Home > Work > لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟
1 " لقد أصبح الفساد الى حد أن أكبر أعداء المسلمين هم المسلمون وان المسلم اذا اراد ان يخدم ملته او وطنه وقد يخشى ان يبوح بالسر من ذلك لأخيه. إذ يحتمل ان يذهب هذا الى الاجانب المحتلين فيقدم لهم بحق أخيه الوشاية التي يرجو بها بعض الزلفى. وقد يكون أمله بها فارغا. "
― شكيب أرسلان , لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟
2 " ثم إننا بحصر كل مجهوداتنا في هذه العلوم الدينية والمحاضرات الأخروية جعلنا أنفسنا بمركز ضعيف بإزاء سائر الأمم التي توجهت إلى الأرض، وهؤلاء لم يزالوا يعلون في الأرض ونحن ننحط في الأرض، إلى أن صار الأمر كله في يدهم، وصاروا يقدرون أن يأفكونا عن نفس ديننا فضلًا عن أن يملكوا علينا دنيانا، ومن ليست له دنيا فليس له دين، وليس هذا هو الذي يريده الله بنا وهو الذي قال: وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ الآية.٢ وقال: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا.٣ وقال: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.٤ وقال فيما حكاه وأقره: وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا. "
3 " وهكذا أصبح المسلمون في الأعصر الأخيرة يعتقدون أنه ما من صراع بين المسلم والأوروبي إلا سينتهي بمصرع المسلم ولو طال كفاحه، وقر ذلك في نفوسهم، وتخمَّر في رءوسهم، لا سيما هذه الطبقة التي تزعم أنها الطبقة المفكرة العاقلة المولعة بالحقائق، الصادفة عن الخيالات — بزعمها — فإنها صارت تقرر هذه القاعدة المشئومة في كل نادٍ، وتجعل التشاؤم المستمر والنعاب الدائم من دلائل العقل وسعة الإدراك، وتحسب اليأس من صلاح حال المسلمين من مقتضيات العلم والحكمة وما زالت تنفخ في بوق التثبيط، وتبث في سواد الأمة دعاية العجز؛ إلى أن صار الاستخذاء ديدن الجميع إلا من رحم بك، وكانت روحه من أصل فطرتها قوية عزيزة. "
4 " والجامد هو سبب الفقر الذي ابتلى به المسلمون؛ لأنه جعل الإسلام دين آخرة فقط، والحال أن الإسلام هو دين دنيا وآخرة، وإن هذه مزية له على سائر الأديان، فلا حصر كسب الإنسان فيما يعود للحياة التي وراء هذه كما هي ديانات أهل الهند والصين، ولا زهده في مال الدنيا وملكها ومجدها كتعاليم الإنجيل، ولا حصر سعيه في أمور هذه المعيشة الدنيوية كما هي مدنية أوروبة الحاضرة. "
5 " Navodi Ebu-Davud u svom Sunenu i Bejheki u djelu Delail en-nubuvve, preko Sevbana, od samog Resulullaha, ovako: "Uskoro će na vas napasti narodi, kao što gladni napadnu na čanak."Neko je primijetio: "Je li to zbog toga što će nas biti malo?" On odgovori: "Ne, nego će vas tada biti mnogo, ali ćete biti kao naplavak bujice i Allah će, zasigurno, izvaditi iz srca vašeg neprijatelja strah od vas, a bacit će u vaše srce slabost (vehn)." Neko reče: "AllahovPoslaniče, šta je to vehn? On reče: "Ljubav prema imetku i zaziranje od smrti. "
6 " والجامد هو الذي شهر الحرب على العلوم الطبيعية والرياضية والفلسفية وفنونها وصناعاتها بحجة أنها من علوم الكفار، فحرم الإسلام ثمرات هذه العلوم، وأورث أبناءه الفقر الذي هم فيه، وقص أجنحتهم، "
7 " وإذا سألت هؤلاء المسلمين الممالئين للعدو على إخوانهم: كيف تفعلون مثل هذا وأنتم تعلمون أنه مخالف للدين وللشرف وللفتوة وللمروءة وللمصلحة وللسياسة؟ أجابوك: كيف نصنع فإن الأجانب انتدبونا، ولو لم نفعل لبطشوا بنا، فاضطررنا إلى القتال في صفوفهم؛ خوفًا منهم، ونسوا قوله تعالى: أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. "
8 " فإنهم اكتفوا من الإسلام بالركوع والسجود، والأوراد والأذكار، وإطالة السبحة والتلوم في السجدة، وظنوا أن هذا هو الإسلام، ولو كان هذا كافيًا في إسلام المرء وفوزه في الدنيا والآخرة لما كان القرآن ملآن بالتحريض على الجهاد، والإيثار على النفس، والصدق والصبر، ونجدة المؤمن لأخيه، والعدل والإحسان، وجميع مكارم الأخلاق، ولو كان هذا كافيًا لأجل التحقق بالإسلام لما قال الله تعالى: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ. "