Home > Work > فقه الخلاف بين المسلمين
1 " و كذلك لا يجوز لطلاب العلم في وقت الجهاد أن يتركوا الجهاد العيني زاعمين انشغالهم بطلب العلم ، فهل نأمرهم بترك الدفع عن أنفسهم و أهليهم و أعراضهم و أموالهم للتعلم ؟فهذا من أعظم الأمور خطراً على الدعوة الإسلامية ... "
― ياسر برهامي , فقه الخلاف بين المسلمين
2 " و هكذا أيضاً فلا يجوز أن يترك المجاهدون الواجب عليهم من العلوم التي هي فرض عين ، كالتوحيد و ترك الشرك و سائر أصول الإيمان ، و كالعبادات الواجبة و معرفة الحلال و الحرام في المطاعم و المشارب و الملابس و المعاملات ، فإن جهلهم و معاصيهم من أعظم أسباب هزيمتهم. "
3 " والجماعات الإسلامية المعاصرة فيها شيء من هذا النوع من الاختلاف -نعني اختلاف التنوع-، فبعض الجماعات و الاتجاهات اهتمامه الأكبر طلب العلم بأنواعه ، من علمٍ بالحديث و الرجال و الفقه و التفسير و الأصول و العقائد و غيرها ، و بعض الجماعات اهتمامه بالدعوة و التبليغ ، و بعضها بالجهاد في سبيل الله كما في البوسنة و كشمير و غيرها ، و منها ما يكون أكبر اهتمامه بالتواجد في مراكز التأثير في المجتمع من خلال العمل المنظم كالنقابات و نحوهاو المواقع الاقتصادية ، أو في العمل السياسي عند من يرى جوازه و مشروعيته ، ولا شك أن هذا التنوع مطلوب و ليس بمذموم ، بل تحقيق التكامل فيه بين الاتجاهات الإسلامية هو ما يحقق الفائدة للصحوة من كل خير ، و لكن لابد -لتحقيق أكبر الفائدة من هذا النوع من الاختلاف- من تجنب محاذير و أمراض ظهرت في العمل الإسلامي المعاصر ، بل ظهرت فيما سبق من العصور ، و نبه عليها العلماء. "
4 " فمن هذه المحاذير:1- أن يكون انشغال الأفراد و الجماعات بما يرونه أفضل الأعمال سبباً لتركهم الواجبات الأخرى التي تمثل الحد الأدنى من الالتزام بالإسلام "
5 " 2- المحذور الثاني الذي لابد من تجنبه لتحقيق هذا التكامل المنشود بين الاتجاهات الإسلامية هو:أن يُربَّي كل الأفراد داخل هذه الجماعات على تحقير الأعمال و العلوم الأخرى التي ليس لجماعته اهتمامٌ كبيرٌ بها في سبيل حفزِ هممهم على تنفيذ ما يُطْلَب منهم. "