Home > Work > كنت رئيسًا لمصر

كنت رئيسًا لمصر QUOTES

2 " مشاعري معهم .. مع الإخوان .. رغم أنهم تخلوا عني و عن الديموقراطية و رفضوا أن يقفوا في وجه عبد الناصر إبان أزمة مارس , بل وقفوا معه و ساندوه , بعد أن اعتقدوا خطأ أنهم سيصبحون حزب الثورة , و أنهم سيضحكون على عبد الناصر و يطوونه تحتهم

فإذا بعبد الناصر يستغلهم في ضربي و في ضرب الديموقراطية و في تحقيق شعبية له , بعد حادث المنشية .

إن الإخوان لم يدركوا حقيقة أولية هي إذا ما خرج الجيش من ثكناته فإنه حتما سيطيح بكل القوى السياسية و المدنية , ليصبح هو القوة الوحيدة في البلد , و أنه لا يفرق في هذه الحالة بين وفدي و سعدي و لا بين إخواني و شيوعي , وأن كل قوة سياسية عليها أن تلعب دورها مع القيادة العسكرية ثم يقضى عليها .. لكن .. لا الإخوان عرفوا هذا الدرس و لا غيرهم استوعبه .. و دفع الجميع الثمن.

و دفعته مصر أيضا .. دفعته من حريتها و كرامتها و دماء أبنائها .. فالسلطة العسكرية أو الديكتاتورية العسكرية لا تطيق تنظيما آخر , و لا كلمة واحدة , و لا نفسا و لا حركة , و لا تتسع الأرض إلا لها و لا أحد غيرها "

محمد نجيب , كنت رئيسًا لمصر

7 " أريد أن أحسم قضية مهمة، لا تزال تثير الحوار والجدل، كلما جاءت سيرة ما فعلناه، ليلة 23 يوليه عام 1952:
هل ما فعلناه في تلك الليلة ثورة أم انقلاب ؟
إن من يؤيدنا ويتحمس لنا، يقول: ثورة!، وكأنه يكرمنا.
ومن يعارضنا ويرفض ما فعلناه يقول: انقلاب! وكأنه يحط منا.
وفي الحالتين لا يجوز أن نأخذ بمثل هذه الانفعالات العاطفية.

إن تحركنا ليلة 23 يوليه، والاستيلاء على مبنى القيادة كان في عرفنا جميعا انقلاباً. وكان لفظ انقلاب هو اللفظ المستخدم فيما بيننا، ولم يكن اللفظ ليفزعنا لأنه كان يعبر عن أمر واقع، وكان لفظ الانقلاب هو اللفظ المستخدم في المفاوضات والاتصالات الأولى، بيني وبين رجال الحكومة، ورئيسها، للعودة إلى الثكنات.

ثم، عندما أردنا أن نخاطب الشعب، وأن نكسبه إلى صفوفنا، أو على الأقل، نجعله لا يقف ضدنا، استخدمنا لفظ الحركة. وهو لفظ مهذب وناعم لكلمة انقلاب. وهو في الوقت نفسه لفظ مائع، ومطاط، ليس له مثيل، ولا معنى واضح في قواميس المصطلحات السياسية. وعندما أحسسنا أن الجماهير تؤيدنا وتشجعنا، وتهتف بحياتنا، أضفنا لكلمة الحركة صفة المباركة، وبدأنا في البيانات والخطب والتصريحات الصحفية نقول: حركة الجيش المباركة.

وبدأت الجماهير تخرج إلى الشوارع، لتعبر عن فرحتها بالحركة. وبدأت برقيات التأييد تصل إلينا، وإلى الصحف والإذاعة، فأحس البعض أن عنصر الجماهير، الذي ينقص ليصبح ثورة، قد توافر الآن، فبدأنا أحياناً في استخدام تعبير الثورة، إلى جانب تعبيري: الانقلاب والحركة. على أنني اعتبر ما حدث، ليلة 23 يوليه 1952، انقلاباً. وظل حتى قامت، في مصر، التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فتحول الانقلاب إلى ثورة. "

محمد نجيب , كنت رئيسًا لمصر

12 " اى ان الاخوان ظلوا على مواقفهم القديمة و لم يتعلموا من درس حلهم ولا من درس وضع قادتهم في السجن و قرروا انهم ضد الحياة النيابية و مع الحياة العسكرية.
و ق\ سبق ان حاول الاخوان اقناعي بمثل هذا الكلام, لكني رفضت. كان ذلك في ديسمبر 1953. و قد سبق ان رويت تفاصيل ما حدث و قلت:
"لقد حاول الاخوان المسلمون الاتصال بي ف ديسمبر 1953, عن طريق محمد رياض, الذي اتصل به حسن العشماوي و منير الدالة و طلبوا ان تتم المقابلة سرية بيني و بينهم و اقترحوا مكانا للمقابلة منزل الدكتور اللواء احمد الناقة الضابط بالقسم الطبي بالجيش. و كانت هذه مفاجأة لي لانها اول مرة اعرف ان للدكتور احمد الناقة ارتباطا بالاخوان المسلمين و رفضت فكرة الاجتماع السري بهم و ابلغتهم بواسطة محمد رياضاننى مستعد لمقابلتهم في منزلي او مكتبي. لكنهم اعتذرو عن ذلك و طلبو ان افوض مندوبا عني للتباحث معهم. فوافقت و عينت محمد رياض ممثلا عني للاجتماع بهم بعد ان زودته بتعليماتي و اجتمع محمد رياض بممثلي الاخوان المسلمين حسن العشماوي و منير الدالة عدة مرات.
"و اوضح لهم رياض رأيي في انهاء الحكم العسكري الحالي و عودة الجيش إلى ثكناته و اقامة الحياة الديمقراطية البرلمانية و عودة الاحزاب و الغاء الرقابة على الصحف و لكنهم لم يوافقو على ذلك و طالبو ببقاء الحكم العسكري الحالي, و عارضو عودة الاحزاب و اقامة الحياة النيابية كما عارضو الفاء الاحكام العرفية و طالبو باستمرار الاوضاع كما هى على ان ينفرد نجيب بالحكم و ان يتم اقصاء جمال عبد الناصر و باقي اعضاء مجلس الثورة و ان تشكل وزراة مدنية "يشترك فيها الاخوان المسلمين و لكن يتم تأليفها بموافقتهم و أن يعين رشاد مهنا قائدا عاما للقوات المسلحة و ان تشكل لجنة سرية استشارية يشترك فيها بعض العسكرييم الموالين لي و عدد مساو من الاخوان المسلمين و تعرض على هذه اللجنة القوانين قبل اقرارها, كما يعرض عليها السياسة الرئيسية للدولة و كذلك يعرض عليها اسماء المرشحين للمناصب الكبى .. كأن الاخوان المسلمين بذلك يريدون السيطرة على الحكم دون ان يتحملو المسئولية "

محمد نجيب , كنت رئيسًا لمصر