Home > Work > لن أقول شيئا هذه المرة
1 " بكل ما أملك من طاقة، وهي قليلة على أية حال، أقاومُ اليأس، أدفعه ببطء كمكعب نرد ثقيل، يسقط نحو الهاوية، الهاوية التي تتساوى فيها أرقامه. "
― مهدي سلمان , لن أقول شيئا هذه المرة
2 " لا أحتاج الكتابة،أحتاج الحلم. "
3 " لن أكتب شيئاً سواك أيها الصمتأيها البياض، اكتبني أنت. "
4 " الأمر أنني لم أعد أتذكر، لقد دفنتُ نفسي في قبرٍ ضيّقٍ من النسيان، والآن ليس لي إلا الخشية من كل شيء. الكل صار مجهولا عدا خوفي الذي لا أعرف من أين أتذكره. "
5 " كالرماديِّ من خلف الزجاج، هذا اليومُ المنفوض على شرفة الملل، يشفّ عن كلِّ شيء، فيما هو ليس شيئاً، مليء بما ليس هو، أعني نفسي أيضاً ، فهو وإن كان يوماً أكثر ضجراً، إلا أنه ليس مختلفاً تماماً عن باقي أيامي، أنشغل بالذي ليس لي لأني ببساطة لا شيء لي، أنا الرمادّي من خلف الزجاج، كل من يقف أمامي يرى صورته، ولا صورة لي. "
6 " أنا مكسورٌ مثلكَ أيها القَدَر، أقفُ أمامَ المرآة وأبكي، كما تفعل أمام بشاعة خلقك، أسرح بالساعات وأنا أفكرُ في وجودي العبثي مثلما تسرح أنت فيما الكونُ يجرّ خيبات حدوثه المتكررة. "
7 " أيتها الحياة. هل أنت هذا الفراغ الذي يخترقني؟ "
8 " هذا زمنٌ يُلفُّ في سيجارة، هذا كونٌ يُقرأ كلافتة مرور، هذا عمرٌ يُسحبُ من شعره في زقاقٍ أسود. "
9 " العادي يحوطني، بلهي يدفع جسدي الضخم لهاوية اليومي، لا شيء يحدث. المنطق يمسك أذن الفنجان بإحكام. والواقعي يغمض عينيه ويقرأ ما سيحدث عن ظهر قلب. أيها الممر الضيق الأعمى. أكمل نومك على سرير الرتابة، واصل شخيرك في رأسي، ولا تكترث. "
10 " الله.. أنتَ هو إذن، هذا الذي يملأ الدنيا، تصوّر لو كنتُ رأيتكَ في مكانٍ آخر لما تعرفت إليك، الله، بالتأكيد. رغم أنكَ لستَ كما تصوّرتك تماماً إلا أنك أنت، شيء ما يشير إلى ذلك، شيء فيك. "
11 " هل أنتَ بهذه القسوة؟ بحيث تنظر إلى تلك الدماء الكثيرة التي سالت باسمك وأنت تبتسم في الأعلى؟! "
12 " أيها الشعر، البسيط جدا كتحية صباح، المهمل كطلب توظيف، ها أنت مرة أخرى محط سخرية الجميع، فقط لأنك لم تحظ بجائزة أو درجات عالية كتلميذ مجتهد... "
13 " قدمك التي ركلت كل شيء. لم تتحرك خطوة واحدة، وهذا اليوم يشبهني كلانا نحاول هدم الآخرين، وكلانا لا ينجح سوى في جلب الشفقة. "
14 " أودع الله شهوة العالم فيّ، وسرق مني رغبة الحياة، وبهذا كان عمل الشيطان أسهل، وتعاملي معه أصعب. "
15 " لا أستطيع أن أنكر فضل أحد فيما وصلت إليه، المآتم التي دربتني جيداً على البكاء، أغاني أم كلثوم التي صفعتني كثيراً وعاقبتني بغبقائي وحيداً في البيت، إخوتي الذين اختلفوا كثيراً ليزرعوا هذا الارتباك في قلبي، صدام حسين الذي علمني بصبر كيف أضع الشريط اللاصق على نوافذ كثيرة في حياتي، وفي جسدي. أنا تحفة حقيقية، لا يمكن أبداً أن تخطئها عين. "
16 " هذا الأبد مغلق، والبحث عن مخرج هو عبء إضافي لما لا لزوم له. "
17 " أيها الإله المريض برغبة التلصص: ألم تكت ف، تختبئ هناك، وتبعث لنا عسسك هنا، هل حقاً خلقت كل هذا، لتنظر له من ثقبالباب؟احضني يا اللهكسر أضلاعي،قل لي لقد كنا نمزح معك، قل لي أن كل شيء انتهى، أشر نحو الجهة الفارغة، وقل لي: كنا نراقبك من هناك، وضحكنا كثيراً عليك. اربت على كتفي، واسألني: لماذا تأخذ الأمور بهذه الجدية؟لا تعدني ثانية، سأقول لك، يارب العدم. فتتني. "
18 " أنا نصفُ الإله الأعمى، نصفُ الوحش الكهل، نصفُ الكأس الفارغ، نصف الحقيقة المغيبة، أنا نصفُ الإنسان التائه، نصفُ المعنى المفقود، أنا نصف نفسي.ولا أعرف كيف تحولت إلى هذا الصدى الذي أنا عليه، ولا أعرف: في أيِّ كهفٍ ولدت، ومن أي حنجرة مذعورة خرجت، كل ما أعرفه أني أصطدم بكل شيء عداي. "
19 " كيف يمكن للفراغ أن يكون بهذه الفوضى؟ بهذا الصخب، بهذا الضجيج. "
20 " ملأى هذه الحياة بما يشبهني، وجوه، تفاصيل، خطوط،صرخات، لا أرفع رأسي إلى أعلى كي لا أبصرهم، يشبهونني تماماًويفزعني هذا الشبه، أمشي على أطراف شهقتي، "