Home > Work > مجموع الفتاوى
1 " المرأة الصالحة تكون في صحبة زوجها الرجل الصالح سنين كثيرة ، وهي متاعه الذي قال فيها رسول الله : ( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة المؤمنة ، إن نظرت إليها أعجبتك ، وإن أمرتها أطاعتك ، وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك ) وهي التي أمر بها النبي في قوله لما سأله المهاجرون أي المال نتخذ فقال : ( لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، أو امرأة صالحةً تعين أحدكم على إيمانه ) رواه الترمذي ، من حديث سالم بن أبي الجعد ، عن ثوبان .ويكون منها من المودة والرحمة ما امتنَّ الله تعالى بها في كتابه ، فيكون ألم الفراق أشد عليها من الموت أحيانا وأشد من ذهاب المال وأشد من فراق الأوطان ، خصوصا إن كان بأحدهما علاقة من صاحبه ، أو كان بينهما أطفال يضيعون بالفراق ويفسد حالهم "
― ابن تيمية , مجموع الفتاوى
2 " إن الإنسان لا يمكن إلا أن يكون عبدا ، فهكذا خلقه الله تعالى فهو أمر جبري لا يملك تغييره أو تعديله ، غير أنه عز و جل جعل عبودية الإنسان محل ابتلاء له فترك له حرية اختيار المعبود "
3 " وليس في الكتاب والسنة وإجماع الأمة شيءٌ يخالف العقل الصريح؛ لأن ما خالف العقل الصريح باطل، وليس في الكتاب والسنة والإجماع باطل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس، أو يفهمون منها معنى باطلاً، فالآفة منهم لا من الكتاب والسنة. "
4 " ومن سُنّةِ الله أنه إذا أراد إظهارَ دينه؛ أقامَ من يعارضه؛ فيُحق الحقَ بكلماته، ويقذفُ بالحق على الباطل فيدمغه؛ فإذا هو زاهق. "
5 " لابد ان يكون مع الانسان أصول كليه ترد اليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل , ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت ؟ والا فيبقى في كذب و جهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم "
6 " الإنسان إذا أصابته المصائب بذنوبه وخطاياه= كان هو الظالم لنفسه، فإذا تاب واستغفر= جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. والذنوب مثل أكل السم؛ فهو إذا أكل السم= مرض أو ماتفإن شرب الترياق النافع= عافاه الله، فالذنوب كأكل السم، والترياق النافع كالتوبة النافعة. والعبد فقير إلى الله تعالى في كل حال، فهو بفضله ورحمته= يلهمه التوبة، فإذا تاب= تاب عليه، فإذا سأله العبد ودعاه= استجاب دعاءه، كما قال :{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}. "
7 " وذلك أن الحق الذى لا باطل فيه = هو ما جاءت به الرسل عن الله ، وذلك فى حقنا ، ويُعرف بـ(الكتاب والسنة والإجماع) ، وأما ما لم تجئ به الرسل عن الله ، أو جاءت به ولكن ليس لنا طريق موصلة إلى العلم به = ففيه الحق والباطل "
8 " وقد روى أبو داود في السنن {عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: أمن العصبية أن ينصر الرجل قومه في الحق؟ قال: لا. قال: ولكن من العصبية أن ينصر الرجل قومه في الباطل} وقال: {خيركم الدافع عن قومه ما لم يأثم} . وقال: {مثل الذي ينصر قومه بالباطل كبعير تردى في بئر فهو يجر بذنبه} . وقال: {من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا} . وكل ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن: من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة: فهو من عزاء الجاهلية؛ بل {لما اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار فقال المهاجري: يا للمهاجرين وقال الأنصاري: يا للأنصار قال النبي صلى الله عليه وسلم أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟} . وغضب لذلك غضبا شديدا. "
9 " والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه , أو حرم الحلال المجمع عليه , أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا ومرتدا باتفاق العلماء ، وفي مثل هذا نزل قول الله تعالى : (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) أي هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله "
10 " وشرع من قبلنا إنما هو شرع لنا فيما ثبت أنه شرع لهم ، دون ما رووه لنا ، وهذا يغلط فيه كثير من المتعبدة والقصاص وبعض أهل التفسير وبعض أهل الكلام "
11 " التقليد المحرم بالنص والإجماع = أن يعارض قولَ اللهِ ورسولِهِ -صلى الله عليه وسلم- بما يخالف ذلك كائنًا من كان المخالف لذلك "
12 " وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب بإتفاق المسلمين وسائر أهل المِلل، وسائر العقلاء.فأن هذا لو كان مقبولًا لأمكن كلُّ أحدٍ أن يفعل ما يخطر له من قتل النفوس، وأخذ الأموال،وسائر أنواع الفساد ثم يحتج بالقدرِونفس المحتج بالقدر إذا أُعتديَ عليه، واحتجَّ المعتدي بالقدر لم يقبل منه، وتناقض القول يدل على فساده، فالاحتجاج بالقدر معلوم الفساد في بداءة العقول "
13 " و أما أئمة الصوفية و المشايخ المشهورون من القدماء مثل الجنيد بن محمد و أتباعه و مثل الشيخ عبد القادر و أمثاله فهؤلاء من أعظم الناس لزوماً للأمروالنهي و توصية بإتباع ذلك , و تحذيرا من المشي مع القدر كما مشى أصاحبهم أولئك و هذا هو الفرق الثاني الذي تكلم فيه الجنيد مع أصحابه , والشيخ عبد القادر كلامه كله يدور على إتباع المأمور و ترك المحظور والصبر على المقدور ولا يثبت طريقاً تخالف ذلك أصلا, لاهو ولا عامة المشايخ المقبولين عند المسلمين و يحذر عن ملاحظة القدر المحض بدون إتباع الأمر و النهيمجموع الفتاوى - الجزء الثامن "
14 " فمن سلك مسلك الجنيد من أهل التصوف و المعرفة كان قد اهتدى و نجا و سعد"مجموع الفتاوى - جزء 14 - صفحة 355 "