Home > Work > قضية المرأة: بين التحرير والتمركز حول الأنثى
1 " و يُصبح النسبي هو المُطلق الوحيد ، و يُصبح التغير هو نقطة الثبات الوحيدة ، حينئذ تفقد الطبيعة /المادة مركزيتها ، بإعتبارها المرجعية النهائية . "
― عبد الوهاب المسيري , قضية المرأة: بين التحرير والتمركز حول الأنثى
2 " قد يكون من الأكثر رشداً وعقلانية ألا نطالب بـ"تحرير المرأة" وألا نحاول أن نقذف بها هي الأخرى في عالم السوق و الحركية الاستهلاكية, وأن نطالب بدلاً من ذلك بتقييد الرجل أو وضع قليل من الحدود عليه وعلى حركيته بحيث نبطئ من حركته فينسلخ قليلاً عن عالم السوق والاستهلاك وبذلك يتناسب إيقاعه مع إيقاع المرأة و الأسرة و حدود إنسانيتنا المشتركةانطلاقاً من هذه الرؤية لا بد أن يعاد تعليم الرجل بحيث يكتسب بعض خبرات الأبوة و العيش داخل الأسرة و الجماعة "
3 " لعله قد يكون من المفيد ألا نتحدث عن "حق المرأة في العمل" (أي أن تعمل في رقعة الحياة العامة نظير أجر), أي العمل المنتج مادياً الذي يؤدي إلى منتج مادي (سلع - خدمات). ونعيد صياغة رؤية الناس بحيث يعاد تعريف العمل فيصبح "العمل الإنساني", أي العمل المنتج إنسانياً ( وبذلك نؤكد أسبقية الإنساني على المادي والطبيعي). وهنا تصبح الأمومة أهم "الأعمال المنتجة" (وماذا يمكن أن يكون أكثر أهمية من تحويل الطفل الطبيعي إلى إنسان اجتماعي؟) ومن ثم يقل إحساس المرأة العاملة في المنزل بالغربة وعدم الجدوى, ويزداد احترام الرجل لها ويكف الجميع عن القول بأن المرأة العاملة في المنزل لاتعمل "
4 " مشكلة المرأة مشكلة إنسانية لها سماتها الخاصة "
5 " يجب أن ننفض عن أنفسنا غبار التبعية الإدراكية و نبحث عن حلول لمشاكلنا نولّدها من نماذجنا المعرفية ومنظوماتنا القيمية والأخلاقية ومن إيماننا بإنسانيتنا المشتركة, و هي منظومات تؤكد أن المجتمع الإنساني يسبق الفرد (تماماً كما يسبق الإنسان الطبيعة/المادة) "
6 " فكرة أن كل الناس أقليات, تعني أنه لا يوجد أغلبية, أي لا يوجد معيارية إنسانية ولا ثوابت, ومن ثم تصبح كل الأمور نسبية متساوية وتسود الفوضى المعرفية و الأخلاقية.و إذا كان لكل أقلية حقوق مطلقة, فإن هذا يؤدي في واقع الأمر إلى أن فكرة المجتمع الذي يستند إلى عقد اجتماعي و إلى إيمان بإنسانيتنا المشتركة تصبح مستحيلة, إذ أن الحقوق المطلقة التي لا تستند إلى أي إطار مشترك لا يمكنها التعايش "
7 " ولذا بدلاً من الحديث عن "حقوق الإنسان"، إنسان روسو الطبيعي الذي يعيش حسب قوانين الطبيعة، مما يضطرنا إلى الحديث عن "حقوق المرأة" الفرد، ثم أخيراً عن "حقوق الطفل" الفرد، قد يكون من الأجدر بنا أن نتحدث عن "حقوق الأسرة" كنقطة بدء ثم يتفرع عنها وبعدها "حقوق الأفراد" الذين يكوّنون هذه الأسرة، أي أننا سنبدأ بالكل (الإنسان الاجتماعي) ثم نتبعه بالأجزاء الفردية "
8 " أزمة المرأة هي, في واقع الأمر, جزء من أزمة الإنسان في العصر الحديث والتي تنبع من هذه الحركية الهائلة المرتبطة بتزايد معدلات الاستهلاك "
9 " بدلا من أن يحاول دعاة تحرير المرأة محو الاختلافات البيولوجية والنفسية والاجتماعية بين الرجل والمرأة يجب أن يبذلوا جهدهم للحيلولة دون تحولها إلي ظلم وتفاوت اجتماعي أو إنساني "
10 " أنا أطالب برد الاعتبار للأمومة ولوظيفة المرأة كأم وزوجة، وأرى أن هذه الوظيفة (الإنسانية) و (الخاصة) تسبق أي وظائف (إنتاجية) و (عامة) أخرى وإن كانت لا تجبّها. كما أطالب بالحفاظ على الخلاف بين الجنسين على ألا يتحول هذا إلى أساس للظلم والتفاوت. "
11 " إذا كانت حركة تحرير المرأة تدور حول قضية تحقيق العدالة للمرأة داخل المجتمع، فإن حركة التمركز حول الأنثى تقف على النقيض من ذلك، فهمى تصدر عن مفهوم صراعي للعالم حيث تتمركز الأنثى على ذاتها ويتمركز الذكر هو الىخر على ذاته، ويصبح تاريخ الحضارة البشرية هو تاريخ الصراع بين الرجلة والمرأة وهيمنة الذكر على الأنثى ومحاولتها التحرر من هذه الهيمنة. "
12 " إن حركة تحرير المرأة، في نهاية الأمر وفي التحليل الأخير، ترى أن ثمة إنسانية مشتركة بين كل البشر، رجالاً ونساءً، وأن هذه الرقعة الواسعة المشتركة بيننا هى الأساس الذي نتحاور على أساسه والإطار الذي نبحث داخله عن تحقيق المساواة. "
13 " هذا العالم يتسم بالحركة الدائمة ، ولذا سُرعان ما ينحل العالم الثنائي الصلب والعالم الواحدي الصلب إلى عالم لا مركز له ، في حالة سيولة شاملة ، فيحل دريدا محل نيتشه ، ويحل مادونا ومايكل جاكسون محل طرزان ودراكيولا . .عبد الوهاب المسيري "