Home > Work > فرج
1 " الحياة واسعة و ضيقة. لما نكون فيها نزرع و نقلع و نربّى و نكبّر و نشيل و نحط و نروح و نرجع و نطلع و ننزل و نحب و نكره و نحمل الهم و ننتظر الفرج ، تكون واسعة. و لأننا فيها، عن يميننا ناس و شمالنا ناس و فوقنا ناس و تحتنا ناس، الكل مهموم أو فرحان و الكل فيها... تبقى واسعة. و لو وقفنا بعيد، نقول ضيقة مثل خرم الابرة ، و نقول ايه يعنى نعيش عشان نموت ، و نبنى و البنا نهايته هدد،و نعمر و الريح تاخد ، و نكبّر و نفتح كفوفنا نلاقيها قاضية. أنا بقول نعيشها نشوفها واسعة حتى لو ضاقت ، و لما نفكر فيها من بعيد نشوفها خانقة و ضيقة و لا معنى و لا لزوم.مثلا لما اشتري كتاكيت وأبص عليها وهي صغيرة وأصفرها جميل وبتعافر، وكل فرخ منها يردّ الروح، أوكلها وأشربها وأنظف حواليها واصطبح بيها كل يوم وأشوفها بتكبر، قلبي يرفرف. طب يا ندى لو فكرت لإني اشتريت الكتاكيت عشان لما تكبر تندبح ، أذبحها أنا أو غيري، يبقى فرحي بيها ورفرفة قلبي عليها جنون. خلفة العيال مش زي الكتاكيت بس زيها، يعني أحمل تسع شهور وروحي تتعلق بالولد وربنا يختاره. لو الحياة مش وخداني لا أحبل بعدها ولا أربي ولا أكبّر. ولكنها بتاخدني، تسحبني فأمشي معاها، تراضيني فأرضى، تكرمني بعيل ثاني وثالث، وييجي رابع ويروح، ولكن الخامس يبقى. كبيرة وضيّقة يا بنت اخويا. "
― رضوى عاشور , فرج
2 " خذ مثلا الرائد فؤاد الذي قاد حملات تعذيب الإخوان المسلمين في سجن القلعة وسجن أبي زعبل في الخمسينيات. يظهر مستقرا وراء مكتبه، في كامل ملابسه، ويُشرف. الشتائم البذيئة أولا ثم الركل واللكمات، يعقبها تعصيب العينين وتعليق المعتقل عاريا لكهربته وإطفاء السجائر في بدنه من كل الجهات وبلا عوائق.هل هذا الرائد هو نفسه اللواء فؤاد الذي يتكرر ظهوره في القنوات الفضائية بشعر فضي وسترة أنيقة، يتحدث بوقار، لا يرفّ له جفن، لا يرتجف صوته ولا ترتعش يداه ولا قسمات وجهه، يجيب على أسئلة المذيعة التي قدمته بوصفه خبيرا في شئون الإرهاب والجماعات المحظورة؟ "
3 " عادة ما أشعر انى خفيفة قادرة على ان أطير وأنا مستقرة فى مقعد أقرأ رواية ممتعة. حين أشعر بنفسى ثقيلة أعرف أنى على مشارف نوبة جديدة من الاكتئاب "
― , فرج
4 " الحزن قوة جاذبة تشد لأسفل، تسحب الرأس والكتفين إلى تحت، كأن الجسم في حزنه يُمسي واهناً خفيفاً فتستقوي الجاذبية عليه وتستشرس "
5 " لا يمكن أن يكون الحب أعمى لأنه هو الذي يجعلنا نبصر "
6 " غريب أن أبقى محتفظة بنفس النظرة إلى شخص ما طوال ثلاثين عاماً، أن يمضي الزمن وتمر السنوات وتتبدل المشاهد وتبقى صورته كما قرّت في نفسي في لقاءاتنا الأولى "
7 " يبدو الذهاب الى العمل أو الخروج من البيت مهمة مستحيلة. أتحاشى الخروج ما أمكن. أتحاشى الناس، وأشعر بالوحشة أننى بعيدة عنهم فى الوقت نفسه. لحظة استيقاظى من النوم هى الأصعب. حين أذهب الى العمل وأنهمك فيه، يتراجع الخوف كأنه كان وهماً أو كأن حالتى فى الصباح لم تكن سوى هواجس وخيالات "
8 " أن البشر كالمرايا يعكس الواحد منهم الكثير من وجه صاحبه "
9 " الجاهل بالمكان أعمى، لا أقصد بالمكان خريطة الشارع ولا أين يبدأ وأين ينتهى، بل المكان الذى يخصنا وتسكن فيه حكايتنا وذاكرة حواسنا الخمس فيه "
10 " ولكنني أكره العدمية، وأكره تيئيس الناس عندما يسقط الإنسان هو شخصيا في اليأس فيعلن هكذا بخفة وبساطة أن كل مسعى يلجأ إليه الناس لخلق معنى لحياتهم ليس سوى أوراق توت! ـ "
11 " في الوجه هدوء غريب لا أمتثله هل هي الشيخوخة وبعد المسافة، أم حكمة في نهاية المطاف؟ "
12 " يحكي الواحد منا عن أمر موجع ،لحجب الأمر الأكثر إيلاماً "
13 " غريبة هى الحياة عجيبة، تغلب لقوة فيها أم لأنانية فينا؟ "
14 " لا يمكن أن يكون الحب أعمى، لأنه هو الذي يجعلنا نبصر! ـ "
15 " كنت فى حالة خاصة غير معتادة تمزج بين ارتياح عميق أشبه بالسكينة وإن يصعب وصفها بالسكينة، وقلق غامض لا أحيط تماما بماهيته، كأن سؤالا غير ما دونته من أسئلة فى الخاطرة التى كتبتها، معلق فى مكان ما وإن استعصى علىّ الإمساك به "
16 " أشعر بالذنب تجاه أبى وأمى، ذنب لا علاج له أنهما رحلا. وأشعر بالذنب كلما مات زميل من زملائى كأننى تركته يتحمل عبئاً لم أشاركه فيه . ربما يكون كلامي وهماًاخفي به حقيقةاننى اشعر بالذنب كلما نظرت حولى فيتأكد لى اننا نترك للصغار خراباً نطالبهم بالعيش فيه "
17 " أتسائل مرة أخرى إن كان في المرء كيمياء تُقرِّب وتُبعد؟ أم كان محض حظ قَسَم لنا أن نتصادق وتفلت صداقتنا من الزلازل التي تصيب الأصحاب وتخلف لهم المرارة والركام؟ "
18 " تقطع الكيلومترات الخمسين من قريتها إلى الخيام، تحمل لزوجها ملابس و مأكولات، تسلمها للحارس وتعود. لا تعرف أنها منذ عامين ونصف أرملة وأن صغارها منذ عامين ونصف، أيتام "
19 " غريب هو الانسان يرى ذاته مركز الكون والتاريخ والحكايه "
20 " هَل يشكّل الموتُ حاجزًا أم أنّه على النقيض ، يُسقط حجابًا ؟ "