Home > Work > The Conference of the Birds

The Conference of the Birds QUOTES

53 " يا رب ألا لليلتي من نهار ؟ ألا لشمع الفلك من اشتعال ؟ قد قضيت الليالي الطوال في رياضة، وما أرى أحد قط ليالي مثلها، ومن الاحتراق كالشمع فقدت كل قوة، وماعاد بكبدي من ماء غير دماء القلب، وأصبحت كالشمعة أقتل بالإشعال والإحراق، لذا أحرق بالليل، وأقتل بالنهار. لقد قضيت الليلة أقاسي أهوال القتال، وغرقت من رأسي إلى قدمي في خضم الدماء، وفي كل لحظة تعرض لي مئات الأهوال، ولا أعلم متى يشرق صبحي ؟ وكل من مني بمثل تلك الليلة ذات مرة، أصبح شغله الشاغل في ليله ونهاره إحراق كبده. وكثيرا ما قضيت النهار والليل في لوعة، ولكن تلك الليلة كأنها يوم هلاكي، بل كأنني كنت قد خلقت ذات يوم، من أجلت تلك الليلة، فيا إلهي، ألا لليلتي هذه من نهار ؟ ألا لشمع الفلك من اشتعال ؟
يا رب، أهذه سمات هذه الليلة ؟ أو أن الليلة يوم القيامة ؟ أو أن شمع الفلك قد انطفأ بزفرتي ؟ أو أن حبيبي توارى من الخجل خلف الحجب ؟
الليل طويل حالك الظلمة كشعرها، ولولا ذلك لسلكت الطريق مائة مرة إلى محلتها، إنني أحترق الليلة من جوى العشق، ولم تعد لي طاقة لتحمل إيلام العشق، أين العمر لأصف ذلتي، أو لأتأوه بكامل إرادتي ؟ أين الصبر حتى أكف عن المسير، أو أن أعاقر الكؤوس كالرجال؟ وأين الحظ، حتى تصحو عزيمتي، أو أن تعينني في عشقها؟ وأين العقل، حتى يكون العلم قدوتي، أو بحيلة العقل أمثل أمامها ؟ وأين اليد حتى أضع تراب الطريق على مفرقي، أو أن أرفع رأسي من تحت التراب والدم ؟ وأين القدم حتى أعاود البحث عن محلة الحبيب ؟ وأين العين حتى أعاود رؤية وجه الحبيب؟ وأين الرفيق حتى يساعدني في غمي؟... وأين الصديق حتى يأخذ لحظة بيدي ؟ وأين القوة حتى أستطيع البكاء والنواح ؟ وأين الفطنة حتى أتصرف بحكمة ؟
ذهب العقل، وانقضى الصبر وولى الحبيب، فأي عشق هذا ؟ وأي ألم، وأي فعل؟ "

Attar of Nishapur , The Conference of the Birds