Home > Work > أحلى قصائدي

أحلى قصائدي QUOTES

8 " رسالة الى رجل ما " نزار قباني "

يا سيدي العزيز
هذا خطاب امرأة حمقاء
هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء
اسمي أنا ؟ دعنا من الأسماء
رانيا .. أم زينب
أم هند .. أم هيفاء
أسخف ما نحمله يا سيدي الأسماء

يا سيدي
أخاف أن أقول ما لدي من أشياء
أخاف - لو فعلت -
أن تحترق السماء
فشرقكم يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الاحلام من خزائن النساء
يمارس الحجر على عواطف النساء
يستعمل السكين
و الساطور
كي يخاطب النساء
و يذبح الربيع , و الاشواق
و الضفائر السوداء
و شرقكم يا سيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء
لا تنتقدني سيدي
ان كان خطي سيئا ً
فإنني أكتب و السياف خلف بابي
و خارج الحجرة صوت الريح و الكلاب
يا سيدي
عنترة العبسي خلف بابي
يذبحني ..
إذا رأى خطابي
يقطع رأسي
لو رأى الشفاف من ثيابي
يقطع رأسي لو أنا عبرت عن عذابي

فشرقكم يا سيدي العزيز
يحاصر المرأة بالحراب
و شرفكم يا سيدي العزيز
يبايع الرجال انبياء
و يطمر النساء في التراب
لا تنزعج
يا سيدي العزيز من سطوري
لا تنزعج
اذا كسرت القمقم المسدود من عصور
اذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري
اذا انا هربت
من اقبية الحريم في القصور
اذا تمردت على موتي
على قبري, على جذوري
و المسلخ الكبير

لا تنزعج يا سيدي
اذا انا كشفت عن شعوري
فالرجل الشرقي
لا يهتم بالشعر و لا الشعور
الرجل الشرقي
- و اغفر جرأتي -
لا يفهم المرأة الا داخل السرير

معذرة يا سيدي
اذا تطاولت على مملكة الرجال
فالأدب الكبير - طبعا - أدب الرجال
و الحب كان دائما
من حصة الرجال
و الجنس كان دائما
مخدرا يباع للرجال

خرافة حرية النساء في بلادنا
فليس من حرية
أخرى سوى حرية الرجال

يا سيدي
قل ما تريده عني فلن ابالي
سطحية , غبية , مجنونة , بلهاء
فلم أعد ابالي
لان من تكتب عن همومها
في منطق الرجال تدعى امرأة حمقاء
ألم أقل في أول الخطاب اني امرأة
حمقاء "

نزار قباني , أحلى قصائدي

17 " وحين أكون مريضه ..
وتحمل أزهارك الغاليه
صديقي ، إلي
وتجعل بين يديك يدي
يعود لي اللون والعافيه
وتلتصق الشمس في وجنتي
وأبكي .. وأبكي .. بغير إراده
وأنت ترد غطائي علي
وتجعل رأسي فوق الوساده
تمنيت كل التمني .. صديقي .. لو أني ..
أظل .. أظل عليله ..
لتسأل عني ..
لتحمل لي كل يوم ورودا جميله
وإن رن في بيتنا الهاتف
إليه أطير ..
أنا .. يا صديقي الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوةٍ شارده
وأحتضن الآلة الجامده
وأعصر أسلاكها البارده
وأنتظر الصوت .. صوتك يهمي عليّ
دفيئا .. مليئا .. قويّ ..
.
كصوت ارتطام النجوم ، كصوت سقوط الحلي
وأبكي .. وأبكي .. لأنك فكرت فيّ ..
لأنك من شرفات الغيوب .. هتفت إليّ
ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب ..
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب ..
تمدّ أصابعك المتعبه
إلى المكتبه ..
وأبقى أنا في ضباب الضباب
كأني سؤال بغير جواب
أحدق فيك .. وفي المكتبه ..
كما تفعل القطة الطيبه ..
تراك اكتشفت ؟
تراك عرفت ؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبه !!.
.. وأمضي سريعاً إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي
كأني حملت الوجود معي ..
وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور ، وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل .. أعدو وراء نقاط تدور
.. ورأسي يدور ..
كأني عصفورة جائعه
تفتش عن فضلات البذور
لعلك يا .. يا صديقي الأثير
تركتَ بإحدى الزوايا .. عبارة حب قصيره ..
جنينة شوق صغيره ..
لعلك بين الصحائف خبأت شيَّا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا .. "

نزار قباني , أحلى قصائدي