمن يخالفهم فيما يتخيلون و يعتقدون "
19 " إن الضمير صوت المجتمع لا صوت الله، والفرق بين الصوتين كبير. فالله ربّ الناس جميعًا، وهو رؤوف بهم من غير استثناء. أما المجتمع فهو يفضل أبناءه على غيرهم، وهو لا يبالي بنهب الأموال وسفك الدماء إذا كان ذلك موجّهًا ضد الأعداء. "