Home > Work > الخلاص الأخير
1 " صوتُها مُسكر مثل خمر لم يقربها، ونعيم لم يحلم أن ينتظره، كان يكفي لقاءً واحداً لتنغرز سهامُ الحبِّ في قلبه. "
― نادية الإمام , الخلاص الأخير
2 " فكرت في نسيانه لكنها لا تريد أن تفقد شعورها بحبِّه، إنها مستمتعةٌ بمراقبته من بعيد، سعيدةٌ باللحظات التي تسوقها الصدفةُ لتجمعَ بينها وبينه، يكفيها ما تشعرُ به حين تلتقي عيناها بعينيه تذهب كلُّ هموم الدنيا، وتنسى كلَّ ما حولها، ولا تتذكرُ سوى حاتم المنصور. "
3 " يسأله ماهر: لما قطعتَ لسان الفتاة يا رجل ألا يكفي دفنُها حية.- يكفي إنها امرأة، المرأةُ ألمٌ ولدته الحياةُ لينهشَ قلوبَ الرجالِ. "
4 " تشعرُ أنَّها تحتاجُ إلى الحركة، ولا تريدُ لأىِّ شيء أن يحمل عنها عبءَ خطواتِها حتى لو كان مصعد كهربائى. "
5 " يالمعجزة المال! مَنْ يملك دائماً هو القادرُ على الاستحواذ على كلِّ ما يحلم به، على جلب الدنيا تحتَ أقدامه، على شراء ما يصل به إلى السعادة. "
6 " قاتل اللهُ مَنْ يقاتلون نورَه في القلوب "
7 " لكن لا القدر يستأذنُ ونحن في أكثر الأحيان لا نختار! "
8 " أنتَ من ضيعتَ صاحبةَ العنوان، القدرُ لا ينتظرنا يا ولدي! "
9 " هل هناك أبوابٌ لا تُفتح إلا بالحزن! هل هناك فرجٌ لا يأتي إلا بعد عُسر شديد !ربما. "
10 " تسكن الروحُ ويغيب الجسدُ تحت الثري، الأرض أمنا الأولى تحتضنا في أعماقها لتخبئنا من جديد كذرات من ترابها، في أعماقها تختزلُ تاريخ البشريةِ بأكمله، ومنها سننهض من جديد، تواري عنا سوءاتِ الدنيا متمنيةً عودة كلِّ أبنائها لتسترهم في باطنها. "
11 " الموت لا نذهبُ إليه بل هو من يأتي إلينا، فلا تجزعي يا صغيرتي لكلٌ منا أجلٌ لن يؤخره حرصُنا أو يُعجل به تهورُنا. "
12 " تلتقط بعض المشاهد عن فرار في الصحراء وأيادٍ جوعى تنبشُ في الرمال بحثًاً عن خبزٍ قد دُفن أو بقايا طعام، تتابع حالَ جيرانهم العائدين فراراً من جحيم صدام تاركين خلفَهم كلَّ شىء إلا أجسادهم، ضاع شقاءُ السنين وثمنُ الغربة، عائدين إلى ملاذهم الأخير حيثُ حضنِ الوطن "
13 " الموت معناه إنِّي لن أراكَ مرة أخرى، الموتى يرحلون بعيداً ويتعذرُ عليهم العودة، الموتى لا يأتون إلا في الأحلام. "
14 " ترتدي أم الدويدار عباءة بيضاء بينما وجهها كان أكثر بياضاً رغم تجاعيد قليلة رسمتها الأيام حول عينيها، جالسة على أريكتها العتيقة وتحوم من حولها رائحة البخور الآسرة، تُسبح على أصابع يديها اليمنى فهي تكره المسبحة وعندما تُسأل عن السبب تجيب في زهد مصطنع: ثمنها يطعم فاهاً جائعة أو يسقي كبداً ظمآناً أما أنا فلدي من الأصابع ما يكفيني لذكر الله.تلتفت إلى فايزة لتسألها:- أي نذير أتى بك يا فايزة.- تعلمين أني ظُلمت كثيراً والآن حان وقت الانتقام ممن ظلموني.- مولود يولد هو الحل! ثم ماذا؟- ثم تنتهي أزمتي للأبد وتصمت العجوز وولدها.- ثم دم، رحمك لن يحمل سوى نهر من الدماء، لن يحمل سوى الموت.- ما تسمينه الموت هو ما سيمنحني الحياة.- باركي خطاي يا خالة.- هل فقدتي عقلك؟ ارحلي يا فايزة.- باركي مسعاي.- ذرية مبتورة وجحيم آت يا فايزة. "
15 " إلى العالقين ما بينَ بينْ ..إلى القاسيةِ قلوبُهم ..إذا خُيَّرتُمْ ما بينَ الرحمةِ والعدلِ، تَرَفَّقُوا "
16 " تَرَفَّقْ! ليست كلُّ الأشياءِ تظهرُ حقيقتُها كما تبدو لنا، هناك بُعدٌ آخر لا ندركه، فلا يُدركنا نورُ الحقيقة. "
17 " لا عجبَ فتلك المرأةُ يقولُ عنها كلُّ مَنْ يعرفها أنَّها خُلقت من عنادٍ وحفنةٍ من صبر! "
18 " البداياتُ مُربكة، نراها حينَها مستحيلةً بينما عندَ حدوثِها نتأكدُ أنَّها أبسطُ من خيالاتنا المعقدة، حين يأمر القدرُ تجتمع كلُّ المسببات لتنهمر الأحداثُ حدثاً حدثاً، نشعر وقتئذ ببساطته، ولا ندركُ الآتي معه من ألمٍ وحزن فنبقى عاجزين أمامَ حكمة القدر. "
19 " لا نعلم صنيعَ اختياراتنا إلا بعد ما نسقطُ، وحينها لا تقوى أرواحُنا على الصمودِ، وتُكبلنا أحلامُنا، وتتحالفُ مع القدر لنمضيَ في طريقٍ قد رُسم لنا عبورُه، وحُرِّمَتْ علينا النجاةُ . "
20 " أم الدويدار" ذات الخمسين عامًا لا يغادرُها الرداءُ والطرحةُ شديدا البياضِ مما يزيدُ الهالةَ التي نسجتَها الأيامُ حولَها،عرفَها الناسُ تخطفُ الروحَ بداخلها لتزفرها بكلِّ خطايها بعدَ أن علمت منها ماضي وحاضرَ ومستقبلَ حاملِها، هذه أسطورتُها التي يتناقلها أهلُ القرية منذُ زمن، يسعون لتصديق كلِّ تنبؤاتها بحثاً عن أمل صنعوه ورجاءٍ لمستحيل لن يحدثَ. "