Home > Work > مذكرات صائم
21 " صعد الإنسان إلى القمر .. ونزلنا نحن لقمر الدين "
― أحمد بهجت , مذكرات صائم
22 " يبدو لي أن هناك سلّماً صعودياً للقيم فى الحياة ، وفى موضع ما من هذا السلم يوجد خط لعله وهمي ، إذا كان المرء تحته فهو ( يوجد ) وإذا كان فوقه فهو ( يحيا ) "
23 " و هكذا نحن دائما نفكر في شيء و نقول شيء اخر نؤمن بشيء و نتصرف عكس ما نؤمن و نتحدث بشكل لا علاقه له بهذا او ذاك "
24 " الحكومة لا تأخذ الدين مأخذاً جدياً، بل لعلها تخاف إن بعثت روحه أن تقضي عليها هذه الروح "
25 " أغرب الغرباء من تأتيه الغربة من باطنه "
26 " ابليس: هذا أفكر فيه طيلة الوقت .. كان الله يعلم أنني سأرفض السجود.. سأتحول إلى الشر المحض.. لو علمت أنا أن الله يعلم بما سيكون فربما كان لي تصرف آخر.. المأساة أن الله يعلم ما بنفسي وأنا لا أعرف ما في نفسه.قلت: أكنت تحلم بأن تخدع الخالق.ابليس: لقد تصورت أنني خدعته بعبادتي آلاف السنين حتى وصلت إلي مرتبة الوقوف مع الملائكة .. كنت واهماً.. كان يعرف أن في نفسي خيطا من الرياء وأنا أعبده.. كان يعرف أنني أعبده لأترقى.. لم أكن أعبده لذاته.. إنما عبدته بسبب ما تمنحه العبادة من كبرياء ومجد.. كان هذا شيئاً لا تعرفه زوجتي ولا يعرفه أصدق أصدقائي.. كيف عرفه الخالق.. "
27 " وليس هناك غير حل واحد يقف أمام فساد الحياة وذلك حب الله .. إن في الحب عنصرا خاصا للمقاومة .. الذين يحبون يقاومون عادة , وعلى قدر درجة حبهم تجئ صلابة المقاومة.. هذا قانون من قوانين الكون "
28 " كان أبو عمر الزجاجي اذا كبر للصلاة تغير لون وجهه وشحب سئل لماذا يتغير لونك قال أخشى أن أفتتح صلاتي بخلاف الصدق فمن يقول الله أكبر وفي قلبه شيء أكبر منه أو قد كبر شخصا سواه على مرور الوقت فقد كذب نفسه على لسانه "
29 " و الشمس والقمر ايتان من ايات الله..والله تعالى يخلق مايشاء ويختار ،والله اكرم بعباده منهم انفسهم ،فهو يخلق لكل واحد منا شمسه الخاصة ، شمسه التي تضئ له وحده ، وتمنحه طاقة الحياة و الابداع و التوهج .. "
30 " مع كل بعث جديد لهذا الشهر يستيقظ في قلبي شئ .. شئ لست أدرك كنهه أو أعرف حقيقته .. شئ يشبه عذوبة الحب الأول .. أو يشبه غموض الأيام القلقة التي لا نعرف فيها هل وقعنا في الحب أو نتوهم ...أحس في الليلة الأولى من شهر رمضان أنني أرى من خلال النفس كل نفوس الآخرين في الوجود .. وينمو داخلي الحنين فأود أن أعثر على النملة التي كلمت سيدنا سليمان لأقبّلها .. وأتمنَّى أن ألقى الحوت الذي ابتلع يونس لأربت على رأسه .. وأحلم أن أجد الحمار الذي بعث أمام عُزَير لأحمله على ظهري .. وأفكِّر عبثاً في قبر الهدهد الذي حمل الرسالة لبلقيس وعاد ليحكي لسيدنا سليمان عن عبادتها للشمس ... أين يقع قبر هذا الهدهد .. أي روعة أن يبعث الهدهد لنتحدث قليلاً عن عبادة الشمس ..في بدايات شهر رمضان أحس نحو الكائنات ، كل الكائنات ، بالحب .. وأحس بالرفق والضعف إزاء قصص الحب الإنسانية والحيوانية والنباتية والجمادية .. ويملؤني إدراك للعلاقة بين تنهد القمر ومدّ البحر وجَزره ، كما أفهم سر الهوى المتبادل بين زهرة عبّاد الشمس التي تحول وجهها نحو أمّها ، حتى يجئ الليل فتنكس عنقها وتنام ..في شهر رمضان .. أشعر بأن كل شئ في الدنيا يقوم على الحب ، هو الناموس المسيطر الحاكم في الدنيا .. وإن أفسده الناس بالكراهية والرحيل .... "
31 " يذكرني الصوم بالحب، ويقودني الحب إلى التفكير في الله، ويذكرني رفق الله بنا وحبه لنا بالرفق الذي كان ينبغي أن نعامل به الحيوان، والحب الذي كان ينبغي أن نعامل به رفاقنا من افراد الجنس البشري. "
32 " و لكي يكون المرء حيا يجب أن يملك القدرة على أن يستقل بعقله عن البيئة المادية وهموم الحياة و مشاغلها "
33 " مثلما نملك طاقه هائله من المرح نملك قدرة على النفاق الاجتماعى لا مثيل لها في العالم "
34 " نوجد أم نحيا!!نحن نوجد فقط حين نؤدى عملا لا نحبه,أيضا نوجد حين لا نرى حولنا غير المناظر العتيقة وجدران المدن القديمة والأحلام الميتة والآمال الصريعة والشوارع المألوفة والغرف والأثاث والثياب,نحن نوجد فقط حين نرى جديدا فى الحياة وحين نفقد القدرة على الأحلام أو التمرد على الحب. هذا كله يندرج تحت درجة من درجات الوجودانما نحيا حين نحب وحين نكون عرضة للخطر وحين نفكر فى الجبال والبحار والنجوم ونحاول اخضاعها بالعلم أو بالشعر ,نحن نحيا حين نلعب وحين نحلم وحين نضحك من قلوبنا,أيضا نحس بالحياة حين نكون بمحضر حزن صادق "
35 " الجنة نعيم الصبيان اما انا فأريد وجهك يارب "رابعة العدوية "
36 " ثمة إحساس ضعيف..بأن ثقلاً ما قد صعد من مكان ما..واستقر داخل قلبى!! "
37 " سألت نفسي كمصرى: لماذا آكل اذا جلست الى الطعام كمن يأكل فى آخر زاده ؟ هل هو جوع القرون الاولى من حياة المصريين. هل هو إعتيادنا ظلم الحاكم الذى يمد يده لطعامنا عادة قبل ان نمد ايدينا اليه؟ "
38 " يسير أبناء الفرنجة فوق القمر ، وأمر بيدي على قمر الدين فما أعظم الفرق بين الحضارتين . "
39 " هكذا فهموا القرآن في صدر الاسلام .هو دعوةالى المعرفة . دعوة تعني خضوع المادة للإنسان وخضوع الإنسان لخالقه. "
40 " قلت له: من هو الإنسان الذي غاظك أكثر في الوجود؟قال: أبو نواس عليه اللعنة.. قاسمته حياته ثم وصمني ببيتين من الشعر:تذكرت ما قاله أبو نواس عن إبليس..عجبت من إبليس في تيهه وسوء ما أظهر من نيتهتاه على آدم في سجــــــدة وصار قـــــواداً لذريته "