Home > Work > مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
1 " نحن لا نستطيع أن نصنع التاريخ بتقليد خُطا الآخرين في سائر الدروب التي طرقوها, بل بأن نفتح دروباً جديدة. "
― مالك بن نبي , مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
2 " عندما يكون الفكر الإسلامي في أفوله كما هو شأنه اليوم, فإن المغالاة تدفعه إلى التصوّف, والمُبهم, والغامض, وعدم الدقة, والتقليد الأعمى, والافتتان بأشياء الغرب. "
3 " الظاهرة الثورية لم تخضع بعد لعلم معياري يضع اطرادها تحت رقابة دقيقة. "
4 " لكن الأفكار التي خانها أصحابها تنتقم "
5 " فكرنا خاضع لطغيان الشيء والشخص, وهذا السبب سيختفي عندما تستعيد الأفكار سلطانها في عالمنا الثقافي. حينئذ فإن محاكمتنا للأمور بصفة عامة؛ وفي الإطار السياسي بصفة خاصة تأخذ أو تسترد طابعها المنهجي والمعمم؛ والذي يستطيع أن يصهر بدفعة واحدة عديداً من التفاصيل في كل موّحد, وأن يصبها في تركيب متآلف "
6 " لقد أورد المؤرخ ( ديوارنت ) حواراً موجباً للعبرة حول السياسة، دار بين (كنفوشيوس) وأحد أتباعه ويدعي ( تسي كوخ ) الذي كان يسأل أستاذه عن السلطة.أجاب ( ديوارنت ) قائلاً: على السياسة أن تؤمِّن ثلاثة أشياء:1 - لقمة العيش الكافية لكل فرد.2 - القدر الكافي من التجهيزات العسكرية.3 - القدر الكافي من ثقة الناس بحكامهم.سأل ( تسي كوخ ) : وإذا كان لا بد من الاستغناء عن أحد هذه الأشياء الثلاثة فبأيها نضحّي؟وأجاب الفيلسوف: بالتجهيزات العسكرية.سأل ( تسي كونغ ) : " وإذا كان لا بد أن نستغني عن أحد الشيئين الباقيين فبأيها نضحي؟".أجاب الفيلسوف: " في هذه الحالة نستغني عن القوت، لأن الموت كان دائماً هو مصير الناس، ولكنهم إذا فقدوا الثقة لم يبق ايُّ أساس للدولة "
7 " الأفكار التي تتعرض للخيانه تنتقم لنفسها "
8 " ففي منطق هذا العصر لا يكون إثبات صحة الأفكار بالمستوى الفلسفي أو الأخلاقي , بل بالمستوى العملي : فالأفكار صحيحةٌ إذا هي ضمنت النجاح . "
9 " لقد غاب عن الأذهان أن الحق ملازم للواجب ، وأن الشعب هو الذي يخلق ميثاقه ونظامه الإجتماعي والسياسي الجديد عندما يغير ما في نفسه "
10 " عندما يتجسد المثل الأعلى في شخصٍ ما، فإن هنالك خطر مزدوج :فسائر أخطاء الشخص ينعكس ضررها على المجتمع الذي جسد في شخصه مثله الأعلى، وسائر انحرافات ذلك الشخص تترصد كذلك في خسائر، وتكون هذه الخسارة إما في رفض للمثال الأعلى الذي سقط، وإما في ردّةٍ حقيقية يعتقد عبرها بإمكانية التعويض عن الإحباط باعتناق مثلٍ أعلى آخر.إن خطر التجسيد قد وضعه القرآن صراحة في وعينا بقوله:( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)هذا التحذير ليس موجهاً هنا لتفادي خطأ أو انحراف مستحيل من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه من أجل الإشارة إلى خطر تجسيد الأفكار بحد ذاته. "
11 " إن مجتمع ما بعد التحضر ليس مجتمعاً يقف مكانه, بل هو يتقهقر إلى الوراء بعد أن هجر درب حضارته وقطع صلته بها. "
12 " إن المعجزات الكبرى في التاريخ مرتبطه دائما بالأفكار الدافعة "
