Home > Work > أرض البرتقال الحزين
1 " اسمع ماذا جرى لهذا المحارب المهذب.. لقد كان سائقاً لسيارة عمومية، وشاهدامرأة يهودية تعدو هاربة أمام مجموعة من الأطفال كانوا يرجمونها بالحجارة..كانت الحوادث في بدء توترها، فما كان منه إلا أن نهر الأطفال، وأمسك المرأةمن يدها، وقادها إلى حيث أوقف سيارته، وذهب بها إلى أهلها في تل أبيب، هلتعرف ماذا حدث هناك؟ لقد سرقوا سيارته، وقتلوه. مزقوه ورموا جثته مقابلجامع الشيخ حسن.. فكيف يريدوننا أن نحارب أناسًا من ذلك النوع؟ بالورود؟ "
― Ghassan Kanafani , أرض البرتقال الحزين
2 " قال لي مرة فيما هو يقلب جريدة في يده : "اسمع يا فيلسوفي الصغير , الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب ، أليس كذلك ؟ يقضي نصفها في النوم . بقي ثلاثون سنة . اطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفر وأكل وفراغ . بقي عشرون ؛ إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء , ومدارس ابتدائية . لقد بقيت عشر سنوات . عشر سنوات فقط ، أليست جديرة بأن يعيشها الإنسان بطمأنينة ؟" بهذه الفلسفة كان يقابل أي تحد يواجهه . كان يحل مشاكله بالتسامح وحين يعجز التسامح يحلها بالنكتة وحين تعجز النكتة يفلسفها . "
― غسان كنفاني , أرض البرتقال الحزين
3 " كلام الجرائد لا ينفع يا بني ، فهم أولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور وفيها مدفأة ثم يكتبون عن فلسطين وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها، ولو سمعوا اذن، لهربوا الى حيث لا ادري. يا بني فلسطين ضاعت لسبب بسيط جداً، كانوا يريدون منا -نحن الجنود- أن نتصرف على طريقة واحدة، أن ننهض إذا قالوا انهض، و أن ننام إذا قالوا نم، و أن نتحمس ساعة يريدون منا أن نتحمس، و أن نهرب ساعة يريدوننا أن نهرب.. وهكذا إلى أن وقعت المأساة، و هم أنفسهم لا يعرفون متى وقعت! "
4 " في عين كل رجل –يموت ظلما- يوجد طفل يولد في نفس لحظة الموت "
5 " إسمع يا فيلسوفي الصغيرالإنسان يعيش ستين سنة في الغالب ، اليس كذلك ؟يقضي نصفها في النوم .. بقى ثلاثون سنةإطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفر وأكل وفراغ ..بقى عشرونإن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء ... ومدارس إبتدائية .. لقد بقيت عشر سنواتعشر سنوات فقطأليست هذه جديرة بأن يعيشها الإنسان ب " طمانينة "
6 " ولأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيرا فلا بد أن يفكروا بأمر آخر. "
7 " أنا لست منحدرا من صلب دولة تسأل بين الفينة والآخري عن أخبار رعاياها. "
8 " ولكن، يا سيدي، هناك مشكلة بسيطة تؤرقني وأشعر أن لا بد لي من قولها.. إن كثيرا من الناس، إذا ما شعر أنه يشغل حيزا من المكان، يبدأ بالتساؤل: "ثم ماذا؟" وأبشع ما في الأمر أنه لو اكتشف بأنه ليس له حق "ثم" أبدا.. يصاب بشيء يشبه الجنون، فيقول لنفسه بصوت منخفض: "أية حياة هذه! الموت أفضل منها" والصراخ، يا سيدي عدوى، فإذا الجميع يصرخ دفعة واحدة: "أية حياة هذه!.. الموت أفضل منها" ولأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيرا فلا بد أن يفكروا بأمر آخر..سيدي..أخشى أن يكون حساؤك قد برد فاسمح لي أن أنصرف! "
9 " وإذا فشل مشروع من مشاريعك فقل إن الفلسطينيين سبب ذلك الفشل، كيف؟ إنه أمر لا يحتاج إلى تفكير طويل، قل إنهم مروا من هناك مثلا.. أو أنهم رغبوا في المشاركة.. أو أي شيء آخر، إذ ما من أحد سينبري لمحاسبتك "
10 " لن آت إليك..بل عد أنت لنا..عد..لنتعلم من ساق ناديا المبتورة من اعلى الفخذ ماهي الحياة، وما قيمة الوجود..عد يا صديقي فكلنا ننتظرك. "
11 " وأي نوع من المحاربين يريدون؟ محاربين يلبسون المعاطف البيضاء ويردون علي الجرائم اليهودية بابتسامات عذاب؟ أم يريدوننا أن نحارب بمحاضرات جلسات جامعة الدول العربية؟ "
12 " يموت الابطال دون أن يسمع بهم أحد "
13 " كنتم مكومين هناك بعيدين عن طفولتكم, كما كنتم بعيدين عن أرض البرتقال ...البرتقال الذي قال لنا فلاح كان يزرعه ثم خرج , أنه يذبل إذا ما تغيرت اليد التي تتعهده بالماء "
14 " لقد اعتدت ان احب ناديا، اعتدت ان احب ذلك الجيل الذي رضع الهزيمة والتشرد إلى حد حسب فيه ان الحياة السعيدة ضرب من الشذوذ الإجتماعي "
15 " لقد حاولوا أن يذوبوني كقطعة سكر في فنجان شاي ساخن.. و بذلوا، يشهد الله، جهداً عجيباً من أجل ذلك.. و لكنني مازلت موجوداً رغم كل شيء.. إلا إن السؤال كان ما يزال يعوي: ثم ماذا؟ "
16 " فكل زائر يجب أن يذهب إلى المخيمات،وعلي اللاجئين أن يقفوا بالصف،وأن يطلقوا وجوههم بكل الأسى الممكن،زيادة على الأصل،فيمر عليهم السائح ويلتقط الصور، ويحزن قليلاً...ثم يذهب إلي بلده ويقول "زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا". "
17 " كلام الجرائد لا ينفع يا بني، فهم -أولئك الذين يكتبون في الجرائد- يحلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور ومدفأة، ثم يكتبون عن فلسطين وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا صوت طلقة واحدة في حياتهم كلها، ولو سمعوا، إذا لهربوا إلى حيث لا أدري. "
18 " لقد قال لي يوماً إذ كنا عائدينإلى الدار في منتصف الليل:- أتعرف شيئاً.. إن حياة بعض الناس كالشريط السينمائي العتيق الذي تقطع،فوصله فنان فاشل من جديد بصورة خاطئة.. لقد وضع النهاية في الوسطووضع الوسط في النهاية...كنت أعرف أنه يتحدث عن نفسه، ولم أحاول أن أنظر إلى وجهه كي أتأكد من انعينيه تدمعان ولكنني رغبت في أن أواصل التحدي منتهزاً ضعفه في تلكاللحظة.. فقلت:- أتريد أن أناديك حينما تبدأ أفيال هانيبال بعبور حدود فلسطين؟...ارتجف قليلاً.. ولكنه حافظ على هدوء غريب، وسمعت صوته يهمس باستسلام:- على بعض الرجال أن يقودوا الأفيال... "
19 " لا تمت قبل أن تكون ندًا.. لا تمت "
20 " وأي نوع من المحاربين يريدون؟ محاربون يلبسون المعاطف البيضاء ويردون على الجرائم اليهودية بابتسامات عذاب؟ أم يريدوننا أن نحارب بمحاضر جلسات جامعة الدول العربية؟ "