13 " فكرة مميتة : هي الفكرة التي فقدت هويتها وقيمتها الثقافيتين بعد ما فقدت جذورها التي بقيت في مكانها في عالمها الثقافي الأصلي "
14 " فقد يحدث في أكثر من بلد إسلامي أن تجد البلاد نفسها بعد الثورة في الوضع السابق على الثورة بل ربما أكثر خطورة بل إنها قدتجد نفسها من جديد في ظل أيدولوجيا يسقط من أجلها الأبطال ولا يتعرفون على الأفكار التي من أجلها سقطوا كما لو كانت عجلةالثورة وأفكارها تدور أثناء الثورة نحو الوراء "
15 " إن أي فساد في علاقات الأفكار فيما بينها أو علاقاتها مع عالم الأشخاص أو علاقتها مع عالم الأشياء لابد أن يولد اضطراباً في الحياة الإجتماعية, وشذوذا في سلوك الأفراد, خصوصا عندما تصل القطيعة مع النماذج إلى مداها الأقصى, وتصبح قوالب أفكارنا ممسوحة في ذاتنا, وتصبح أفكارنا الموضوعة والمصبوبة في تلك القوالب لا شكل لها, ولا أهمية. "
16 " أن لكل حضارة نمطها وأسلوبها وخيارها، وخيار العالم الغربي ذي الأصول الرومانية الوثنية قد جنح ببصره إلى ما حواه مما يحيط به: نحو الأشياء.بينما الحضارة الإسلامية عقيدة التوحيد المتصل بالرسل قبلها، سبح خيارهُا نحو التطلع الغيبي وما وراء الطبيعة: نحو الأفكار. "
17 " في بلدٍ متخلفٍ يفرض الشيء طغيانه بسبب ندرته، تنشأ فيه عقد الكبت والميل نحو التكديس الذي يصبح في الإطار الاقتصادي إسرافاً محضاً، أما في البلد المتقدم وطبقاً لدرجة تقدمه : فإن الشيء يسيطر بسبب وفرته وينتج نوعاً من الإشباع.إنه يفرض حينئذ شعوراً لا يحتمل من السأم البادي من رتابة ما يرى حوله فيولد ميلاً نحو الهروب إلى الأمام الذي يدفع الإنسان المتحضر دائماً إلى تغيير إطار الحياة والموضة، أو يدفعه إلى الذهاب ليستنشق الهواء في مكانٍ آخر.(....)إن المجتمع المعدم يتفاعل مع الكلف بعالم الأشياء الذي لا يملكه، أما المجتمع المليء فإنه يتفاعل مع وساوس هذا العالم، ولكن مع هذين الإنفعالين فإن المجتمعين كليهما يواجهان الداء ذاته، فطغيان الشيء يختلف الشعور به، ولكن النتائج النفسية المنطقية واحدة. فالشيء يطرد الفكرة من موطنها حين يطردها من وعي الشبعان والجائع معاً. "
18 " يوم أن قال عقيل أخو علي بن أبي طالب:" إن صلاتي مع علي أقوم، وطعامي عند معاوية أدسم".إن هذه الحياة النفسية المنقسمة بين الطعام والصلاة كان من أعراض الصراع بين الفكرة والشيء، وقد واصل هذا الصراع طريقه منذ ذلك الوقت. وعندما فكر الغزالي بعد مضي أربعة قرون أن يجدد في العلاقة الدينية بين المجتمع المسلم والعالم الثقافي كان الآوان قد فات، فقد كانت المرحلة الثالثة من الحضارة قد بدأت، ولم يكن بمقدور المجتمع الإسلامي إلا أن يواصل انحدراه حتى يصل إلى عصر ما بعد الموحدين، ولم يكن بمقدوره وهو يسترسل في المنحدر المشؤوم أن يسترد توازنه الأصلي. "
19 " فكرة ميتة : هي الفكرة التي خذلت الأصول ,فكرة انحرفت عن مثلها الأعلى :ولذا ليس لها جذور في العصارة الثقافية الأصلية "
20 " و إذا كان ينبغى على البلاد الإسلامية أن تعرف كيف تقدر فى ثقافتها الحاضرة- إذا جاز التعبير- الآثار السلبية للتفريط بقيمة الزمن فى نشاطها، فإن عليها بالمقابل ألا تغلو فى الإفراط فى تقديره حيث نستطيع أن نرى بسهولة نتائجه السلبية فى البلاد الصناعية "